معظمنا لا يريد أن تظل علاقاتنا متوقفة في المحادثات على المستوى السطحي. نتوق إلى علاقات حيث يمكننا التحدث عن معتقداتنا وتجاربنا، حتى لو كانت مختلفة. نريد أن نكون صادقين بشأن ما نقوم به، وما نريد، من دون أن يحاول الشخص الآخر بقلق إصلاحنا أو الابتعاد. لكن وجود هذا النوع من العلاقة مع أصدقائنا، ناهيك عن عائلتنا، تبدو مهمة صعبة.
ما هي نوع العلاقة بينك وبين صديقتكِ
بطبيعة الحال قد تطرحين على نفسك العديد من الأسئلة قبل تحديد نوع الصداقة التي تجمعك بالطرف الآخر. اليك بعض المعلومات وفق موقع psychologytoday .
- القدرة على التحدث عن معتقداتك وخبراتك.
- عدم التركيز على القيل والقال أو القلق بشأن شخص ثالث.
- عدم الاعتماد على مواضيع غير شخصية لإجراء المحادثة.
لا حرج في التعليق على الرياضة، أو الدردشة عن أستاذك أو سياسييك. ولكن عندما نستخدم موضوعات المحادثة هذه لإدارة الإحراج في العلاقة، فربما نفقد ما يمكن أن يكون علاقة أكثر حميمية.
أسئلة تطرحينها قبل تحديد نوع الصداقة:
كم عدد علاقاتك التي تفتقر إلى عنصر شخص آخر؟ ضع في اعتبارك هذه الأسئلة:
- كم عدد علاقاتك العائلية التي تعتمد على مواضيع سطحية، أو تقلق بشأن فرد آخر من العائلة؟
- كم عدد علاقات العمل الخاصة بك المبنية على الشكوى من رئيس أو زميل؟
- كم عدد صداقاتك التي تدعمها القيل والقال عن المعارف القدامى أو المشاهير؟
إن تطوير علاقة الصداقة مع شخص آخر يعني تعريف نفسك للآخرين. كلما أصبحت “ذات” في علاقاتك، أصبح من الأسهل الانخراط في محادثة حميمة وذات مغزى دون الشعور بالتهديد أو أن تصبح دفاعياً.
صداقات حقيقية مقابل صداقات سطحية
تشبه الصداقات العميقة وجود جذور فعلية ترسخنا، وتقدم العزاء والدعم والتفاهم وسط أحداث الحياة المضطربة. على عكس الصداقات السطحية، التي غالباً ما تدور حول التفاعلات على المستوى السطحي والاهتمامات والهوايات العابرة، فإن الصداقات العميقة تتجاوز سطحية الحديث القصير من خلال الخوض في أعماق أرواحنا. تتميز هذه الروابط العميقة بالأصالة والضعف والمعاملة بالمثل، وتعمل كملاذات حيث يمكننا الكشف عن ذواتنا الحقيقية من دون خوف من الحكم، كما يشير موقع benjweinberg.medium.
على العكس من ذلك، فإن الصداقات السطحية، على الرغم من وجودها في كل مكان، غالباً ما تجعلنا نشعر بالانفصال. في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تسود الإعجابات والمتابعون، من السهل جداً الخلط بين المعارف عبر الإنترنت والصداقات الحقيقية. تتميز الصداقات السطحية بتفاعلات سطحية تدور حول الأنشطة أو الاهتمامات المشتركة بدلاً من وجود اتصال عاطفي عميق أو القدرة على أن تكون ضعيفاً مع الشخص الآخر من دون حكم أو ندم. في حين أنها قد توفر لحظات عابرة من التسلية أو الإلهاء، إلا أنها تفتقر إلى العمق والحميمية اللازمة للرفقة الحقيقية.
ما هي وجهة نظر أهل الاختصاص؟
التقت “سيدتي” مدربة الحياة والعلاقات الأسرية المعتمدة من الاتحاد الدولي للكوتشينغ ICF ومدربة مهارات الحياة زينة الحريري التي عرضت شرحاً حول الصداقات الحقيقية والسطحية.
تتميز الصداقات العميقة بصفات أساسية مثل التعاطف والثقة والاحترام المتبادل، في حين تتميز الصداقات السطحية بالتفاهة. علاوة على ذلك، فإن تنمية الصداقات العميقة تتطلب جهداً.
تأتي الصداقات بأنواع مختلفة، من العابرة إلى العميقة والدائمة، لكن فكرة الصداقات بشكل عام، ضرورية للحفاظ على حياة صحية ومتوازنة. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هناك تفاوتاً بين وجود صداقات عميقة ووجود صداقات سطحية. يجب أن نحاول دائماً إعطاء الأولوية للحصول على الأول قدر الإمكان لأنه أمر حيوي للمساعدة في رفاهيتنا العاطفية ومن المهم تنمية مثل هذه الروابط طويلة الأمد عندما نستطيع في الحياة.
وبرأي الحريري:
- العلاقات السطحية موجودة في كل مكان وزمان. أما العلاقات الحقيقية فهي نادرة جداً وقليلة والكثير من الأشخاص عاشوا وماتوا ولم ينجحوا في إيجادها.
- العلاقات الحقيقية بحاجة لمجهود. لكي تحافظي على علاقة جيدة يتطلب مجهوداً وثقة واهتماماً حقيقياً.
ما رأيك متابعة ماذا يقول الحكماء والفلاسفة عن الصداقة الحقيقية؟
- هذه العلاقات القوية توفّر دعماً قوياً في الأوقات الصعبة ما يمنحنا فرصة المشاركة في اللحظات الجميلة والحزينة. ولكن هذه العلاقات هي ذو حدين لأنه أحياناً وبسبب ظروف معينة قد تنقلب إلى عداوة وتصبح من أشدّها لأنها تتضمن أسراراً وروابط ومفاهيم خاصة. هنا يتطلب علينا الانتباه لهذه النقطة لأن كسر علاقة حقيقية قد تتسبب في خسارة إنسان عزيز.
مجلة سيدتي