الظاهر بيبرس .. رؤية من بعيد (2 / 3) (محمد زكريا توفيق)
محمد زكريا توفيق
هولاكو، القائد المغولي، كان قد ترك سوريا على عجل، متوجها إلى منغوليا، فور سماعه بموت الخان الأعظم، مانكو. عندما علم، وهو في الطريق، أن أخاه قوبلاي، هو الذي تم تنصيبه "الخان الأعظم"، عاد إلى تبريز. واكتفى بتنصيبه واليا على كل بلاد فارس، وتتويجه بلقب "الخان"، بدون "الأعظم". لكن، أخويه "أوجوداي" و"كاجاتاي"، لم يقبلا بتولي قوبلاي الحكم.
نسل جوجي بن جنكيز خان، أصبحوا مسيطرين على مساحة شمال القوقاز، تمتد من نهر الفولجا إلى المجر، وشمالا إلى موسو. كانوا يسمون بـ "القبيلة الذهبية" بجناحيها، "القبيلة الزرقاء" و"القبيلة البيضاء".
قام هولاكو بتقوية امبراطوريته، وضم إليها الموصل وجنوب فارس. آخر حكام السلجق في آسيا الصغرى، انضموا وأصبحوا جزءا من دولته. لكن، يموت هولاكو في فارس، 8 فبراير/شباط عام 1265. ويحل محله، ابنه أباقا.
من عام 1256 إلى عام 1266، "بركة خان" المغولي، ثالث أبناء جوجي، كان هو حاكم القبيلة الذهبية شمال القوقاز. قام باعتناق ديانة الإسلام. في عام 1262، قام السلطان بيبرس، بالكتابة إليه، كأخ مسلم، يدعوه لمهاجمة ابن عمه هولاكو، العدو الأكبر للمسلمين.
فهو الذي قام بقتل خليفة بغداد. في الواقع، قام "بركة خان" بفعل ذلك بالضبط، قبل موت هولاكو بفترة وجيزة. عداء المغول الداخلي، قلل من خطرهم الخارجي، واحتمال غزو سوريا مرة أخرى.
في ربيع عام 1262، هجم بيبرس على أمير أنطاقية الصليبي، الذي كان يساعد المغول. وقام، كنوع من العقاب، بنهب البلاد وحرق المحاصيل الناضجة في الحقول. الصليبيون كانوا يتوسلون يطلبون السلام، الذي وافق عليه بيبرس أخيرا.
في دمشق، اجتمع بيبرس بشيوخ القبائل، وجعل كلا منهم، مسؤولا عن النظام وتطبيق القانون داخل منطقته. عيسى بن مهنا، رئيس قبائل البدو في صحراء سوريا، أعطي لقب أمير العرب، أي أمير البدو، وكانت السلامية تبعه. أصبح بيبرس الآن، سيد الموقف بلا منازع.
بعد معركة الأنبار، التي قتل فيها الخليفة "المستنصر أحمد بالله"، أو بعد أن هرب مع 50 من جنوده، ولم يعثر له على أثر، جاء شخص آخر إلى القاهرة. يدعي أنه "أبو العباس أحمد". تم التعرف عليه كخليفة عباسي جديد، وأعطي لقب "الحاكم بأمر الله".
أعطاه بيبرس مكانا للسكن في القلعة. لكن، بيبرس الذي لم يقبل قطز منافسا له، رأى من الحكمة، أن لا يكون في امبراطوريته شخصيتان هامتان. لذلك، وضع الخليفة العباسي الجديد تحت الإقامة الجبرية.
الحكومة، في النظام المملوكي، كانت تنقسم إلى طبقتين: طبقة رجال القلم، وطبقة رجال السيف. الحكومة المدنية، والعسكر. رجال السيف أو العسكر، كانوا في هذه الفترة، من المماليك البحرية. أصلهم أتراك من سهول جنوب روسيا.
كانوا يشترون وهم أطفالا. يتم تدريبهم بعناية تدريبا عسكريا. عندما يكبرون ويصلون إلى سن الرجولة، يستلم كل منهم فرسه وأسلحته. ثم يسمح لهم بالاشتراك في المعارك الحربية. حينئذ، يتم عتقهم من الرق.
