الليل… أفضل أنواع الإنسان
سأتجرأ على نشر “ديوان شعر” في زمن “النثر”.
سأنتقي قصائد على ضفاف دخان الحرب، وليس فيها.
وسوف أجد لنفسي مقعداً في حديقة أتذكرفيها أزمنة الحب (عكس الكراهيات) وأذكر، فيما أذكر، بنفسجة ما زالت قبعتها المفضلة… صخرة تدرأ من عاصفة.
هذه المقطوعات من الديوان واسمه:
“الليل…أفضل أنواع الإنسان”.
ـ 1 ـ
الطين …أمامك.
ما عليك سوى النظر العميق في عينيه.
الماء… أمامك.
ما عليك سوى الغوص في أعماق الماء الأول.
هناك…النار أيضاً.
ما عليك سوى احترام لهيبها.
هنالك يدٌ ماهرةٌ ترسم شكل هواء كريم.
هذه مفردات ما تحتاجه، يا سيدي،
لتنحت، مرة أخرى، هذه المرأة الجميلة…الحياة !
ـ 2 ـ
ليس لي إلاك…
فلا تذهب إلى …غيرك .
نحن اقتربنا من النار القديمة،
وشوينا كستناءنا على الصمت.
لي سواك…
فلا أذهب إلا إليك.
نحن افترقنا، ثم عدنا، ثم اكتهلنا…ثم دوّرنا الزمن.
……….
كن فاتناً في القشّ…
لكي نجمّل الهشيم الذي فينا!
ـ 3 ـ
لا الخمرة أحضرت منديلك كجناح إلى دمعة،
ولا رسائلي إليك ألغت من طريقك صفاً من الأشجار.
….. أنا
أنا أحضرتك، بيديّ هاتين،
حين مددتهما إلى السماء، في ليلة مظلمة، وقطفتك من نجمة…
فليفتقدوك، اليوم كلهم، بيتاً بيتاً، فأنت، اليوم لي
لترممّي، وتصلحي أبوابي التي خلعتها الريح.
ـ 4 ـ
حين طلبت من الهواء، احتفالاً بشعر المرأة الأولى، أن يمدّ يده إلى أفضل الخصلات، ويضيفها بلمسة واحدة، إلى أفضل الخصال في جمال هذا الكون.
لم اكن أعلم أنني، في المرة القادمة، سوف أطلب، من الهواء نفسه، أن يغدو رياحاً تدفع، في البحر المتلاطم، أشرعتي، حيث أمضي إلى “طروادة” وأحاصرها، ونكاية بالحب المخذول…أشعل حرباً، وأكتب “إلياذة”
ـ 5 ـ
أرملة الأزمنة.
يد الحزن عوقبت.
رائحة حضور الغياب.
نوع زمر دمي.
لون حلمات جسدك بعد الصعود إلى الذروات.
زهورات طالب الثانوية الذي كنته، في شتاء بعيد.
نكهة المجاز في قصيدتك الأخيرة.
نعاسٌ أزرق تحت صخرة، في مدخل الربيع…
هذا هو،
دون خسارت فادحة…
زهر البنفسج !
ـ 6 ـ
أنا من أضاء دمعة وابتسامة…بين نهديك.
أنا البحر الذي خُلقت مثل “أفروديت” من زبده.
أنا الرمل يمسّد، كل يوم، قدميك.
أنا الصخرة التي تراقب قرصنة الغرباء.
أنا الغريب الذي رآك غريبة، فآوى إليك.
أنا قصيدتك الصغيرة، ذات الرائحة البرية في صرة ثيابك.
أنا الراهب الذي أنشأ من أجل ابتهالاتك وأغانيك
كاتدرائية للتراتيل، وسلماً إلى السماء السابعة
أنا من قال لك يقين ذروته في كلام الصوفي:
عجبت منك ومني يا منية المتمني
أدنيتني منك حتى خِلتُ أنكَ…أني
أنا الذي حدثتهم عنك فقالوا:
إخفها جيداً عنا، أيها المجنون، اخفها … لئلا “يخطفها” الموت.
……
لم أخفها جيداً.
بانت أطراف أصابعها من صدري.
وفاض عطرها…
“الأوطان فضيحة”