المشروع الغربي بخصوص أكراد سوريا وحقيقة أحداث رأس العين (ترجمة: محمد سلطان)

ترجمة: محمد سلطان
 

كتب ’محمد علي كولير‘ في قناة ’أولوصال‘: «هناك مساعٍ غربية لإنشاء منطقة، في الشمال السوري، ذات تركيبة مماثلة لتلك الموجودة في منطقة الشمال العراقي, بغرض مد ممر كردي يربط كردستان العراق بالبحر الأبيض المتوسط».
لم توافق الحكومة العراقية على الطلب التركي للسماح بالشاحنات التركية باستخدام أراضيها بعد إغلاق الأراضي السورية أمامها من قبل الحكومة السورية، وذلك بالرغم من تحمس حكومة إقليم كردستان العراق لهذا الشأن. كما أنه يشاع عن ’البرزاني‘ تعاونه مع الاستخبارات التركية بغاية تزويدهم بمعلومات عن مقرات وقيادات حزب العمال الكردستاني. فماذا عن أكراد سوريا؟
رغم الميل التقليدي للجزء الأكبر من أكراد سوريا إلى المعارضة فإن الغالبية العظمى منهم رفضت أن تكون أداةً في المشروع الأمريكي المنفذ بأدوات أردوغانية. وكان محامو رئيس حزب العمال الكردستاني ’عبد الله أوجلان‘ قد نقلوا عن لسانه في بداية الأحداث تصريحاً عرضته قناة ’روج‘، ويقول فيه: «سوريا هي البلد الحاضن لجميع القوى الثورية في العالم. نحن كأكراد لا ننكر الجميل ولا يمكن أن نكون في الصفوف التي تدعوا لإسقاط النظام الذي يمكن أن نعتبره الضمان الأكبر للأكراد». كما أشيع توجيهه تعليمات بتشكيل قوة عسكرية قوامها خمسة عشر ألف عنصر للدفاع عن المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا ضد أي تهديد محتمل من قبل متمردي ما يسمى بالجيش الحر. وهي القوة المعروفة باسم وحدات الحماية الشعبية YPG التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني PYD، والذي يعتبر امتداد حزب العمال الكردستاني في سوريا.
وقد عقد الحزب اليساري الكردي في سوريا يوم 14 تشرين الثاني اجتماعاً موسعاً، على خلفية دخول مسلحي المعارضة إلى بلدة رأس العين الكردية في الحسكة، وأكد البيان الصادر عن الاجتماع أن الدولة التركية وقفت منذ اليوم الأول من الأحداث السورية ضد تطلعات الشعب الكردي لدرجة أنها عملت بكل السبل على منع بعض أطراف المعارضة السورية من التوافق مع المعارضة الكردية حول الحقوق القومية والثقافية. ورأى الاجتماع أن "دخول الجماعات المسلحة إلى رأس العين يأتي في إطار المشروع التركي الذي يستهدف قبل كل شيء الوجود القومي الكردي، وتشريد الأكراد من مناطقهم، ولهذه الأسباب يجب اتخاذ موقف واضح اتجاه هذا المخطط وسبل إفشاله. كما أن الطريق الوحيد لإفشال هذه الأهداف يأتي عبر توحيد طاقات الشعب الكردي والوحدة بين قواه السياسية والاجتماعية" كما عبر المجتمعون أيضاً عن قناعتهم بأنه إذا كانت وحدات الحماية الشعبية YPG هي القوة العسكرية الوحيدة فإن ذلك يقتضي تعبئة كافة طاقات الشعب الكردي، واقتصار حماية هذه المناطق على أبنائها من مختلف المكونات، ومنع دخول الجماعات المسلحة إلى المناطق الكردية بكل الطرق الممكنة لإحباط هذا المخطط. وطالب الاجتماع سكان رأس العين النازحين إلى تركيا بالعودة إلى القرى والمدن الكردية في سوريا.