لكن، يظلون تابعين لمالكهم الأصلي، بالرغم من كونهم مساوين له في المرتبة الاجتماعية. عندما يموت المالك الأصلي، يكونون في حل، وغير ملزمين بالعمل كفرسان حرب. يعمل من يرغب منهم بالزراعة أو التجارة.
الأمراء، يملك أو يتبع كل منهم العديد من المماليك. لكن السلطان، يمتلك العدد الأكبر منهم. سلطته، وبقاؤه في الحكم، يعتمدان على عدد مماليكه. مماليك السلطان، فرصتهم في الترقي والثراء، أكبر من مماليك الأمراء.
• البداية .. أمير عشرة
عندما يرغب السلطان في ترقية مملوك، إلى رتبة أعلى، يبدأ برتبة "أمير عشرة". وهي تشبه رتبة "ملازم". أمير العشرة، عليه أن يمتلك أو يتبعه، عشرة مماليك. يعطى أمير العشرة، مع الترقية، إقطاعية أرض من أراضى الدولة. من دخلها، يعيش ويغطي مصاريف ومرتبات مماليكه. في حالة الحرب، يتحمل أمير العشرة، كل المصاريف اللازمة.
تأتي بعد ذلك، رتبة "أمير الأربعين". يمتلك الأمير أو يتبعه، أربعين مملوكا. وهي رتبة تعادل "نقيب". يكون معه في الغالب، فرقة موسيقية، "طبلخانة"، مكونة من عازفي البوق والطبول وآلاتهم. الطبول لها دور حيوي هام في الحرب.
أمير الأربعين، يسمى غالبا، أمير الطبلخانة. الخليفة العباسي في بغداد، كانت له فرقة طبول وبوق تعزف في المناسبات في فناء القصر.
بعد أمير الطبلخانة، تأتي رتبة "أمير المئة". وهي تعادل رتبة "العقيد". بيبرس، كان يتبعه من أمراء المئة، 24 أميرا. أمير المئة، كما تدل الرتبة، يتبعه مئة مملوك، وله فرقة طبلخانة أكبر من أمير الأربعين.
وقت الحرب، يدعى إحتياطي الجنود، ويصبح تبع أمير المئة، ألف مملوك. كلهم فرسان مماليك أصليون. جيش المماليك، ليس به مشاة. فهم يكرهون القتال على الأقدام.
في عام 1262، عاد الأمير سيف الدين كرزي، من بلاط امبراطور الفرنجة، حاملا رسالة للسلطان بيبرس. الامبراطورية الألمانية كانت في فوضى. الامبراطور الروماني بالدوين، تم طرده من القسطنطينية عام 1261، وحل محله امبراطور يوناني. قام بمراسلة بيبرس لتنصيب بابا "ملكاني"، وهم المسيحيون السوريون، أتباع ملوك بيزنطة، في القسطنطينية. مسيحيو اليونان، كانوا أرثوذكس.
أرسل بيبرس "بابا"، في صحبة الأمير أكوش كسفير لبيبرس. أطلع امبراطور بيزنطة السفير، على مسجد جديد، قام ببنائه لخدمة الزوار المسلمين، كبرهان على حسن نواياه.
من الخطأ الإعتقاد بأن أوروبا في ذلك الوقت، كانت أكثر تحضرا من منطقة الشرق الأوسط. في الواقع، العكس هو الصحيح. ففي عام 1262، امبراطورية بيبرس، كانت أقوى وأكثر ثراء وحضارة ومدنية من أي دولة أو مملكة أو امبراطورية غربية.
في عام 1262، قامت قوة من المماليك بنهب أنطاقية. وهي مدينة تقع على نهر العاصي بالقرب من المتوسط، وتتبع تركيا حاليا. الفرنج، حبسوا أنفسهم داخل أسوار المدينة، ولم يقاوموا. بعد ذلك، ذهب مماليك بيبرس إلى سيدون، وأخذوها عنوة. ثم قتلوا كل سكانها، أو تم أسرهم. الفرنج، في سيدون، كانوا ضعفاء جدا، لا يقدرون على المقاومة.
• بركة خان
في عام 1262، أيضا، قام "بركة خان" المغولي المسلم، بحرب "هولاكو" والانتصار عليه. جاء إلى القاهرة عن طريق سوريا، 200 من جنود بركة خان، فاستقبلوا استقبالا حسنا. معظهم تحول إلى الديانة الإسلامية، وانضموا إلى المماليك البحرية.
البلاد التي كان يحكمها بركة خان، من نهر الفولتا إلى المجر، كانت موطنا للترك القبجاق. بيبرس نفسه من قبائل الترك القبجاق، ولد في هذه السهول. هي الآن تحكمها قبيلة المغول الذهبية، لكن لا يزال سكانها من الترك القبجاق.
في نهاية عام 1262، غارت فرقة مماليك من حلب على مملكة سيليسيا المسيحية في أرمينيا. وأسروا عددا كبيرا منهم، وأرسلوهم إلى القاهرة. هناك، تم تنصيفهم من الوسط. المماليك الترك الرعاة، مثل المغول. لهم نفس القسوة والصادية.
لكن دولة بيبرس، كانت مختلفة تماما عن دولة المغول، التي جاءت إلى فارس، بهدف ابادة سكانها ومحو عمارتها ومدنها. في ذلك الوقت، كان الفرس أيضا، أكثر حضارة ورقيا من أية دولة أوروبية.
المغول، كانوا يرفضون النظام الضريبي. يفضلون، مجرد نهب وسلب ممتلكات رعاياهم. هم غير متعلمين، لا يعرفون القراءة والكتابة، وكانوا يعتمدون على من بقي من الفرس أحياء، لكي يديروا لهم الدولة مدنيا. رشيد الدين، المثقف الفارسي، عين في وظيفة "كبير الوزراء" لدى الخان.
عندما يذهب الوزير لمقابلة الخان المغولي، كان يجثو على يديه وركبتيه طوال مدة المقابلة. وقت الغذاء، كان يقف الوزير خلف الخان وهو يتناول طعامه. إذا كان الخان في حالة إنسجام، كان يلقى شيئا من الطعام لوزيره الجوعان. لذلك، لم يحصل المغول على خدمة جيدة من الرعايا الفرس. كانت الخزانة دائما فارغة، والجند لا يحصلون على مرتباتهم في مواعيدها.
أما المماليك الترك، فكانوا موجودين في الدولة الإسلامية منذ أربعة قرون. استوعبوا خلالها الديانة والثقافة والحضارة الإسلامية، التي كانت سائدة في العصر العباسي.
المماليك الترك في سوريا ومصر، كانوا ينشأون منذ نعومة أظافرهم في أحضان حضارة سوريا ومصر. بالرغم من تخصصهم وتفرغهم العسكري، إلا أنهم كانوا يعرفون أهمية العلم، ودور الموظفين الكفؤ، في الإدارة والتجارة والزراعة والاقتصاد والقضاء.
كانت هذه الوظائف، تترك للسوريين والمصريين المدنيين، الذين كانوا يصلون في هذه المناصب إلى أعلى الرتب، ويكونون من خلالها أكبر الثروات. لذلك، لا غرابة في أن تكون دولة المماليك البحرية، في ذلك الوقت، في قمة الثراء والحضارة، بينما دولة المغول في فارس، كانت في قمة التخلف والإفلاس.
• بيبرس والمغيث
في 19 فبراير/شباط عام 1263، ترك بيبرس القاهرة، متوجها إلى سوريا. توقف في مدينة العريش لقضاء يوما في رياضة الصيد. في غزة، وجد في انتظاره، أم الملك المغيث عمر، أمير الكرك (في الأردن حاليا)، وابن حفيد السلطان العادل، أخو صلاح الدين.
لا نعرف كنه ما دار بينهما. إلا أن الأم، عادت إلى الكرك، محملة بالهدايا والعطايا. تحمل رسالة إلى ابنها. تلا ذلك مباشرة، مجئ المغيث لزيارة بيبرس، الذي كان يعسكر في بيسان (في فلسطين).
تقدم السلطان لمقابلة ضيفه، المغيث عمر، وعاد به إلى خيمته. بمجرد وصولهما، تم القبض على المغيث، وأُرسِل مصفدا بالأغلال إلى القاهرة، لكي يعدم هناك بعد ذلك مباشرة.
