الفصائل الفلسطينية تُعطي إسرائيل مهلة 15 يومًا وتنقل رسالة “حساسة وهامة” للمخابرات المصرية
يعيش قطاع غزة في الوقت الراهن، حالة من التوتر الشديد والمشحون، الذي يمكن أن يقود بأي لحظة أو احتكاك صغير إلى جولة تصعيد طاحنة وكبيرة، قد تقلب الأوضاع بأكملها، وتُبعثر كافة الأوراق السياسية والأمنية وتُحرج الوسيط المصري.
القاهرة ومنذ انتهاء جولة التصعيد الأخيرة على قطاع غزة في شهر أيار (مايو) الماضي والتي استمرت 11 يومًا، لم تنجح في فرض معادلة ثابتة وواضحة لوقف التصعيد المتكرر من قبل الجانب الإسرائيلي، وقصفه العنيف والمتعمد لمناطق حساسة ومستفزة في القطاع، وكذلك لم تقدم ضمانات حقيقية لفصائل المقاومة الفلسطينية بإلزام دولة الاحتلال بتخفيف الحصار المفروض على غزة، حسب ما جرى التوصل له من تفاهمات في العاصمة المصرية.
هذه الحالة الضبابية التي يعيش سكان القطاع، واستمرار فرض الحصار الخانق الذي قتل كافة مظاهر الحياة في القطاع وشل مؤسساته، والتصعيد المتكرر لقوات الاحتلال بالقصف غزة وتضييق الخناق على الصيادين والتجار وغيرها من الحالات التعسفية، دفع بالفصائل إلى إيصال رسالة شديدة اللهجة إلى جهاز المخابرات المصرية حول أوضاع غزة القابلة للانفجار والأوراق التي تملكها المقاومة للجم الاحتلال وسياسته.
وبحسب معلومات خاصة وصلت لـ” رأي اليوم” من غزة، فأن الفصائل قدمت “مهلة أخيرة” لإسرائيل لا تتجاوز الـ15 يومًا، لتحديد موقفها الرسمي والواضح من الأوضاع الدائرة في القطاع وحالة التوتر القائمة.
وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الفصائل أوصلت رسالة للقاهرة مفادها “أن الوضع لن يبقى كما هو عليه كثيرًا، وأن الفصائل تملك أوراق قوية كثيرة، في حال واصلت إسرائيل سياسة التماطل والتصعيد المستفزة”.
وأشارت إلى أن القاهرة غاضبة بشدة من ممارسات الاحتلال في غزة، وأبلغت اعتراضها خلال زيارة الوفد الإسرائيلي الذي ترأسه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا، للعاصمة المصرية أمس الاثنين، وطالبته باحترام التعهدات وتقديم التسهيلات تجاه القطاع، والبدء بتنفيذ كل الخطوات التي تم الاتفاق عليها لتخفيف من الحصار ووقف أعمال التصعيد والقصف المتكرر لغزة.
وفي تصعيد جديد على القطاع، شنت طائرات إسرائيلية، مساء الاثنين، غارات جوية على موقعين للمقاومة غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، فيما هددت حركة “حماس” وفصائل أخرى بالرد، واعتبرت القصف الأخير محاولة “من الاحتلال للتغطية على فشله”.
وقال حازم قاسم، الناطق باسم الحركة، في بيان، إن “القصف الصهيوني على قطاع غزة محاولة من الاحتلال للتغطية على عجزه وفشله في مواجهة نضال شعبنا، خاصة بعد العملية البطولية التي انتزع فيها 6 من مناضلي شعبنا حريتهم من سجن جلبوع (شمالي إسرائيل)”.
وأضاف: “هذا الصراع بين شعبنا ومقاومته مع المحتل سيتواصل إلى أن ينتزع شعبنا كامل حريته من المستعمر الصهيوني على كل أرض فلسطين”.
وتزامنت مهلة الفصائل لإسرائيل مع إعلان السفير القطري محمد العمادي، تفاصيل المساعي الجارية لتثبيت التهدئة في غزة. إذ أوضح أنه تمّ الاتفاق على إعادة فتح المعابر بشكلٍ كامل، من أجل تلبية احتياجات القطاع الرئيسة، مع تقديم التسهيلات المختلفة التي من شأنها أن تساعد على الخروج من الوضع المتأزّم.
وأشار إلى أن لقاءاته في كلّ من غزة ودولة الاحتلال “حقّقت نتائج إيجابية سيتمّ البناء عليها في جميع الملفّات التي تتعلّق بتحسين ظروف الحياة لسكان القطاع، بالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية وبتوافق مع جميع الأطراف”.
وأكّد أنه تمّ الانتهاء من كلّ الإجراءات المتعلّقة بصرف المنحة القطرية للأسر الفقيرة في غزة، مبيّناً أنه سيتمّ البدء بعملية الصرف خلال الشهر الجاري بحسب الآلية المتّفق عليها مع الأمم المتحدة، وذلك بعد استكمال الأخيرة، الإجراءات الفنّية، مضيفاً أن العملية ستشمل أيضاً موظّفي القطاع بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
ولا تزال إسرائيل تواصل اعتداءاتها في القدس، لا سيما عبر اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى بوتيرة يومية، بالإضافة إلى عمليات هدم لمنازل فلسطينيين وتهجيرهم لصالح مستوطنين، كما تمنع إسرائيل إعادة إعمار غزة، وتواصل حصارها للقطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، منذ أن فازت حركة “حماس” بالانتخابات التشريعية، في 2006.