وكالة أنباء:ANF
 
كشفت مصادر خاصة لوكالة ANF أن عضو المجلس الوطني السوري ’نواف البشير‘,أحد شيوخ عشيرة البكارة, وبالتنسيق مع الاستخبارات التركية وأطراف كردية معينة كانوا وراء اجتياح مدينة رأس العين لإخراج القوى الكردية من المنطقة وإخلاء المنطقة من الأكراد، وجعل من منطقة رأس العين قاعدة لاجتياح باقي المدن الكردية. وبحسب المصادر أن مخطط اجتياح مدينة رأس العين تم الإعداد له منذ 4 أشهر أثناء اجتماع مشترك لـ’نواف البشير‘ مع مسؤولين من جهاز الاستخبارت القومية وضباط من الجيش التركيين، حيث تم تخصيص مبلغ 2 مليون دولار كدفعة أولى لهذه العملية، ووعد الضباط الأتراك في هذا الاجتماع بمساعدة المجموعات المسلحة وعدم السماح للطيران الحربي السوري بضرب مواقعهم والتدخل السريع من خلال وحداتهم الخاصة إذا احتاج الأمر. كما وعدوا بفتح الطريق للمجموعات المسلحة ليتسنى لهم المرور من خلال الأراضي التركية من منطقة ’إعزاز‘ و’تل رفعت‘ و’تل ابيض‘. وقبل العملية تم توزيع أسلحة وأموال على بعض التنسيقيات الكردية والعربية، وغالبية أفراد تلك التنسيقيات من منطقة ’غويران‘ في الحسكة و مدينة القامشلي. وقد كلفت قيادات حزبي آزادي وصلاح بدر الدين بجمع المعلومات الاستخبارتية اللازمة لاجتياح مدينة رأس العين والمدن الأخرى. ومن أهداف هذه الهجمة خلق الفتنة والحرب الأهلية بين الأكراد والعرب، وأحياء الخلافات العرقية القديمة بين العشائر العربية والكردية في المنطقة، وإخلاء المنطقة من الأكراد.
واستعان نواف البشير لتنفيذ مخططه بـ’محمد الحلو‘ الذي كان على رأس عمله كعضو في مجلس الشعب للحكومة السورية. كما اجتمع ’نواف البشير‘ في الثامن عشر من الشهر الجاري قبل هجوم المجموعات المسلحة على الأحياء الكردية مع قيادات في كتيبة غرباء الشام "الشيخ عمر" و قيادات من تنظيم جبهة النصرة بهدف إخلاء المنطقة من الأكراد وإنزال الاعلام الكردية، ومنع التظاهرة التي دعت إليها الهيئة الكردية العليا تحت شعار "تظاهرة العودة إلى الديار". وكانت وكالة رويترز قد نشرت في ساعات الصباح الأولى من يوم الأثنين 19 تشرين الثاني تصريحاً لـ’نواف البشير‘ يقول فيه أنه تم إخراج حزب العمال الكردستاني من منطقة رأس العين، حيث جاء التصريح قبل ساعات من هجوم المجموعات المسلحة على وحدات الحماية الشعبية واستهداف رئيس المجلس الشعبي للمدينة ’عابد خليل‘. وبعد تكبد المجموعات المسلحة خسائر فادحة وانكسارها نتيجة مقاومة وحدات الحماية الشعبية، لجأ ’نواف البشير‘ إلى مدينة ’جيلان بينار‘ التركية حيث يقيم في فندق ’جيلان بينار‘ مع عناصر من المخابرات التركية وقائد المنطقة العسكرية للجيش التركي ووالي أورفة وقيادات من المجموعات المسلحة للتحضير للقيام بعملية أخرى في رأس العين من خلال تأمين الطريق عبر تركيا لجلب مجموعات مسلحة من حلب وجرابلس. وفي الثامن من الشهر الجاري اقتحمت مجاميع مسلحة مدينة رأس العين، حيث دخل ما يقارب ألف عنصر من عدة مجاميع تسمي نفسها غرباء الشام، جبهة النصرة، وأحفاد الرسول، مجموعات تضم عرب من تونس والجزائر وليبيا, إلى المدينة عبر الممر الحدودي الذي يقع في ’حي المحطة‘ ويربط المدينة مع تركيا. وتسبب دخول تلك المجاميع بتدمير المدينة وإحراق المنازل كما تسبب دخولهم بهجرة أكثر من 11 ألف من سكان المدينة نحو تركيا، فيما توجهت عائلات أخرى إلى مدن وقرى سورية أخرى.
كما ادعت الوكالة بأن الجيش التركي أطلق يوم الخميس 22 تشرين الثاني من مخفر حدودي قذيفة هاون وقعت بالقرب من ’نهر الأسود‘ المحاذي للشريط الحدودي في منطقة عفرين، حيث لم تسفر عن أي خسائر بشرية. كما قام الجيش التركي بإطلاق قذيفة من تركيا في اليوم نفسه سقطت بالقرب من قرية ’علوك غربي‘ التي تقع حوالي 10 كيلو متر شرق مدينة رأس العين حيث تجري اشتباكات بين وحدات حماية الشعب والمجموعات المسلحة المدعومة من الدولة التركية.

