المغرب يضع اللمسات الأخيرة على مشروع الهيدروجين الأخضر
أعلنت الحكومة المغربية الثلاثاء أن المملكة تعتزم إطلاق مشروع للهيدروجين الأخضر العام المقبل، وسط زيادة عالمية في الاستثمار بهذا المصدر من الطاقة، في وقت تولي فيه الرباط أهمية بالغة لتنفيذ الإستراتيجية الطموحة للانتقال في مجال الطاقة التي تهدف إلى تعزيز سيادة البلاد في هذا القطاع والتموقع في الاقتصاد الخالي من الكربون.
وأفاد بيان لرئاسة الحكومة المغربية بأن “رئيس الحكومة عزيز أخنوش ترأس الثلاثاء بالرباط الاجتماع الأول المتعلق بالشروع في تفعيل ‘عرض المغرب’ في مجال الهيدروجين الأخضر ويأتي ذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية”.
وقال أخنوش في بيان على صفحته بموقع فيسبوك إن “الحكومة تراهن في سنة 2024 على الشروع في تنزيل رؤية جلالته السامية، بشأن مشروع “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر، قصد تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا والاستجابة لمشاريع المستثمرين في هذا المجال الواعد”.
ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس نهاية يوليو/تموز الماضي الحكومة إلى الإسراع في إعداد مشروع عرض المملكة في مجال الهيدروجين الأخضر، في سياق حرصه على الاستجابة للمشاريع المتعددة التي يحملها المستثمرون والرواد العالميون في المجال.
وزاد البيان “الحكومة تراهن في 2024 على الانتهاء من مشروع الهيدروجين الأخضر، تمهيدا للمباشرة بتنفيذه وعرضه على المستثمرين في هذا المجال”.
وقالت ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة إن “المغرب يتوفر على إمكانيات تمكن من إنتاج الهيدروجين الأخضر ومنتوجاته مثل الميتانول والأمونياك المستعمل من قبل المكتب الشريف للفوسفات”، وفق البوابة الوطنية المغربية.
وتابعت أن السلطات المغربية ستسعى خلال الفترة المقبلة إلى التركيز على المعطيات المتوفرة حول الهيدروجين الأخضر والإمكانيات التي سيتم توفيرها للمستثمرين المغاربة والأجانب، خاصة مجالات الرياح والشمس التي يزخر بها المغرب والبنية التحتية التي تشمل الموانئ وأنابيب الغاز والأنابيب التي يمكن استعمالها في المجال.
بدوره كشف محسن جازولي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية أن “الاجتماع الوزاري حول الشروع في تفعيل “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر مكن من تحديد خارطة طريق واضحة بالنسبة للأسابيع والأشهر المقبلة للاستجابة بشكل سريع لمتطلبات المستثمرين المهتمين بهذا العرض”.
وتُظهر الرباط قدرات عالية على التحوّل إلى الطاقة النظيفة وتكثف جهودها ضمن إستراتيجية تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستويات دنيا بحلول العام 2030.
ويعدّ المغرب أوّل بلد من خارج الاتحاد الأوروبي يقيم “شراكة خضراء” مع التكتلّ لتعزيز التعاون في مجالات الطاقات المتجددة ومواجهة الاحتباس الحراري وتهدف اتفاقية الشراكة التي وقّعت في العام 2022 إلى تحفيز الانتقال نحو “اقتصاد أخضر” من خلال خفض انبعاثات الكربون في الصناعة والنقل والاستثمار في الطاقات المتجددة والتكنولوجيا الخضراء.
ودشّنت الرباط في العام 2016 أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم كما تمتلك إحدى أكبر مزارع الرياح، فيما لا يقتصر طموح المملكة على تغطية حاجياتها من الطاقة بل تهدف إلى تصديرها إلى أوروبا.
والهيدروجين الأخضر نوع من الوقود الناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي ناتج عن مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء وبالتالي تنتج طاقة دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي المسبب للاحتباس الحراري.
ويسارع المغرب الخطى من أجل تأمين احتياجاته من الطاقة، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
ووسّعت المملكة استثماراتها في مجال الطاقات المتجددة كما عقدت شراكات عالمية في إطار الهيدروجين الأخضر، ضمن جهود تخفيف التبعية للمصادر الخارجية.
وأطلق المغرب في العام 2009 إستراتيجية طموحة للانتقال في مجال الطاقة تهدف إلى إنتاج 52 في المئة من الكهرباء من طاقات متجددة بحلول العام 2030.
ميدل إيست أون لاين