المنفى ليس كله جحيما في ‘شكوت غيابك لشجرة اللوز’

 

صدرت للأديب الفلسطيني سعيد الشيخ مجموعة شعرية جديدة بعنوان “شكوت غيابك لشجرة اللوز” وذلك عن منشورات ألوان عربية – السويد وتضم المجموعة الشعرية 96 صفحة من الحجم الوسط وتحمل قصائد نثرية قصيرة وطويلة تنتمي إلى قصيدة الومضة حيث القليل من المفردات تكفي لإشباع الصورة بالمعنى. وتضم القصائد حكايات عن الحب والغربة والحنين.

وتبدو قصائد المجموعة مشغولة بتفاصيل الفقد والغياب وتوقعات اليوم التالي حيث يمزج الشاعر الأحلام بالكوابيس ليترك قارئه يحبس أنفاسه أمام مشاهد روحانية مختلطة بالأزمان. فهو ينبش بذاكرته تارة، وتارة أخرى يقدم قصيدة تحتفي باليومي ليقربنا من صورة مستقبل حالم يداعب شعوره أو رؤاه لينقلها إلى مشاعر المتلقي بشعرية صافية متخطية كوارث وتشوهات الحروب والخيبات الشخصية.

تفيض القصائد ببوح مع الذات وتأملات فلسفية، وكأن الشاعر يقيم جردة حساب لمسيرة حياته والأمكنة التي شغلها ليصل إلى نتيجة صادمة ويعلن إنّ خصائص الوطن قد يجدها البعض في المنفى من دون معاناة، ويتهم الشعراء الذين يصفون المنفى كجحيم بالمبالغة:

المنفى ليس كله جحيم

يبالغ الشعراء بالنار والحطب

من أجل معاناة ناضجة

في المنفى لنا عشيقات يملأنَ أوقاتنا بالورود

بأيديهنّ مناديل معطّرة

تنشّف مآقينا من دموعنا الحارة

شعرية صادقة عميقة بالألم، تهز الراكد من الكائنات لخلق عوالم من الأسئلة العاصفة في الروح، ليظل الإبحار مستمراً في المخيلة للركون في آخر المطاف إلى مستقر تحفه السكينة بمحاولات قد لا تصل.

وقد حمل الغلاف الأخير القصيدة التالية وهي بعنوان “الغريب“:

إنْ اختفيت يوماً

من سيسأل عنكَ أيها الغريب

سوى الأرصفةِ وحمامِ الساحات

ونظرات امرأة وحيدة

كانت تراقبكَ من بعيد

وتعدّ لكَ في خيالها

الشموع ومائدة المساء

وتعتبر”شكوت غيابك لشجرة اللوز” سادسة مجموعة شعرية للأديب الفلسطيني سعيد الشيخ بينها مجموعة مكتوبة باللغة السويدية، والكتاب الرابع عشر من مجموع إصداراته المطبوعة والموزعة بين الرواية والقصة القصيرة ورغم صعوبة ظروف وحياة الفلسطينيين على مستويات عديدة فإنهم يهتمون بالكتاب ويحتفون به سنويا في معرض فلسطين الدولي للكتاب.

ورفع معرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب شعار “فلسطين الوطن.. القدس العاصمة” بمشاركة أكثر من 500 دار نشر بطريق مباشر أو بطريق التوكيلات إضافة لأجنحة رسمية لدول عربية.

وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان لها “هذا المعرض يمثل المعرض الأكبر والأضخم من حيث التنظيم والتخطيط والإعداد.. ربما نستطيع القول إنه سيكون الانجح في تاريخ معارض الكتاب الفلسطينية”.

وأضافت “أردنا من خلال هذا المعرض أن نوصل رسالة بأن فلسطين قادرة رغم كل التحديات على الانتصار لذاكرتها ولإبداعها، وهي رسالة تحدي بأنه رغم الحواجز والعراقيل نستطيع أن نحقق وجودنا على أرضنا وبقاءنا على أرضنا من أجل حريتنا”.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى