بعيداً عن (التطبيع) مع الوباء : قمة العشرين والتعاون على إنتاج اللقاح
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
مصادفة ذات معنى أن يتزامن إنجاز لقاح للكورونا مع إنعقاد قمة العشرين المخصصة في معظمها لبحث سبل مواجهة هذا الوباء الذي هدد حياة البشرية، و يعطل الإقتصاد الإنساني، و يقطع التواصل بين الناس . فهل ستنجز هذه القمة ما يفيد في تحقيق الإنتصار على الفيروس و تهديده .
ركز العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على ضرورة دول العشرين الأكثر غنى في العالم لتأمين اللقاح لجميع البشرية بسرعة وبتكلفة ميسورة، والعمل على إيصاله حتى إلى الدول الفقيرة . . . و هذه الدعوة تتضمن مطالبة العالم لتترفع دوله عن خلافاتها السياسية، والتعاون في مواجهة الفيروس . و طالما أن اللقاح بات منجزاً فإن هذا التعاون يجب أن يتجه لتأمينه للجميع وإبعاده عن مطامع سوق الدواء، وعدم السماح بإدراجه في بورصة المطامع التجارية للرأسماليات المتوحشة . فهل ينجح العالم بإثبات إنسانيته في إطار إيجاد كل السبل التي توصل اللقاح للجميع.
وتتابع الشعوب العربية قمة العشرين والدور الفاعل للسعودية فيها وبما يخص مواجهة وباء الكورونا. ويتساءل العرب ترى هل ستقوم الدول العربية، وخاصة الدول الغنية، كالسعودية، بجمع الدول العربية في تعاون يسهل حصول الشعوب العربية في الدول العربية كافة على اللقاح ؟؟؟ وهل يتجاوز الحكام العرب خلافاتهم السياسية ويغلبوا المصلحة الإنسانية ويجتمعوا على التعاون في قهر الكورونا وتأمين اللقاح لكل عربي ؟؟ وهل سيرتقي الحكام العرب ليحققوا رغبة شعوبهم ، التي تقول، اختلفتم بالسياسة فاجتمعوا بالإنسانية، وإذا فرقتكم السياسات ليجمعكم إنقاذ شعوبكم من الوباء ؟؟؟
إن التعاون ضد الوباء يتطلب من العرب وأصدقائهم التعاون في الحصول على اللقاح بتكلفة ميسورة، وتوزيعه على جميع الشعوب العربية . أو التعاون في الحصول على ترخيص إنتاج اللقاح بشكل تعاوني في بلد قادر تقنياً على ذلك لتقليل ثمنه وتسريع إنتاجه وتعجيل الإستفادة منه . كما يمكن لهذا التجمع العربي الإقليمي، التعاون مع الأمم المتحدة والدول العظمى لتحقيق الهدف في توفير اللقاح، والقضاء على الوباء وعودة الحياة الطبيعية لمفاصل الحياة العربية . من يدري ربما يكون التعاون في مواجهة كورونا بوابة تعيد العرب إلى تضامنهم وحل مشكلاتهم السياسية . ربما . عندها سنكون بالفعل قد حولنا تهديد كورونا إلى فرصة للتعاون و التفاعل بين الأشقاء والتخلص من الشقاق والنزاع بينهم .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