(وكالة أنباء:ANF)

وبحسب تقرير نشره موقع ’ديبكا‘ المقرب من الموساد يقول: اجتمع شيف الموساد ’تامر باردو‘ ورئيس الـCIA’ ديفيد بترايوس‘ومسؤولين من حكومة ’البرزاني‘ بهدف إقامة دولة كردية في سوريا مقربة من أميركا. وبحسب التقرير فإن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD المقرب من حزب العمال الكردستاني سيدخل ضمن هذا المشروع, حيث تتم افتتاح فرع له في واشنطن في 2 آب.
وبحسب خبر نشره موقع ’بييامنير‘ المقرب من حزب كردستان العراق الديمقراطي, قامت مجموعة بتشكيل كتيبة مسلحة في القامشلي أطلق عليها اسم "ملا مصطفى البرزاني" وهو والد زعيم كردستان العراق ’مسعود البرزاني‘ كبديل لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD المقرب من حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد إعلان الأخير تشكيل فصيل مسلح باسم وحدات الحماية الشعبية YPG لحماية المناطق الكردية في القامشلي.

(وكالة أنباء: DHA)

بحسب إدعاء موقع mynet فإن 800 عنصراً من عناصر حزب العمال الكردستاني أخذوا مواقع في المخافر الحدودية مع تركيا للمساهمة بضبط أمن الحدود ضد أي تهديد محتمل من قبل "الجيش الحر".

(موقع: mynet)

تحدث قيادي من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى صحيفة ’الانتقاد‘ عن دخول حوالي ألف مسلح من جهة الأراضي التركية إلى منطقة رأس العين ومعهم قوة خاصة تركية بالتنسيق مع أخ أحد أعضاء مجلس الشعب السوري. وبحسب إدعاء هذا المصدر فإن الدولة السورية قامت بتزويد أخ مجلس الشعب المذكور بـ200 قطعة سلاح لتشكيل لجان شعبية في المنطقة, ولكن سرعان ما بدل انتماءه، واستخدم السلاح ضد الجيش والدولة. وأضاف المصدر أن تركيا وضعت خطة استراتيجية لإقامة منطقة عازلة في مدينة رأس العين حيث أوكلت مهمة للعناصر السلفية بتشكيل شريط على طول الحدود مع تركيا بطول 100 كيلومتر و5 كيلومترات بإتجاه الداخل السوري, وبذلك يسهل على الدبابات التركية دخول المنطقة لفرض منطقة عازلة, واستكمالاً لهذه الخطة فإن تركيا تسعى لتوسيع مجال هذه المنطقة لتصل إلى ’تل تمر‘ وإلى المناطق الحدودية مع حلب لتسهيل عملية مرور الجماعات المسلحة. كما تسعى تركيا لتأمين طريق آمن للجماعات المسلحة الموجودة في محافظة دير الزور بسبب إنزوائهم وبعدهم عن تركيا جغرافياً. والخطة تسعى لشل حركة أكراد سوريا وأكراد تركيا كلياً, حيث أن تركيا قامت قبل الأحداث بتنظيف الألغام على الحدود بين سوريا وتركيا تجهيزاً لهذه المرحلة.

