بعد علاقة فاشلة .. المرأة تعاني أكثر والرجل يتعافى بعد وقت أطول
يعاني كل من الرجل والمرأة إذا فشلت العلاقة العاطفية بينهما، إلا أن معاناة المرأة تكون أكبر، سواء من الناحية العاطفية أو من الناحية الجسدية بعد علاقة فاشلة. وفقاً لدراسة جديدة نشرتها جامعة بينجامتون الأمريكية.
ومن ناحية أخرى، تشير الدراسة، التي أجريت على أكثر من 5 آلاف شخص من 96 دولة، إلى أن النساء بشكل عام يستطعن التعافي من العلاقة الفاشلة بشكل كامل، في حين أن الرجال لا يستطيعون الوصول إلى هذه المرحلة من الشفاء التام.
بعد علاقة فاشلة.. المرأة تعاني أكثر والرجل يتعافى بعد وقت أطول
وطلب الباحثون من الأشخاص الخاضعين للدراسة أن يقيّموا مدى الألم العاطفي والجسدي الذي تعرضوا له بعد العلاقة الفاشلة، بمقياس من صفر إلى 10، فوجدوا أن النساء أقررن بألم عاطفي بمتوسط 6,84 نقاط، في حين أن متوسط الألم العاطفي بين الرجال كان 6,58 نقاط.
وتشير هذه الأرقام إلى تقارب في مدى الألم العاطفي الذي يعاني منه طرفا العلاقة كلاهما، أما من الناحية الجسدية فكانت الأرقام أقل، حيث بلغ متوسط الألم بين النساء 4,21 مقابل متوسط 3,75 بين الرجال، ما يشير إلى ضرورة الاهتمام بالتعافي العاطفي بعد أي علاقة غير ناجحة.
وتوضح الدراسة أن النساء يستطعن التعافي من هذه العلاقة الفاشلة . ويخرجن بحالة عاطفية أقوى، أما الرجال فلا يتعافون تماماً. بل يتخطون الأمر ويستمرون في حياتهم الطبيعية. حاملين بعض الألم والأسف في قلوبهم.
ويقول مشرف الدراسة كريج موريس إن هذه الاختلافات بين الرجل والمرأة تعود إلى الطبيعية البيولوجية لكل منهما. فالمرأة تخسر الكثير، إذا ما ارتبطت بالشخص الخاطئ. فقد تؤدي العلاقة بينهما إلى حمل يستمر تسعة أشهر ثم إلى رضاعة لسنتين. بينما قد يكون الرجل “غادر المشهد” بأكمله بعد لحظات من العلاقة. بلا أي أعباء بيولوجية إضافية.
ومن الناحية التطورية، قد يعود تأخر النساء وترددهن في اختيار الشريك المناسب إلى هذا السبب. الأعباء البيولوجية الإضافية، ولذلك، فإن فقْد ذلك الشريك المناسب يكون أكثر تأثيراً عليهن. كما يقول موريس.
ويضيف موريس أن الرجل يشعر بفشل العلاقة بشكل أعمق ولمدة زمنية أطول، فقد لا يكون متأثراً بشدة مع بداية الانفصال، إلا أنه يبدأ في الشعور بالخسارة عندما يدرك أنه عليه أن “يبدأ المنافسة” لاجتذاب شريك جديد.
وتبيّن الدراسة:
أن النساء هنّ مَن يقدمن على طلب الانفصال أكثر من الرجال. وأن الأفراد المرفوضين يمرون بآلام أكثر من أولئك الذين طلبوا قطع العلاقة أو من الذين انفصلوا بالتراضي فيما بينهم. على الرغم من المعاناة التي يمرون بها جميعاً. إضافة إلى أن عدم القدرة على التواصل بين الشريكين كانت من أهم الأسباب التي دعتهم للانفصال.
ويشير موريس إلى أن معظم الناس يمرون بمتوسط ثلاث علاقات فاشلة قبل بلوغ سن الثلاثين، مع وجود واحدة منهم على الأقل يكون تأثيرها كبيراً لدرجة أنه قد يؤثر على حياة الفرد سلباً لمدة أسابيع أو حتى شهور.
ومن التأثيرات التي قد يحدثها الانفصال عن الشريك ترك العمل وإهمال الدراسة. وقد يصل الأمر إلى سلوكيات التدمير الذاتي. وفقاً لموريس، أما إذا استطعنا تفهم ردود الأفعال هذه، فيمكننا تطوير أساليب لتخفيف آثارها والتعافي سريعاً.