المعارض السوري فاتح جاموس، يشرع في نشر مذكراته!
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
في خطوة ذات دلالة في تحولات الحياة السياسية السورية، بدأ المعارض السوري فاتح جاموس بنشر مذكراته داخل دمشق. ويتزعم هذا المعارض، الذي يعيش آمنا بين مدينتي دمشق واللاذقية، يتزعم حاليا تجمع طريق التغيير السلمي المعارض والمنضوي مع تحالف الجبهة الشعبية للتغيير مع الدكتور قدري جميل زعيم حزب الإرادة الشعبية في سورية..
بدأ فاتح جاموس بنشر مذكراته منذ نحو أسبوعين في سلسلة من اليوميات على صفحته في موقع الفيس بوك، والتي يفترض أن تقارب عمق الحياة السياسية السورية وخفاياها في ظروفها الصعبة خلال نصف القرن الماضي.
ورغم أن فاتح جاموس لم يدخل في يومياته بعد، في عمق مواقفه السياسية المعارضة، وتجربته المرّة في الحياة السياسية السورية التي أودت به إلى السجون لمدة قاربت العشرين عاما، فإن مؤشرات الحلقات الست التي نشرها توحي بأنه سيفرد المساحة الكافية للحديث عن هذه المسألة البالغة الأهمية.
ويكتب فاتح جاموس هذه اليوميات بمناسبة وصوله إلى السبعين من عمره حيث يسجل معلومة تقول “- فاتح جاموس- اسم الأب محمد- الأم منيرة- تاريخ الولادة بسنادة- 3- 1949” وفي حلقات اليوميات المنشورة يسجل فاتح جاموس عناوين مثيرة تتعلق بأول يوميات ينشرها معارض سوري على الرأي العام، وهذه العناوين تفصح عن أنه من بيئة سورية فقيرة تعيش الحياة الزراعية في أحد قرى الساحل السوري (بسنادا) المتاخمة لللاذقية، وأبوه كان موظفا في وزارة التربية (آذن مدرسة) .
ومنذ اليوميات الأولى يثير فاتح جاموس قراءه بإخبارهم بأنه ولد بعد سبعة أشهر من حمل والدته به “تقول الأم وأنا اسكت أو اخرس مستمعاً مرات عديدة إنها وفي طريق عودتها من أرضنا أبو شامة وعلى رأسها حملة حطب من بقابا قصب الذرة البيضاء. وعندما وصلت البيت متهالكة ولدتني على قش الذرة. وبالكاد وصل عمري كجنين الأشهر السبعة . إذن سبعاوي …مستعجل..لا يستطيع الانتظار.”
وفي نوع من التباهي الروحي بالدكتور وهيب الغانم الذي افتخرَ في أكثر مناسبة بأنه تأثر به ، يكشف فاتح جاموس أن الدكتور الغانم عالجه عند ولادته ، وقال لأبويه اللذين نقلاه إلى عيادته إنه يتوقع وفاة الطفل فاتح جاموس ، فقد “عاين الدكتور وهيب الطفل بيأس، وأعطاهما بعض دواء، مع عبارة “الأعمار بيد الله” وشعر الوالدان كأن لا أمل بالشفاء” !
ويكشف فاتح جاموس أيضا أنه ابن خال الضابط ” المعروف جدا المرحوم ( فيصل غانم)” وهو مدير معتقل تدمر المعروف بقسوته” ، كما يشير إلى ذكريات مهمة في حياته تتعلق بقرية مشقيتا مسقط رأس الكاتب السوري المعروف الراحل هاني الراهب، ويقول : “في سنوات التخفي الست التي أمضيتها قبل اعتقالي الأول الطويل، وصلتني بعض مسودات لفصول من رواية الدكتور الأستاذ الروائي المرحوم (هاني الراهب) كانت لديه أحيانا عادة إطلاع البعض على مسودات كطريقة في الكتابة، أو ربما تعلق الأمر ببعضها مثل رواية ( الوباء) الهامة والحساسة من زاوية دلالات بعض أبطالها في التطورات السورية لحينه كما الخلفيات قبلها. وفي أيلول \1984\ كنت مع مجموعة رفاق قد أعادنا الأمن إلى سجن تدمر بعد سنتين فيه، واستدعائنا لموجة تحقيق أخرى، وصلنا ليلا، ليخبرني أحد الرفاق أن رواية( الوباء) للدكتور هاني قد صدرت.. ”
ويضيف فاتح جاموس: “رحت ألتهمها..لكن وفي المقدمة بينما يحدد الدكتور (الراهب) الإحاطات والخلفيات الخاصة بالرواية، وجدت نفسي أبكي في لحظة ضعف إنساني ونبش ذاكرة طفلية مؤثرة..”
وينبهنا فاتح جاموس إلى ماسيكتبه في مستقبل حلقاته، فيقول :
أنا في موضوع المكان والذاكرة المؤثرة، بالتالي سأؤجل الكثير من الكتابة حول (فيصل غانم) وغيره من النخب في المنطقة، والتي اشتغلت عليها القوانين الوضعية، وكونتها، ودفعتها في خيارات مختلفة، ووضعتها في أماكن مختلفة متناقضة، قصووية وحادّة، بين السجن و” امتيازاته”، والسلطة وامتيازاتها!!!”
فما الذي سيكتبه فاتح جاموس في الأسام والأسابيع القادمة ؟!