أما بيبرس، فقد عقد اجتماعا رسميا في خيمته، وبرر ما فعله بالمغيث. ثم أطلع أمراءه على مجموعة رسائل، كان المغيث قد أرسلها إلى المغول، لكنها وقعت في أيدي جواسيس بيبرس. لم يكن بيبرس يطيق الخيانة.
وصل السلطان بيبرس وجيشه، إلى حدود عكا. أطاح بالحامية الفرنجية هناك، وحرق محاصيل حقولها وقطع أشجار حدائقها. حقيقة كانت هناك معاهدة سلام بينهما، لكن بيبرس تعلل بأن الصليبيين هم الذين نقضوا نصوص المعاهدة.
هذا محتمل جدا، لأن الصليبيين كانوا منقسمين فيما بينهم إلى فريقين، "فرسان الهيكل"، و"فرسان الهسبتارية". لو عقد فريق منهم معاهدة سلام، نقضها الفريق الآخر.
حاصر بيبرس عكا لمدة ثلاثة أيام. قطع خلالها أشجار الفاكهة، ودمر كنيسة الناصرة. ثم انسحب إلى القدس، ومنها إلى الكرك. قام بمحاصرة عثمان، ابن المغيث عمر، ووضع قوة مماليك في القلعة هناك. معظم سكان الكرك، كانوا مسيحيين، ولا يزالون.
في 28 مايو/أيار عام 1263، عاد بيبرس إلى القاهرة، التي كانت قد تزينت لستقباله. الأمير سيف الدين الرشيدي، نائب بيبرس أثناء غيابه، تم القبض عليه في الحال. لقد علم السلطان من جواسيسه، أن الرشيدي، كان قد بعث برسالة إلى المغيث، يحذره من القدوم لزيارة السلطان.
• عقلية المماليك
مثل هذه الحوادث، تبين لنا عقلية المماليك. لقد كانوا فخورين بانتمائهم الوطني الجديد، بعد أن كانوا مجرد صبية فقراء رعاة غير متعلمين في بلادهم الأصلية، وبعيدين كل البعد عن الحضارة والمدنية.
لقد بلغ كلا منهم، منزلة رفيعة وثراء فاحشا ومجدا عاليا، على حساب رفقائهم في بعض الأحيان. تحسب منزلتهم الرفيعة وثروتهم الطائلة، لا على حساب أعدائهم، وإنما على حساب منافسيهم من المماليك رفاقهم.
في صيف عام 1263، جاءت رسل بركة خان، معلنة أن قبيلة المغول الذهبية، قد اعتنقت الإسلام ديانة لها. تم استقبال الرسل استقبالا حسنا، وعادوا محملين بالعطايا والهبات، ورسالة من بيبرس، مكونة من 65 صفحة، يحملها وفد بيبرس إلى بركة خان.
وصل الوفد المملوكي إلى بركة خان، بعد أن أبحروا إلى القسطنطينية، ومنها عبر البحر الأسود إلى كريما، ومنها ركبوا ظهور الخيل مدة 21 يوما وسط البراري والقفار والسهول الموحشة. استقبلوا في خيمة كبيرة بيضاء، مبطنة بالحرير والستائر المرخية، ومطعمة باللؤلؤ والمرجان والأحجار الكريمة. الخان الذي كان يعاني من مرض النقرس، كان يستند على وسادة حريرية، بجوار إحدى زوجاته، "تاجتاجي خاتون".
بركة خان، له وجه خشن تزينه لحية خفيفة. شعره يتجمع في ضفيرة خلف ظهره. يلبس روبا حريريا صينيا، وحذاء أحمر قطيفة. وقف وفد المماليك على يمين الخان. الذين كان يأكل من طبق، خليط من لبن الخيل والعسل واللحم والسمك. في اليوم التالي، دعي الوفد للغذاء في خيمة زوجة الخان الأولى، جيجيك خاتون.
بعد ذلك بفترة قصيرة، وصل 1300 مغولي إلى القاهرة. بعدهم، وصلت دفعتان أخريان. يرغبون جميعا في العمل تحت إمرة بيبرس. مما يدل على أن سمعة بيبرس، كانت قد بلغت الآفاق في ذلك الوقت.
