خاص : انتبهتُ إلى إشارة صديقي الناقد ماهر منصور، في مطلع شهر رمضان المبارك التي يقدم فيها نوعا من العتب، المغلف بالنقد، ويتناول الحلقات الأولى من العروض التي بدأت تتدفق من هنا وهناك، وينبه إلى فن السيناريو الحديث ، ويطرح في أحدها سؤالاً مضمونه : ما معنى أن يصفق الناس لكل هذه الفوضى البنائية في درامانا ؟!
ويقول في تعليق آخر منشور على صفحته : يؤسفني أن يظل النص الدرامي السوري يراوح في مكانه على هذا الصعيد.
عندما قرأت ذلك لماهر، كنت غارقا في قراءة العديد من النصوص الدرامية التي كانت تنتج في رمضان، وأخرى كانت لزملاء يريدون رأياً مني فيما يكتبون، وتذكرت على الفور رأيا أرسله لي الفنان الكبير أيمن زيدان عن ضرورة الانتباه إلى المتغيرات التي تحصل في فن السيناريو التلفزيوني الجديد، ونصحني بمشاهدة أعمال الفنان اللبناني جورج خباز .
ولكي يؤسس المرء وجهة نظره، والكلام هنا يعنيني مباشرة، عليه أن يحترم جهد الآخرين، وأنا من هذا النوع، وأظن أن أيمن وماهر لايمكن الأخذ عليهما على هذا الصعيد، لذلك تكثفت الفكرة عندي، وحاولت أن أبني على ما يحتاجه النقد من متابعات حثيثة للفنون التي يعمل عليها، وللتطورات التي يبتكرها الإنسان على هذا الصعيد .
ومع أن العروض لم تنته بعد، إلا أن من الجيد أن نتابع وننتبه إلى ضرورة البحث عن أدوات تحديث صناعة الدراما التلفزيونية السورية، وخاصة مع الأنباء التي تسربت عن دعم سيأتي وهوامش كبيرة قادمة للدراما ولصناعتها .
اشتغلتُ على الأعمال التي أتابعها، وخاصة تلك التي قرأت نصوصها، ووجدت أنه لابد من التعريج على مسألة أساسية قبل تبني رأي الصديقين أيمن زيدان وماهر منصور، هذه المسألة تتعلق بظروف صناعة الدراما ومن بينها: علاقة السيناريو بالإخراج، وعلاقة الإنتاج بكليهما، ومن ثم لابد من السؤال عن موقع الممثل من هاتين العلاقتين.
من الصعب متابعة أعمال الموسم الرمضاني دفعة واحدة، لذلك توفرت لي الظروف لمتابعة كاملة أو متقطعة للأعمال التالية :
أولا : مسلسل أولاد بديعة : للكاتبين يامن حجلي وعلي وجيه ، وإخراج رشا شربجي
ثانيا : مسلسل بيت أهلي للكاتب الدكتور فؤاد شربجي، وإخراج تامر إسحق .
ثالثا : مسلسل تاج للكاتب عمر أبو سعدة وإخراج سامر برقاوي
رابعا : مسلسل كسر عضم للكاتب هلال الأحمد، وسيناريو وحوار رند حديد، وإخراج كنان موسى اسكندراني.
وهناك متابعة متقطعة لمسلسلات (رماد الورد) إعداد وإخراج ديانا فارس، والعربجي سيناريو عثمان جحى إخراج سيف الدين سبيعي ، مع اهتمامي برواية (العربجي) التي أصدرها عثمان جحى وحضرت حفل توقيعها في مقهى الروضة.
هذه المتابعة ، أوصلتني إلى عدة عناوين يجب الكتابة عنها ، وهي تتعلق أساسا بالمتابعة ولا يعطي هذا الانتقاء حكم قيمة قد يقلل من أهمية الأعمال الأخرى التي لم أشاهدها، وسأتابعها بالتأكيد بعد شهر رمضان المبارك .
لابد من الكتابة عن علاقة السيناريو بالإخراج في مسلسلي : أولاد بديعة ، وبيت أهلي ، والسبب هنا اطلاعي على النصين ومشاهدة العملين.
لابد من الكتابة عن مسلسل (تاج) ، من زواية المنعطفات التي تذهب إليها تجربة التعاون بين النجم (تيم حسن) والمخرج سامر برقاوي، وتوفير ظروف إنتاجية ضخمة.
الكتابة عن دور الممثل في مسلسلات ولاد بديعة وتاج والعربجي وكسر عضم .
الكتابة عن علاقة الإنتاج (الشركات المنتجة) بما شاهدناه في مسلسلات (تاج) و(ولاد بديعة) و(رماد الورد) وبيت (أهلي) ، ثم أخيرأ ضرورة الكتابة عن المضمون وسوق الدراما السورية .
تبدو المهمة صعبة، لكن هي محاولة ..
(يتبع)
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر