بكاء وتوسلات وموت بالحسرة.. هذا ما فعله التجاهل بنجوم الفن
سنوات النجومية والأضواء قد تقابلها سنوات من المرارة والبكاء، حينما تنحسر الشهرة والنجومية عن البعض، فلا يجد سوى مرارة الشكوى من التجاهل.
ذلك الأمر الذي بات معتادا من قبل بعض النجوم في السنوات الأخيرة، حينما عبروا عن غضبهم من التجاهل، وقلة الأعمال التي تعرض عليهم، أو ربما اختفاؤها.
آخر الوجوه كان الفنان عبد الرحمن أبو زهرة الذي خرج ليعلن عن إصابته بالاكتئاب بسبب تجاهل صناع الأعمال له، ولم يعد يقدم سوى أدوار صغيرة تحت مسمى “ضيف شرف“.
ذلك الاكتئاب الذي قد يدفعه للاعتزال، معلنا عن غضبه مما يحدث معه، ليقسم على عدم تقديم ما يمسى بأدوار ضيف الشرف مرة أخرى، ويناشد مخرجي الأعمال التعامل معه على كونه وجها شابا وليقوموا بتجربته.
لينضم أبو زهرة إلى قائمة أصابها التجاهل بالبكاء تارة والتوسل تارة أخرى، ولعل بعضهم فقد حياته بالحسرة بسبب هذا الأمر، حيث خرج يوسف شعبان قبل فترة قصيرة ليشكو مرارة التجاهل.
الفنان الذي قدم ما يزيد عن 300 عمل فني لا يجد من يستعين به في الأعمال، ويعجز عن تقديم مسلسل تلفزيوني أو حتى المشاركة في فيلم سينمائي منذ 4 سنوات.
كما كان الراحل محمود الجندي على وشك الاعتزال قبل وفاته بسبب تجاهله، وما تعرض له جعل عبد الرحمن أبو زهرة يؤكد أن الجندي مات بالحسرة مما حدث له من الوسط الفني.
إن كانت هذه النماذج عبرت عن غضبها في السنوات الأخيرة، فهناك نماذج أخرى سارت على نفس الطريق منذ سنوات، من بينهم حاتم ذو الفقار الذي خرج ليبكي على الهواء في لقاء تلفزيوني، ويعلن أن المخرجين الذين كان يقف إلى جوارهم في بداية طريقهم، تخلوا عنه وتركوه وحيدا.
الناقد الفني طارق الشناوي تحدث لـ”العربية.نت” عن طريقة تعامل الفنانين مع عامل التقدم في السن وانحسار الأضواء عن بعضهم واختلاف الشخصية.
إلا أنه شدد على كون ذو الفقار كان له وضع خاص بسبب دخوله إلى السجن وإدمانه المخدرات، وهو ما كان سببا في عرقلة مسيرته الفنية.
وأوضح الشناوي أن القاعدة العامة هي أنه كلما مر الزمن يقل الطلب على الفنان، لكن ليس بالضرورة أن تنطبق القاعدة على الجميع، ضاربا المثال بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي كان في الـ 90 من عمره ويقدم أغنية “أسألك الرحيل” لنجاة الصغيرة.
واستعرض الشناوي ما حدث للبعض، حيث أكد أن رشدي أباظة الذي كان يطلق عليه لقب “نجم النجوم”، طلب أن يأتي اسمه خلف محمود ياسين حينما شاركه بطولة فيلم “أين عقلي” الذي عرض عام 1974.
فيما أكد أن إسماعيل يس في أيامه الأخيرة، كان يرسل بخطابات يتوسل فيها إلى وزير الثقافة من أجل المشاركة في الأعمال الفنية، خاصة أن الدولة كانت تتولى الإنتاج.
واعتبر إسماعيل يس أن كبار الموظفين وقتها هم من يتحكمون فيمن يشارك بالأعمال، وحينما شارك في آخر أفلامه الذي حمل اسم “الرغبة والضياع” جاء اسمه في المرتبة الخامسة.
كما أنه توفي قبل أن يشاهد العمل، وشعر وقت أن كان في الاستوديو أنه لا يجد المعاملة التي كان يلقاها وهو نجم، وهو ما أثر عليه.
وشدد الشناوي على أن البعض يخاصم الزمن والبعض يحاول تكذيب الأمر، ما يدفع بعض الفنانين إلى الادعاء بكونهم يملكون أعمالا على خلاف الحقيقة.
وأوضح الشناوي أن شكري سرحان أخبره من قبل أنه حينما كان يشارك مع كمال الشناوي أو يحيى شاهين، كان اسمه يأتي خلفهما دائما، نظرا للشخصية التي يتمتع بها الثنائي.
وحينما قدم فيلم “اللص والكلاب” الذي عرض عام 1962، وكان وقتها في أوج تألقه ونجوميته جاء اسمه في المرتبة الثالثة خلف شادية وكمال الشناوي.
وكشف الشناوي عما أخبره به يحيى الفخراني من قبل حينما قدم مسلسل “لما التعلب فات” الذي عرض عام 1999، حيث طلب وقتها الفخراني من الإنتاج أن يتم وضع اسم محمود مرسي قبله، وهو ما تم على عكس رغبة جهة الإنتاج، خاصة أن الفخراني كان النجم في تلك الفترة.
العربية.نت