في خريف عام 1263، كتب بيبرس إلى أمير شيراز في فارس، يحثه على الحرب ضد هولاكو. العرب البدو في الخفجي، غرب الفرات، طلب منهم بيبرس، مناوشة المغول. ربما لاختبار قوة هولاكو في ذلك الوقت. فلا يزال هولاكو مهاب الجانب.
• الحمام الزاجل
الحرب الحديثة، تعتمد على المعلومات وسرعة انتقالها. كانت المعلومات والرسائل في امبراطورية بيبرس، تنتقل بسرعة فائقة، تقترب من سرعة انتقال رسائل التليغراف. لكن كيف؟ عن طريق استخدام الحمام الزاجل.
لقد كان استخدام الحمام الزاجل في نقل الرسائل، معروفا منذ خمسة قرون قبل ذلك، أيام الخلفاء العباسيين الأوائل في بغداد. لكن بيبرس، بذل مجهودا كبيرا في تطوير هذه الوسيلة، وبلغ بها حد الكمال.
المعروف في عالم الطيور، أن الحمام هو أخلصهم وأكثرهم التصاقا برفيقه. الحمام الزاجل، الذكور فقط، هي التي تحمل الرسائل. الأنثى تنتظر في البيت، بينما يؤخذ زوجها إلى محطة البريد. عندما، تربط الرسالة في جسم الطائر ويترك سراحه، لا يشغل باله شيء آخر، عن الرجوع إلى زوجته الحبيبة وأطفاله الصغار.
ما أن يصل إلى زوجته، وقبل أن يسعد بلقائها، تكون الرسالة قد أخذت منه، لكي يحملها ذكر آخر، ويطلق سراحة، لكي تنتقل الرسالة إلى مركز البريد التالي. الحمام الزاجل، لا يطلق سراحه أثناء الليل، أو في المطر أو عندما يكون جوعان. خوفا من أن يهبط إلى الأرض، لكل يلتقط ما يجد من الحبوب، فيتم اصطياده، وانكشاف أمر الرسالة.
عندما يكون السلطان في الطريق، إلى حملة أو إلى رحلة صيد، يحمل معه الحمام الزاجل، لكي يقوم بنقل رسائل التلغراف هذه، إلى القاهرة في أسرع وقت ممكن. عندما تصل الرسائل مع الحمام إلى القلعة، يبلغ بها السلطان على الفور.
إذا كان نائما، يتم إيقاظه. إذا كان على مائدة الطعام، يتركها فورا. إذا كان يمارس رياضة البولو، يتوقف عن اللعب. كل دقيقة، في غاية الأهمية. ضرورية وحيوية، لإدارة شؤون امبراطورية كبيرة ممتدة الأطراف مثل امبراطورية بيبرس.
الورق المستخدم في كتابة الرسائل، كان نوعا خاصا خفيف الوزن. يثبت تحت الجناح، لا في أرجل الحمام. كحماية زائدة من رطوبة الجو. الحمام يغذى على حبوب القمح، حتى يحصل على قدر أكبر من الطاقة. الحمام الزاجل، الذي تملكه الدولة، كان يميز بعلامة على القدم أو المنقار.
يبلغ ثمن النوع السريع منها مقدار 700 دينار ذهب، للحمامة الواحدة. القلعة وحدها، كان بها 900 حمامة. في كل مركز بريد، كانت توجد عدة مئات من الحمام الزاجل. مراكز البريد، كانت توجد بها البغال أيضا، مستعدة لنقل الحمام بين المراكز المختلفة، حتى يكون مستعدا للعودة.
هناك قصة طريفة، تقول إن الخليفة الفاطمي، العزيز بالله، رغب يوما في أكل نبق طازج من الشام. الأوامر صدرت عن طريق الحمام الزاجل، إلى بعلبك. من هناك، جاءت 600 حمامة، تحمل كل منها حبتين نبق. كل حبة مغلفة بكيس حرير، مربوطة في كل رجل. بعد ثلاثة أيام من رغبة الخليفة هذه، وجد أمامه طبقا كبيرا، به 1200 حبة نبق بعلبكي، مستورد بالبريد الجوي.
ميدل ايست أونلاين