العنصرية
العنصرية..
عندما تخرج من مجتمعك .. تعيش في مجتمع مختلف .. لا يشبهك .. متنوع .. غريب .. تتعلم الكثير .. تكتشف الكثير .. وتتغير كثيرا ..!!
تكتشف كم انت عنصري .. وكمّ العنصرية المحيطة بك ..!!
تحكم على من يختلف عنك بأي شيء بأنه سيء ، وتطلق حكما عاما …!! فكل من ينتمي لهذه الفئة اصبح بالنسبة لك محكوم مسبق برأي اصدرته بناء على تجربة محددة …
هنا تتجلى العنصرية بأوضح حالاتها ..!!
ولكن تأكد أنك كنت تعيشها وتعاني منها قبلا ، وانك تربيت عليها وتشربتها من محيطك وتربيتك ومجتمعك فقد تعودت وتقبلت فكرة أن يكون من يسكن بالحي المقابل هو اقل شأنا منك ، أو أن من يختلف عنك بالدين أو باللون ، بالمدينة أو بالحارة، أو بالمنطقة … انت دوما تعتبر نفسك أرقى وأفضل ممن لا ينتمي لنفس فصيلتك .. وتنظر للآخر بنظرة غريبة … !! هي بالتعميم والحكم المسبق والمطلق ، تحد الشخص وتجعله أسيرا لرأي مسبق وقد يكون خاطئا وغير عادل ..!!
فمن خلال التجربة والاحتكاك المباشر مع انماط وأشكال متنوعة ومختلفة من الاشخاص بحكم الغربة اكتشفت على المستوى الشخصي كم نحن محدودون ومكبلون بالأحكام المسبقة !!! وكم نظلم الآخر ونحكم عليه ونظلمه ..
تفاجأت بكم الاشخاص الجيدين والمساعدين والمحترمين ، وكم نحن بحاجة لإعطاء الفرص قبل الحكم المسبق ، وقبل تحاشي التعامل مع شخص والابتعاد عنه بسبب لونه أو شكله أو دينه …!!
إن الاحتكاك بأشخاص وعالم مختلف أعتبرها من أكثر الخبرات والتجارب المميزة التي أعيشها في الغربة والتي استفيد منها كثيرا حيث تتوسع مداركي واتعلم أشياء جديدة وافكاراً مختلفة تغني تجربتي بالحياة ورأيي وأحكامي وتجعلني أنظر بعين أوسع ،وعقل منفتح أكثر ..وأتقبل التنوع والاختلاف الى حد ما … أفضل من ذي قبل .
هذه الإرادة الى محاربة العنصرية المتأصلة في كل شعوب الأرض دون استثناء .. تحتاج الى وعي المشكلة أولا .. الاعتراف بها .. ومحاولة إعطاء الفرص والابتعاد قدر الامكان عن الاحكام المسبقة ..
هي ثقافة وطريقة تربية تحتاج الى جهد كبير وارادة واعية وقوانين عادلة ..تبدأ من الشخص نفسه .. وتنطلق نحو تقبل الآخر ..
فأنا اتمنى أن نعطي اي شخص فرصة قبل أي حكم، وان نتوقف عن التعميم واطلاق الأحكام، فكل شخص يستحق فرصة …!!
ونحن نستحق ان نحيا في عالم أفضل ..