باسم دحدوح يسكب الألم على سطح اللوحة
«تستمر الحرب… ويستمر حب الحياة فينا… إلى مشارف الواقع حيث يُسجِل الزمان والمكان ملحمة الإنسان السوري المعاصر، المسلح بصبوة الروح للخلود، حيث اختزال الألوان فداءً لفكرة البقاء، عبر الفناء». بهذا الكلام صاغت غاليري «آرت هاوس» في دمشق دعوة حضور افتتاح معرض الفنان السوري باسم دحدوح، يوم الإثنين المقبل، على أن يستمر شهراً كاملاً.
من جهته، عبّر صاحب المعرض عن وجهة نظره بكلمة اختصر فيها سبب إصراره على الرسم وشرح أسباب إقامة معرضه في دمشق. قال: «لا يوجد شيء مطلق في الفن. دوماً هناك دعوة للتجريب لتعميق معارف الأداء، وإغنائها بكل ما هو جديد، ليعيش الفنان والمتلقي على حدٍ سواء، طزاجة الدهشة ومتعتها… في لوحتي، ليست هناك تابوهات، بل هي مغامرة دائمة في عوالم الروح كوني أراهن على عدم سكونية الفن».
ثم تحدّث عن دلالات لوحاته، موضحاً أنّها «لن تبوح لك بما لها وما عليها دفعة واحدة. فلنتمهل قليلاً، ففي لحظة من التماهي مع العمل، يمكننا أن نرى ما حُمِّلت من آثامنا. عندها قد يتسنى لك سبر أغوار الماوراء في هذه الأعمال… وتصبح كما كانت لي مرآة للذات».
أما عنوان المعرض، فيشير دحدوح إلى أنّه «في تجربتي هذه «الإنسان… الثور» أو «الثور… الإنسان»، محاولة لسكب طزاجة الألم على سطح لوحة. لوحةٌ تحاصر شخوصها في محاولة لتأليه الإنسان أو أنسنة الآلهة… مفردة الثور، ذريعة لتعيش لوحة وتنجز، بعيداً عن المباشرة في رصد الألم. هذا الكائن، ليس بشراً. ما هو بذكر ولا أنثى، وليس ثوراً ولا إنساناً…. إنّه الـ «نحن» في زمن رديء، لا بد لنا فيه من متنفس، نقول فيه أننا ما زلنا أحياء، وعشاقُ حياة».
صحيفة الاخبار اللبنانية