النصر .. للحياة
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بمظاهر احتفالية وتشجيعية وحماسية لدوري مباريات كرة القدم للتأهل لكأس العالم .. وكان للمنتخب السوري النصيب الأكبر من المتابعة والاهتمام ، فرضه الواقع السوري مالئ الدنيا وشاغل الناس ، ما جعل هذا الحدث الرياضي يتصدر الأن الاهتمامات والأولويات لمتصفحي ومتابعي اخبار سوريا .. كونه يعطي مؤشرا عن وضع الرأي العام السوري ونبض الشارع السوري ..
فبات الحماس والتشجيع والترحيب بأعضاء الفريق وبانجازاتهم حديث الساعة .. وبدأت ملامح الفرح والرغبة بالفوز والنصر تظهر بين كلمات السوريين وعلى صورهم .. بالرغم من اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية .. فأصبح الجميع يشجع سوريا وليس فقط المنتخب السوري ..
ففي الرياضة النصر لبلد وليس لشخص ..
وهنا بدأ السؤال الأهم عند البعض ..؟؟!! من سوريا ؟؟ وعن أي سوريا نتحدث ؟؟
فالبعض يعتبر هذا المنتخب يمثل كل سوريا .. واخرون يعتبرونه ممثلاً للنظام وملمعاً لصورته.. ومنهم من يرفض اي فريق يلعب تحت العلم السوري الذي ينسبونه للنظام ، وأخرون يرون ما يجري خيانة لباقي السوريين الذين يرفعون علماً أخر .. وهكذا .. عدنا الى دوامة التخوين وخرجنا من دائرة الكرة ورغبة النصر والحياة الى مستنقع الاتهامات وتراشق الاهانات .. بين الطرفين .. !!
فما الحل ؟؟؟
برأيي طالما أن لغة التخندق وراء أكثر من علم ستظل تطل برأسها بمناسبة ومن دون مناسبة فستبقى سوريا هي الكرة التي تتقاذفها الدول بين بعضها البعض ..لتسدد أهدافها في مرمى الشعب السوري التواق الى فرح النصر ولو بلعبة كرة قدم .. والمشتاق للحياة ولو برقصة فرح …
وعليه .. لن يعود الفرح والنصر كاملا الا بعودة سوريا موحدة كما نحبها ..
فهل أحلم بالكثير .. ؟؟؟!!!!!