علوم وتكنولوجيا

بشائر ولادة أندرويد للكمبيوترات تلوح من مختبرات غوغل

تشهد سوق التقنية العالمية تحرّكات واسعة نحو تطوير نسخة متكاملة من نظام “أندرويد” مخصّصة للكمبيوترات الشخصية، في خطوة تعكس توجهاً استراتيجياً جديداً لدى “غوغل” وشركائها الصناعيين.

ففي قمّة “سنابدراغون” التي نظّمتها “كوالكوم” في ماوي، كشف الرئيس التنفيذي للشركة كريستيانو آمون أنّ دمج “أندرويد” و”كروم أو إس” بات واقعاً، فيما أكّد سمير سمات، رئيس منظومة “أندرويد” في “غوغل”، أنّ النظام الجديد “أمر متحمّسون له كثيراً في العام المقبل”.

وأوضح سمات أنّ “كروم أو إس” حقّق نجاحاً كبيراً وأن “غوغل” تعلّمت الكثير من التجربة، مضيفاً أنّ أجهزة “أندرويد” اللوحية أصبحت أكثر فأكثر أدوات إنتاجية.

واعتبر أنّ الفرصة تكمن في “كيفية تسريع التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي على أندرويد وجلبها بسرعة إلى الكمبيوترات المحمولة، مع ضمان انسجام الكمبيوتر مع بقية منظومة أندرويد”.

وأشار إلى أنّ “غوغل” تعمل على “إعادة بناء تجربة كروم أو إس اعتماداً على أندرويد”، في خطوة وصفها بأنها محورية للعام المقبل.

خطوة وصفها بأنها محورية للعام المقبل

واوضحت المصادر التقنية أنّ “كوالكوم”، إلى جانب هيمنتها على سوق معالجات الهواتف الذكية، صارت تطرح معالجات موجّهة للحواسيب مثل “سنابدراغون أكس2 إيلايت” Snapdragon X2 Elite و”إيلايت إكستريم” Elite Extreme، والتي قد تشكّل منصة مناسبة للنظام الجديد.

ورغم أنّ الإعلان عن هذه الشرائح جاء موجهاً أساساً لكمبيوترات “ويندوز”، يرى خبراء أنّ استهدافها بنسخة “أندرويد” للكمبيترات قد يكون خياراً طبيعياً في ظل الشراكة بين “غوغل” و”كوالكوم”.

على مدى سنوات، سبقت مبادرات مجتمعية إلى جلب “أندرويد” إلى الكمبيوترات، مثل مشروع “أندرويد-أكس86” Android-x86 وتوزيعات “ريميكس أو إس” Remix OS و”فينيكس أو إس” Phoenix OS و”برايم أو إس” PrimeOS و”بليس أو إس” BlissOS، التي سمحت بتشغيل النظام كمنصة مكتملة على أجهزة “بي سي”، مع تعديلات للواجهة لتلائم لوحة المفاتيح والفأرة.

غير أنّ هذه التجارب اصطدمت بتحديات كبيرة، أبرزها توافق التعريفات مع مختلف العتاد، وإشكالية دعم “غوغل بلاي”، إضافة إلى محدودية التحديثات الأمنية.

في المقابل، طوّرت مجتمعات مفتوحة المصدر حلولاً بديلة قائمة على الحاويات مثل “وايدرويد” Waydroid و”آنبوكس” Anbox، ما أتاح دمج تطبيقات “أندرويد” داخل أنظمة “لينوكس” بمرونة أكبر وأداء أفضل من المحاكيات الكاملة.

كما حاولت شركات كبرى مثل “مايكروسوفت” إدخال تطبيقات “أندرويد” إلى بيئة سطح المكتب عبر مشروع “ويندوز ساب سيستم فور أندرويد” Windows Subsystem for Android، بالشراكة مع “أمازون”، ما عكس اهتماماً متنامياً بدمج النظام في سوق الكمبيوترات.

ورغم التقدّم، ما تزال هناك عقبات رئيسية تشمل ملاءمة واجهات الاستخدام لتطبيقات مصمّمة أساساً للشاشات اللمسية، إلى جانب تحديات الأمان والتجزئة والترخيص.

غير أنّ إعلان “غوغل” في ماوي يشير إلى مرحلة جديدة أكثر تكاملاً، قد تتيح دمج منظومة التطبيقات الضخمة لـ”أندرويد” مع قدرات الكمبيوتر المحمولة والمكتبية، مدعومةً بتسارع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وبحسب مراقبين، فإن نجاح هذه الخطوة مرهون بمدى التزام “غوغل” وشركائها الصناعيين بتأمين دعم عتادي واسع وتحديثات منتظمة، بما يمهّد الطريق أمام “أندرويد” ليصبح نظام تشغيل متكامل للكمبيوترات الشخصية، بعد أن ظل لعقدين تقريباً حكراً على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى