فن و ثقافة

الفنانون السوريون متهمون : غابوا عن سينما الثورة وحضروا الموريكس دور!

عماد نداف

خاص

الحضور الشعبي والنقدي الواسع لتظاهرة سينما الثورة السورية لم يمنعني من ملاحظة غياب الفنان السوري بشهرته وسمعته الواسعة عن التواجد ولو بشكل رمزي في هذه التظاهرة، فأنا لم أشاهد سوى الفنان مهيار خضور مبتهجا بحضوره وحركاته وتحياته لمن يعرفهم أثناء الافتتاح.

هي ليست مشكلة، بالنسبة للمشروع السينمائي، وربما لا تعني المقاطعة، ولكنها مؤشر هام ، وينبغي الوقوف عنده، ويتعلق بنرجسية بعض نجوم سورية، وانتهازية آخرين منهم الذين يقطعون آلاف الكيلو مترات للمرور فوق السجادة الحمراء في مهرجانات معروفة، ولا يسعون للتواجد في نشاط محلي من هذا النوع.

لا بأس هنا من الإشارة إلى الفنانات اللواتي يشتغلن ليل نهار على ترند صورهن الفاضحة، وعلى الدخول في عالم المشاهير من بوابة الصحافة الصفراء ومجاهيل الفضاء الأزرق والترند اللاأخلاقي وزيادة الأرصدة في بنوك خارجية.

والغريب أنه وما أن انتهت فعالية سينما الثورة الناجحة (بظروفها وزمانها ومكانها على أرضية البحث عن هوية الفن السوري بعد سقوط حكم البعث)، حتى تواردت لقطات لنجوم سوريين كبار في حفل جائزة الموريكس دور في بيروت، كانوا سعداء مبتهجين ، فرحين بسيول الدولارات التي تنهال عليهم في وقت يعاني فيه الشعب السوري من ذيول المأساة الكبرى لاستهدافه وتدمير بناه الاقتصادية والثقافية والمجتمعية.

لذلك من المفيد هنا أن نستشعر ملامح الهوية الحقيقية للفنان السوري بعد أن يصبح نجماً، فهل هو معني بصناعة الفن في بلده، أم أنه مرهون لحجم الموارد التي تأتيه، والمؤسسة العامة للسينما (ياحسرة) ع الحديدة ، فلماذا يأتون إليها !

أعادتني المناسبة لصناعة الدراما والسينما في سورية، فما من منتج سوري إلا ويسعى للدخول في السويات المتألقة لإنتاجه، ولتحقيق شروط الانتاج المطلوبة يجد نفسه بحاجة إلى النجوم، فإذا هم ينهكون ميزانيته ويعيقون مشروعه بأطماعهم، ليجد نفسه مكبلا أمام الحاجة لمبالغ طائلة يطلبها الفنانون منه؟

حتى على صعيد البرامج المنوعة السورية قبل سقوط النظام، وبعد سقوطه، يتردد الفنان في تلبية أي دعوة مالم يكن المردود عاليا ، وقد عجز أحد منتجي هذه البرامج (البود كاسات) أمام تلبية شروط عدد كبير من النجوم الذين دعاهم لمشاركته مشروعه .

ومع ذلك ، كانت تظاهرة أفلام الثورة السورية ناجحة، وتؤشر إلى أن السينما لم تنته ، وخاصة عندما تعكس معاناته ومأساته وآماله بجرأة واحترام للفن .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى