بعد مخيم جنين وقبر يوسف ..قريبا في الخليل…
بعد مخيم جنين وقبر يوسف ..قريبا في الخليل… يمكن القول بان حركة حماس و بجناحيها العسكري والسياسي تدعمان وبقوة عن بعد وعن قرب ولاسباب لوجستية وامنية محض التقارب الشديد في التنسيق العملياتي بين حركة الجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى التابعة لحركه فتح والتي ظهرت في غرفة عمليات مشتركة على مستوى الضفة الغربية مؤخرا .
ويبدو ان غرفة العمليات المشتركة ما بين كتائب الاقصى التي تتاثر بالتجاذبات والتكلسات الموجودة في مفاصل حركة فتح وبين الجناح العسكري في حركة الجهاد الاسلامي ظهرت بقوة على مستوى التصدي في الضفة الغربية المحتلة لقوات الاحتلال الاسرائيلي مقابل العنف الذي اظهرته حكومة اليمين الاسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني والدم الذي يسيل باسم المقاومة وعدمها احيانا خلافا للانتهاكات المحرجة التي تتسبب بها اسرائيل في مدينة القدس المحتلة وفي المسجد الاقصى .
وتتحدث اوساط في المقاومة الفلسطينية في لبنان ورام الله وايضا في العاصمة الاردنية عمان عن بروز قوي لوجستيا وعملياتيا لغرفة عمليات مشتركة تم الاتفاق عليها ما بين كتائب الاقصى والجهاد الاسلامي مؤخرا و في ثلاث حالات على الاقل من بينها حالة التصدي لهجومين متتابعين لقوات الاحتلال على مخيم جنين والحالة الثانية التي اثارت الانتباه مؤخرا ما حصل في قبر يوسف من تنسيق عملياتى ادى الى التصدي لقوة احتلال اسرائيلية تحاول حماية المستوطنين وقبل ذلك ظهر التنسيق في اطار مستعمرات اسرائيلية ايضا وعمليات نوعية داخل الخط الاخضر .
بكل حال التنسيق العملياتي بين الجهاد و كتائب الاقصى اصبح عنوانا و لغزا يحير جميع الاطراف وحدثا يشار له بكل الاصابع الان ومن الواضح ان المؤسسة الامنية الاسرائيلية مشغولة تماما بتفكيك الغاز هذا التحالف العملياتي السري الى حد كبير والذي فاجأت عناصره الاحتلال تماما بعد ما كان متيقنا بان التقارب غير ممكن اطلاقا بين فصيل مثل الجهاد الاسلامي ومسلحين يتبعون حركة علمانية مثل حركة فتح.
لكن التحالف في مدن الضفة الغربية يبدو انه تجربة قابلة للتكرار وولدت لكي تنشأ وتعيش وتخلط اوراق حسابات العدو الاسرائيلي وتردد مصادر خاصة مطلعة في حركة حماس بانه تم الاتفاق على ان تدعم الحركة عن بعد بدون ان تتدخل في اراضي الضفه الغربية هذا التحالف العملياتي وتوفر له مظلة اعلامية وسياسية وتنظيمية تساعده بما في ذلك ضمان تزويده بالاسلحة المطلوبة والذخائر في بعض الاحيان .
وتوفير كل خبرة حركة حماس في مجال التمويه وحماية وتامين المقاتلين عندما يضطرون لعمليات مشتركة وتم الاتفاق ايضا حسب المصادر المطلعة جدا على ان يكون السياق العملياتي في الرد علي العدو الاسرائيلي وليس حصرا في هجوم او في تنفيذ عمليات الامر الذي يعطي شرعية كبيرة سياسيا واخلاقيا وميدانيا لاي عمل مشترك ويؤسس له المبرر بصورة مستقلة سواء عن حركة حماس او حتى عن اليات التنسيق الامن الفلسطيني الاسرائيلية .
ويبرز هنا ان مباركة حركة حماس حصريا كبيرة جدا لهذا التنسيق العملياتي لا بل تدعمه في تبادل المعلومات ذات البعد الاستخباري وتوفير المعلومات للمقاتلين في الميدان وقد ظهر ذلك في واقعة قبر يوسف بنابلس مؤخرا وقبل ذلك في مدينة جنين مرتين على الاقل ومن المرجح ان عملية التنسيق العملياتية تنقل الى مستويات ومدن اخرى في الاراضي المحتلة من بينها الخليل.
وقد تنقل قريبا الى القدس الشرقية ايضا مما يعني فرض سياق جديد على قوات الاحتلال التي تستهدف بصورة يمنية غير مسبوقة من الشعب الفلسطيني ليس فقط على صعيد الحقوق ولكن على صعيد الانسان ايضا ويبدو ان مصدر مهم في حركة حماس وصف هذا التحول الامني الاستراتيجي الاستخباري العملياتب النوعي بانه خطوة كانت ضرورية بعدما تحولت اسرائيل برمتها اليوم على صعيد المجتمع والمؤسسات الى حركة يمنية تحكم دولة مزودة بكل اصناف البشاعة البوليسية والات الفتك والقتل .
ومن المرجح ان حماس تدعم هذا الخيار لا بل تدعمه ايضا حركة الجهاد الاسلامي في اطار التنسيق مع حماس و حتى مع جهات ايرانية متعددة تدعم حركة الجهاد عن بعد فيما الشبان المقاتلون في كتائب الاقصى يظهرون مرونة تجاه هذا النمط من التنسيق العملياتي ليس فقط بسبب الواقع الموضوعي الذي تعيشه الاراضي المحتلة ولكن ايضا بسبب تخلي السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية عنهم تماما ووجود العشرات من ابناء كتائب الاقصى على قوائم المطلوبين للتصفية بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي وبالتالي عدم وجود حماية مما يدفع للمواجهة والاشتباك وقد كان الاشتباك قرارا مع الجهاد الاسلامي ووافقت حركة حماس على ان لا تتدخل في هذا التنسيق في الضفة الغربية لا بل على ان تترك الضفة الغربية عملياتيا في حضن الغرفة الامنية المشتركة التنسيقية بين كتائب الاقصى والجهاد الاسلامي.