المستشار
ـ تحسس الرأس، بعد الرصاصة، أكثر أماناً للقاتل ـ
———————————————
في حديث بين “كارتر” الرئيس الأمريكي الأسبق، ومستشاره لشؤون الأمن القومي” بريجينسكي “، في سبعينات القرن العشرين… يسأل كارتر:
– اشرح لي ما يسمى “فكرة المبادرة” أي مبادرة لخلط حالة جديدة يكون فيها السبب هو النتيجه .
فقال بريجنسكي ضاحكاً:
ـ سيدي الرئيس… هذه إحدى وظائف الشيطان. أن يجعل النتيجة سبباً.
ـ لم أفهم…
ـ أن “تحل الحبل”…في هذه القصه :
لقد أراد الشيطان اختبار ابنه بعد أن غدا شاباً على أهبة دوره في الحياة، فأمره باشعال الفتنة في قرية، فذهب، وعاد بعد دقيقة واحدة… ثم لم تمض إلا دقائق حتى كان أهل القرية كلهم يقاتل بعضهم بعضاً.
سأل الشيطان ابنه” “ماذا فعلت؟
قال : “حلّيت الحبل”
قال له : “فسّر”
قال: “وجدت إمرأة ربطت العجل الصغير بعيداً عن أمه لتحلبها، ففككت الحبل المربوط به، فانطلق مندفعاً إلى أمه فأوقع وعاء الحليب أولاً. ورضع ما تبقى من الحليب في ضرع أمه، ثانياً. أما المرأة فلم يصدق زوجها الحكاية. واتهمها بالإهمال لأن العجل لم يكن مربوطاً… فضربها. فذهبت إلى إخوتها باكية. جاء هؤلاء وضربوا الزوج، الذي دافع عنه إخوته… وهناك تزايد المتقاتلون من الطرفين حتى انتشر العراك في القرية كلها.”
——————–
لا أدري تماماً، مدى انطباق هذه القصة على الحال والمآل في الربيع العربي. لأن الذي حدث غير مفهوم. ثمة عجل وإمرأة وسطل حليب وزوج أحمق، وقرية متوترة…إلخ .هذا سبب .
ولذلك نستنتج براءة الشيطان من مفردات البيئة (السبب) التي خرّبها ودمرها بـ”حل الحبل“، ونتهم قرية حمقاء تصارع أبناؤها من فرط سوء التفاهم. الذي يعني أيضاً التسليم المحتوم والشرعي بدور الشيطان المرسوم له،من قبل الله ، وبمحنة آدم (الأوادم) المكتوب عليه أن يكون الضحية دائماً ما دام الشيطان موجوداً.
…………….
أثناء التحضير لحرب بوش الأب على العراق ، من أجل تحرير الكويت ، سأله صحفي:
“هل ستحررون الكويت أم تحتلون بغداد؟”
فابتسم بوش وقال ثلاث كلمات: “انتظر. راقب. وسترى”.
كان لا بد من كلمة واحدة تحل حبل العجل، فيذهب صدام حسين إلى قدره، وبدلاً من ملاعبة الفهود في حدائق قصوره ذهب إلى مصيدة الفأر في جحوره.من تلك الغلطة لم تهدأ المنطقة، ولن تهدأ أبداً. لكن المسخرة أن مستوى اللعب قروي، وبسيط، ومكشوف، ولا يتناسب مع المنسوب الكارثي للخسائر، التي لن تنتهي أيضاً.
يمكن اليوم الحديث عن تصنيع داعش، بلعبة شيطان مكشوفة، أد ت خلال أسابيع إلى استنفار كوني. فجأة كل أنياب ومخالب الأطلسي استنفرت. وكانت سكين بريطاني (داعشي) قد حزّت عنق صجفي (أمريكي)
وفي فتنة المشهد، وتقزز مليارات العيون، قامت الطائرات الأمريكية بطلعاتها الأولى فوق مواقع البغدادي، أمير المؤمنين الذي مرّسابقاً على سجلات الجيش ونواطير السجون العراقية.
الأطلسي… استنفر من أجل صحفي، وأنا رأيي أن الصحفي يستحق أن يستدرج الثأر لمقتله، ولكن بمعيار غير انحيازي إلى هذا الحد: هناك عدد غير قياسي، عدد غفير، وغير غفور، من البشر يقتلون وينكل بهم ولا تهتز شعرة من طيز الأطلسي.
شيء مدهش…
ولا بد من استعادة محفوظات مدرسية عن سبب احتلال بريطانيا لمصر(بريطاني قتل في غابة).
قتل أمرىء في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
واحتلال الجزائر سببه ضربة مروحه يدويه.
لن اسأل إلى متى؟ هذه الاستباحه إلى متى؟
لن أجيب….
لأن جوابي يزعجني أنا أولاً !