(وكالة: ANF)

كتب ’حسن جمال‘ في صحيفة ميلّييت مقالاً يوضح فيه وجهة نظر التيارين البرزاني والأوجلاني ودورهم في الأحداث الجارية في سوريا.
يقول ’حسن جمال‘: «في سوريا ما يقارب 18 منظمة ومجموعة كردية صغيرة, أغلبهم يتبعون للتيار البرزاني, ومقابل هذه المنظمات يوجد حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" التابع لحزب العمال الكردستاني "PKK". وفي ظل التوتر القائم بين التيارين فإن آخر ما قد يفكر به البرزاني برأيي هو الصدام مع الـPYD. هناك إدعاءات بأن كتيبة صلاح الدين, التي تشكلت من الأكراد المنشقين من الجيش السوري, يُستخدمون بدعم من تركيا لمواجهة الـPYD وذلك لفتح ممر آمن من تركيا إلى المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية في سوريا».
وأجرى ’حسن جمال‘ مقابلة مع رئيس حزب آزادي ’مصطفى جمعة‘ المقرب من البرزاني والمعروف بعدائه لحزب الاتحاد الديمقراطي. وقال ’جمعة‘ في لقائه: «هناك اتفاق سري بين الدولة السورية وحزب الـPYD, حيث أن قوات الـPYD تسيطر على أغلب المناطق الكردية في سورية، ورغم ذلك هناك تواجد لقوات الجيش السوري في تلك المناطق, كما أن الـPYD يسيطر على كامل الحدود السورية مع إقليم كردستان العراق». ويضيف ’جمعة‘: «قبل حوالي شهرين أرادت الهيئة الكردية العليا, المؤلفة من عشرة أشخاص, الاجتماع مع وزير الخارجية التركي ’أحمد داوود أوغلو‘ في ’أربيل‘, ولكن ’داوود أغلو‘ رفض الاجتماع مع خمسة منهم لأنهم يتبعون للـPYD». كما أشار ’جمعة‘ إلى أن: «كتيبة صلاح الدين مقربة من البرزاني وهي مدعومة من قبل تركيا وينتشرون في منطقة حلب وعفرين ويقومون في بعض الأحيان بالتنسيق مع الجيش الحر في بعض عملياتهم».
كما أجرى ’حسن جمال‘ مقابلة مع مسؤول الـPYD في كردستان العراق ’محمد ريشو‘الملقب بـ’وجدان‘. يقول ’ريشو‘: «تركيا تسعى للإيقاع بيننا وبين البرزاني. ونحن لا يوجد بيننا وبين الدولة السورية أي اتفاق رسمي أو أي اتصال رسمي مباشر, ولكن في بعض الأحيان نجري تنسيقاً في بعض القضايا, وخصوصاً القضايا الأمنية. في بداية الأحداث في سوريا جاءت تعليمات من دمشق للجيش والأمن بعدم الاصطدام مع الأكراد مهما كانت النتيجة». ولم يجب ’ريشو‘ بشكل واضح على سؤال حول احتمال تعاون البرزاني مع تركيا ضد الـPYD وعن العلاقات الاستخباراتية بين الطرفين, وقال: «إن البرزاني يحمل اسماً يطغى على اسم الـPYD على مستوى المنطقة الكردية, وفي حال قيامه بأي عدوان ضد الـPYD فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة اسمه ومكانته بين الأكراد, كما سيفقد هيمنته عليهم». وعن كتيبة صلاح الدين والجيش الحر يقول ’ريشو‘: «اسم صلاح الدين مجرد قناع يقبع خلفه البرزاني ويقبع خلفه المخطط التركي, كما أن الجيش الحر يعني الإخوان المسلمين، فهو لا يصلح للديمقراطية وليس لديهم أي نوايا لحماية حقوق الأكراد».

صحيفة: ميللييت

كتب ’دوغو بيرينجيك‘ رئيس حزب العمال التركي ورئيس تحرير صحيفة ’أيدينليك‘ في صحيفته مقالاً يقول فيه: «حاولت أميركا وإسرائيل عن طريق تركيا استخدام الأكراد البرزانيين لتوسيع حدود الدولة الكردية لتصل إلى حدود البحر الأبيض المتوسط, ولكن لم يبقى أمامنا قوة قادرة على فتح هذا الممر الذي سيصل كردستان العراق بالبحر, كما أن إيران تعارض بإصرار إقامة دولة كردية مستقلة, وقد لاحظنا أن القوى في المنطقة ترسم سياستها بناءً على الإصرار الإيراني في موضوع ما».

قناة أولوصال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى