المبعوث الأميركي للسودان يبدأ جولة إقليمية لدفع جهود السلام
بدأ المبعوث الأميركي الى السودان توم بيرييلو جولة إقليمية تشمل عددا من الدول من بينها كينيا وأوغندا والسعودية ومصر وذلك لدفع جهود السلام في بلد يعاني من تصاعد دوامة العنف والانتهاكات دون وجود رغبة حقيقية بين أطراف النزاع على انهاء الأزمة.
وقالت الخارجية الأميركية إن المبعوث سيلتقي “قادة المجتمع المدني السوداني، ومسؤولين حكوميين من البلدان المضيفة، بالإضافة إلى قادة دوليين” مؤكدة أن المبعوث الخاص أشار “للحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية الفورية إلى جميع مناطق السودان وداخلها، وأهمية حماية المدنيين، والحاجة الماسة لجميع الجهود لإنهاء الحرب”.
وتحدث بيرييلو عن “استمرار التزام حكومة الولايات المتحدة بدعم الانتقال إلى الحكم المدني، الذي يسمح للشعب السوداني بتشكيل مستقبله السياسي”.
ولغم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان مفاوضات وقف الحرب باشتراطات وصفت بـ”التعجيزية” مبديا تمسكه بمواصلة القتال رغم كافة الدعوات لتسوية الأزمة. ورفض المشاركة في جولة مباحثات في جنيف قبل أشهر رغم الضغوط التي فرضتها واشنطن.
ويرغب قائد الجيش في تحقيق حسم عسكري بعد حصوله على دعم من دول مثل إيران بينما اتهم قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قبل أيام مصر بتوجيه ضربة جوية لقواته. كما اتهم القاهرة بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيرة في الحرب المستمرة منذ 18 شهر تقريبا في السودان.
من جانب اخر وجه المبعوث الأميركي انتقادات حادة للجيش السوداني متهما إياه بعرقلة جهود إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال في مشنور على حسابه بموقع ” اكس” الأربعاء إن “الحكومة السودانية التي يسيطر عليها الجيش، بإعاقة وصول 90% من مساعدات الإغاثة الطارئة للمحتاجين في البلاد”.
وأضاف “يحتاج 6.5 مليون شخص بشكل عاجل إلى الغذاء في السودان للبقاء على قيد الحياة، ويحتاج 25 مليون شخص بشكل عام إلى مساعدات إنسانية طارئة مضيفا “لكن في الشهر الماضي، سمحت مفوضية العون الإنساني السودانية بوصول 10% فقط من الإمدادات الإنسانية في بورتسودان إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء”.
وختم قائلا “قامت السلطات في بورتسودان بمنع أو تأخير 90% من مساعدات الإغاثة الطارئة. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون في كادقلي أو الخرطوم، أو في نيالا أو الشمال، يتعين علينا أن نجد أرضية مشتركة حول كيفية تنظيم تدفق المواد الغذائية والأدوية الطارئة إلى كل ركن من أركان السودان بأقصى سرعة ممكنة”.
وليست هذه المرة الأولى التي يتهم فيها المبعوث الأميركي الجيش بالتسبب في عرقلة جهود إيصال المساعدات الإنسانية في توافق مع تحقيقات تجريها الأمم المتحدة في هذا الملف.
وشدد الأسبوع الماضي على “إنه بالرغم من أن المساعدات تتدفّق إلى المزيد من المناطق في البلاد، إلا أن العوائق البيروقراطية والتأخيرات التي تواجهها مفوضية العون الإنساني في السودان حالت دون حصول 7 ملايين سوداني إضافي على الغذاء والدواء في حالات الطوارئ”.
وتضغط الولايات المتحدة على الجيش السوداني للجنوح الى السلم وتجنب التصعيد حيث فرضت الأسبوع الماضي عقوبات على مدير منظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس سليمان، الذي يٌعرف بـ”رجل البرهان القوي”، وهو شخصية بارزة ساهمت في إنجاز العديد من الصفقات لتسليح الجيش السوداني ولعبت دورا بارزا في حصوله على دعم عسكري لمواجهة تقدم قوات الدعم السريع.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مناطق كبيرة من السودان في صراع مع الجيش تقول الأمم المتحدة إنه تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأسفرت الحرب عن نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص ومعاناة سكان بعض المناطق من الجوع الشديد أو المجاعة، وجذبت تدخلا من قوى أجنبية قدمت دعما ماديا للجانبين.
ميدل إيست اون لاين