العدو يرسب في «اختبار السلوك»: المقاومة تردّ بالصواريخ
لم تمرّ الجمعة الـ31 في «مسيرات العودة» هادئة كما جرى الحديث في وساطة وفد «المخابرات العامة» المصري بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي. فبينما أبدى الفلسطينيون تفهماً للطلبات المصرية واستعداداً لتخفيض وتيرة المسيرات والابتعاد عن الحدود، لكن دون إلغاء المسيرات، أكد الميدان أمس أن القرار الإسرائيلي ماضٍ بالتصعيد إلى أقصى حدّ، وهو ما لا يوحي بنية إسرائيلية لتقديم حل متكامل.
فقد استشهد أربعة غزيين وأصيب 232 (180 منهم بالرصاص الحي) أمس، في المسيرات التي حملت عنوان «غزة صامدة ولن تركع»، بعدما باغتت قوات الاحتلال المواطنين في «مخيمات العودة» بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع. ووفق وزارة الصحة، الشهداء هم: محمد خالد عبد النبي (27 سنة) شرق جباليا، ونصار أبو تيم (22 سنة) وأحمد سعيد أبو لبدة (22 سنة) وعايش غسان شعت (23 سنة) شرق خان يونس (جنوب). كما قضى شهيد خامس، جبر إبراهيم أبو هميسة (25 سنة)، في حادث عرضي في البريج (وسط).
وكانت الرسالة المصرية للمقاومة تحمل تأكيداً لضرورة التهدئة الميدانية هذه الجمعة تمهيداً لتطبيقات التفاهمات التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي وهي بانتظار الموافقة الإسرائيلية لإعلان توقيع اتفاق، فيما رأت المقاومة أن هذا الأسبوع سيكون «اختباراً» للسلوك الإسرائيلي حتى نهاية الشهر الجاري. لكن العدو قصف مساء نقاط رصد للمقاومة، شرق القطاع، كما قصفت طائرة مروحية تابعة له نقطة رصد شرق البريج بصاروخ، فيما استهدفت نقاط رصد أخرى شرق غزة وشرق جباليا (شمال) القطاع، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
كل ذلك قررت المقاومة الردّ عليه بصليات من الصواريخ التي استهدفت مستوطنات في «غلاف غزة»، ومنها «سيديروت» و«مجلس شاعر هنيغف»، إذ سمعت أصوات عشرات الانفجارات التي قيل أنها ناتجة عن تصدي منظومة «القبة الحديدية»، فيما دعت غالبية المحللين والمراسلين العسكريين الإسرائيليين لتوجيه ضربات قوية ضد غزة «رغم أن القبة اعترضت الصواريخ». وكذلك استُهدف معبر «كرم أبو سالم»، جنوبي القطاع، بعدد من قذائف الهاون.
مع هذا، أعلنت «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة» أن الجمعة المقبل، الـ32، ستتواصل فيها المسيرات، وستكون بعنوان «شعبنا سيسقط الوعد المشؤوم»، في إشارة إلى «وعد بلفور». وحتى الآن، أسفرت اعتداءات الاحتلال على المشاركين في المسيرات عن استشهاد أكثر من 200 وإصابة أكثر من 22 ألفاً آخرين بجروح متفاوتة منهم نحو ألفين بإعاقات دائمة.
تعقيباً على ذلك، قالت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» في بيان أمس، إن «محاولات الاحتلال قمع مسيرات العودة ستفشل»، مضيفة: «ارتقاء الشهداء لن يرهب مسيرات العودة ولن يوقفها». كذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، إن «المسيرات السلمية ستستمر على طول السياج الحدودي حتى تحقيق أهدافها وفي مقدمها كسر الحصار»، مضيفاً في تصريح أمس: «نطالب جميع الأطراف بضرورة الضغط على العدو الصهيوني وإلزامه اتفاقية وقف إطلاق النار عام 2014».
وفي الضفة المحتلة، استشهد مساء أمس عثمان أحمد لدادوة (33 سنة) كما أصيب عشرة شبان خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية المزرعة الغربية «القبلية» شمال غربي مدينة رام الله (وسط). واندلعت المواجهات منذ صلاة الجمعة في منطقة نعلان المهددة بالمصادرة في القرية، فيما دفع الاحتلال بعشرات الجنود إلى المنطقة وشرعوا بإطلاق القنابل الغازية والرصاص الحي. كما اندلعت مواجهات في قرية بلعين، غرب رام الله، وأخرى بين أهالي قرية كفر نعمة والجنود في منطقة جبل الريسان المهدد بالمصادرة، غرب رام الله.
صحيفة الأخبار اللبنانية