الفوعة………..!!!
الفوعة.. منذ حوالي الأسبوع ، يعاني الوطن العربي والاسلامي من هيجان شعبي عارم بسبب عرض فيلم يسيء للرسول الكريم (صلعم) احتجاجات ومظاهرات قامت ضد صناع ومنتجي ومروجي وعارضي الفيلم ، وقد فاقت حالة العنف التعبير الكلامي والتنديد والاستياء على ألسنة رؤساء دول .. لتصل الى مرحلة وقوع ضحايا وقتلى من أمريكيين، اعتبرهم البعض أعداء الاسلام ورسوله لمجرد كونهم من الدولة التي عرضت الفيلم ،وبعض المتظاهرين الغاضبين اللذين راحوا ضحية أعمال العنف … كما بدأت التوعدات والتهديدات تطال أقباط مصر باعتبار أقباط المهجر المتهم الأول بأنهم أحد أهم الأطراف التي تبنت هذا الفيلم..
وقد سبق وشهد العالم تأثيرات عرض رسوم مسيئة للنبي الكريم على يد الرسام الدانماركي وما تبعه من حالة مشابهة تقريبا” لما يحدث اليوم ..
وهنا نطرح أسئلة كبيرة.. لمصلحة من ولماذا يتم عرض فيلم مسيء للاسلام بعد انتاجه ب5 سنوات ؟؟
ليس لمصلحة تحسين العلاقات بين الغرب والعالم العربي والاسلامي بالتأكيد ..وقد تكون لغاية في نفس أميركا لتقول للعالم أجمع هنا حيث يوجد الاسلام يوجد التخلف والتطرف والارهاب ..ومن حقنا أن نحاربه أينما وجد بناء” على الاتفاق الذي وقعته أميركا بعد أحداث 11 أيلول مع كل دول العالم للتعاون معها في مكافحة التطرف والارهاب والقاعدة .. مؤامرة دنيئة لتشويه صورة العرب والاسلام …هذا احتمال …. لذلك كانت هناك 3 بوارج أميركية على الساحل الليبي .. وقد تكون حجة للتدخل بسوريا لدعم النظام السوري لمكافحة الارهاب وعناصر القاعدة التي ثبت وجود 1500 عنصر منها يجاهدون في سوريا اليوم .. هذا احتمال أخر ..
ولماذا اليوم بالذات؟؟
لعله التوقيت المناسب قبل الانتخابات الأميركية لمصلحة أحد المرشحين لتسويق نفسه حامي أميركا ضد الارهاب .. أو لنقل صراع أميركا ضد الارهاب الى المنطقة العربية ..أوكحجة للحد من نفوذ الأخوان المسلمين بالأنظمة والحكم وكسر شوكتهم … ومازالت الاحتمالات كلها مفتوحة وبالتأكيد هي لمصلحة أميركا والغرب وليس حبا” بالعرب وخوفا” عليهم ..
وألم يفهم العالم أن التعرض للاسلام والاساءة لرموزه ثمنه غال جدا” ؟؟؟؟
بلى .. لذلك يقومون باثارته في وقت محدد لتحقيق غاية محددة ومصلحة محددة ..
ومتى سيفهم العرب هذه المعادلة ؟؟
عندما يقوم المسلمون أنفسهم بمحاربة التطرف والفكر الجهادي القاتل للأخر الموجود عند بعض من يعتنقونه، وتغيير الصورة السيئة التي أخذها الغرب عن الاسلام بعد أحداث 11 أيلول وتبعاتها، من خلال نشر الوعي والكلمة الطيبة ،وتعاليم القرأن الكريم ورسوله (صلعم )..
ومتى سيفهم الغرب وأميركا أن العرب ليسوا مجرد قطيع وآابار نفط وغاز ؟؟
عندما يفهم الغرب وأمريكا أن الحرية والقوة لا تعني أن تشتم الأخر في معتقداته وتسيء اليه ..وتصدر له الحرية والديمقراطية التي تناسب مصالحك ..!! ازدواجية سياسية تطبقها أميركا في دولتها وتصدر عكسها للخارج …!!
بالمقابل أشد ما نحتاج اليه اليوم سياسة تقوم على أساس أن تصبح الديمقراطية والحرية واحترام الأخر ثقافة مجتمع ومنهاج تربية وتعليم يبدأ مع الطفل العربي منذ سنينه الأولى .. وأن يتحرر الفكر العربي من سياسة القطيع والغرائزية الى سياسة التفكير والتحليل ..ومواجهة الاساءة بنشر الرسالة الاسلامية الصحيحة .. وعندما يصبح الانتماء للوطن والتفكير بمصلحة الوطن فوق كل انتماء ..