القمر نافذتي في السماء الزرقاء!
إلى شام : ثمة حلم لا يتراجع ..
لا تخف من أحلام النوم، فإنها من تمنيات الروح. ولا تخف من أحلام اليقظة، فإنها من تمنيات العقل. وبين الروح والعقل تمضي طموحاتنا وأمنياتنا ورغباتنا، ويسعى الناس بحثا عن أجوبة لأسئلة كثيرة تهاجمهم على مدار الأيام، فأي من هذه الأسئلة يمكن أن يطرحه كل منا على نفسه في زحمة الزمن الذي يضيق ، ولا يتسع لكل مانريد!
وأنا رجل يحلم، لايكف عن الحلم، حتى وأنا في الحلم ينتابني حلم جديد، وهذا حقي، أليس من حقك أن تنام؟ إذا من الطبيعي أن تحلم. أليس من حقك أن تستيقظ؟ إذا من الطبيعي أن تتمنى !!
وأنا رجل لا أستطيع أن أعيش دون حلم وأماني ورغبات!
تلك هي حقيقة، وكثيرا ما احترق بشر في وهج حقائق الحياة، فهل سأحترق أنا في هذه الحقيقة؟!
ما حصل هو أن أحلام نومي اختلطت بأحلام يقظتي، توحدت، صارت عالما واحدا، أي تطابقت الرغبات مع الأمنيات، تطابقت تمنيات الروح مع تمنيات العقل، ووجدتني أكتب بحبر سري من دم وإحساس من سخونة قلب يلهج وراء الأجوبة:
(( لو أن السماء قطعة قماش زرقاء..
لو أن القمر نافذة مدورة تكشف ما خلفها..
لو أن النجوم ثقوب أتشبث بها لأذهب نحو القمر..
كنت أدخلت رأسي في النافذة المدورة لأسأل عما سيجري لأحلامي وأمنياتي ورغباتي، كنت سأدعو الله أن اُمنح فرصة جديدة في الحياة، فرصة أخرى كما يقولون، تحمل في طياتها إرادتي العارمة القوية التي تريد أن تتشبث بالحلم !))
طويت أوراقي، وأخفيتها.. ثم أخرجتها، ثم طويتها ..
بعد أيام، أخرجتها، وأعدت صياغتها، ونشرتها..
بعد أسابيع عدت إليها من جديد لأقرأها على حقيقتها دون تغيير لأكشف سري، أو على نحو أدق، لأكشف سر نفسي، فإذا هي، أي الجمل التي كتبتها، البوابة الحقيقية لأفهم منها حقيقة يأس كبير يُكاسره حلم أكبر، ولأعرفَ، ما الذي يجري لي، ما الذي يجري من حولي، ما الذي أتوقعه في القادم من الأيام، وما الذي يمكن أن أراه خلف القمر الذي تمنيته أن يكون نافذة!
حصل هذا معي، وأنا الآن أشعر بالخوف، أتردد ثم أستجمع قواي، وأبحث عن قراري الأخير، وفي القرار الأخير أجد كل أجوبتي .. فهل وصلت إلى قراري ؟ هل اتضحت معالم الزمن الذي أريد الدخول فيه ؟!
وأسأل تلقائيا : ما الذي تنتظر؟!
ولا جواب .. سوى الأحلام والأمنيات !