بلينكن في تركيا لتسوية العديد من الملفات الحارقة
يؤدي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه قبل عامين للتضامن مع أنقرة بعد كارثة الزلزال ولتسوية العديد من الملفات الحارقة حيث عبر عن دعمه لجهود تحديث طائرات “اف 16” الحالية لتركيا وتزويدها بطائرات جديدة مشددا على أن واشنطن تدرك تماما المخاوف الأمنية المشروعة لأنقرة بشأن حدودها الجنوبية متعهدا بالعمل سويا عن كثب لمعالجتها في إشارة إلى الفصائل الكردية المدعومة من الغرب إضافة لإقناع الحكومة التركية على ضم السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي.
وكانت تركيا قالت شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي إن عملية الموافقة على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف -16 لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تسير على ما يرام وقد تكتمل في غضون شهرين.
وقدمت تركيا طلبا إلى الولايات المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 لشراء 40 مقاتلة من طراز إف-16 تصنعها شركة لوكهيد مارتن وما يقرب من 80 من معدات التحديث لطائراتها الحربية الحالية لتحديث قوتها الجوية بعد فشل شراء طائرات إف-35.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو الاثنين “إدارة الرئيس جو بايدن تدعم جهود تحديث طائرات “اف 16″ الحالية لتركيا وتزويدها بطائرات جديدة”.
بدوره قال اوغلو أن أنقرة تتوقع دعم الكونغرس الأميركي للمضي قدما في صفقة قيمتها 20 مليار دولار لشراء مقاتلات إف-16.
وأضاف أنه ناقش مسألة مقاتلات إف-16 مع نظيره الأميركي مشيرا إلى أن تركيا تريد من الإدارة الأميركية إحالة الإخطار الرسمي بشأن المقاتلات إلى الكونغرس.
وبات ملف المخاوف الأمنية التركية بشان نفوذ الفصائل الكردية السورية شمال سوريا على جدول أعمال وزيري الخارجية الأميركي والتركي حيث اظهر بلينكن تفهما لمخاوف أنقرة الأمنية.
وقال بلينكن “واشنطن تدرك تماما المخاوف الأمنية المشروعة لأنقرة بشأن حدودها الجنوبية متعهدا بالعمل سويا عن كثب لمعالجتها”.
وتدغم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردي وهي فصائل ساندت القوى الغربية في دحر تنظيم داعش الإرهابي لكن تركيا تنظر إليها كمجموعات إرهابية تدعم توجهات حزب العمال الكردستاني الانفصالية.
ورفضت الولايات المتحدة مرارا التهديدات التركية بتنفيذ عمليات واسعة شمال سوريا للقضاء على الفصائل الكردية كما أدانت محاولات تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة برعاية روسية.
وتناول الوزيران كذلك ملف انضمام كل من السويد وفنلندا الى حلف شمال الأطلسي”الناتو” قائلا ان واشنطن تدعم بقوة انضمام السويد وفنلندا بسرعة للناتو بالنظر إلى الخطوات التي اتخذتها الدولتان بالفعل، في الوقت الذي أكد فيه نظيره التركي مجددا على الحاجة لخطوات ملموسة أكثر.
وقال بلينكن “الولايات المتحدة تدعم بقوة انضمام (السويد وفنلندا) في أسرع وقت ممكن… توسيع حلف شمال الأطلسي بانضمام السويد وفنلندا ليس قضية ثنائية”.
من جانبه قال اوغلو إنه ينبغي على كل الأطراف في الحلف إقناع السويد على نحو خاص باتخاذ المزيد من الخطوات لمعالجة مخاوف أنقرة والحصول على دعمها لمساعي الانضمام للحلف.
ونددت تركيا مرارا بما وصفته صمت استوكهولم عن تحركات أنصار حزب العمال الكردستاني في السويد قائلة انه تستر على الإرهاب كما نددت بحادثة حرق المصحف الشريف أمام سفارتها.
وعبر بلينكن عن تضامن بلاده مع تركيا بعد كارثة الزلزال قائلا ان واشنطن ستدعم تركيا “طالما اقتضى الأمر” في أعقاب الزلازل التي هزت البلاد قبل أسبوعين.
وثمن بلينكن كذلك دعم تركيا لسيادة اوكرانيا رغم الضغوط الروسية متابعا “لا تتفق الولايات المتحدة وتركيا في كل القضايا لكنها شراكة صمدت في وجه التحديات”.
من جانبه قال جاويش اوغلو إنّ تركيا لن تسمح من خلالها بخرق العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على روسيا.
ومن المنتظر ان يلتقي بلينكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة الاثنين بعد زيارة موقع الزلزال وإعلان تقديم مئة مليون دولار كمساعدات إضافية للمنكوبين.
ويفترض أن تكون الحرب في أوكرانيا حاضرة في اللقاء. فالولايات المتحدة تعترف بالدور البناء لحليفها التركي في الصراع، إذ منذ بدأ في 24 شباط/فبراير 2022، عرضت أنقرة التي تربطها علاقات جيدة مع العاصمتين، وساطتها لإنهائه.
وتجمع الولايات المتحدة وتركيا، وهما دولتان حليفتان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، علاقات متوترة في بعض الأحيان، ويفترض مناقشة خلافاتهما خلال الاجتماع لكن ملف الزلزال والدعم الأميركي سيكون كذلك في مقدمة المباحثات.
وأسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وأحدث دمارا هائلا في جنوب البلاد وفي سوريا، عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص من بينهم 40689 شخصا في تركيا، وفقا لآخر حصيلة رسمية.
وبحسب إدارة هيئة الكوارث التركية “أفاد”، نُشر أكثر من 265 ألفا من طواقم الإغاثة الأتراك في المناطق المتضرّرة، بينهم فرقها وفرق تابعة للجيش والشرطة ومتطوّعون ومنظمات غير حكومية. كذلك، انضمّ حوالى 11500 مسعف جاؤوا من الخارج، إلى جهود البحث والإغاثة.
ولم يتم إخراج ناجين جدد من تحت الركام في الساعات الـ24 الماضية، بعد إنقاذ زوجين في أنطاكية عاصمة محافظة هاتاي، السبت بعد 296 ساعة على وقوع الزلزال.
واعتبارا من اليوم التالي للزلزال، نشرت الولايات المتحدة عددا من فرق البحث والإنقاذ ضمت حوالى مئتي عنصر وأفرجت عن دفعة من مساعدات إنسانية بقيمة 85 مليون دولار.
والأحد، أعلن بلينكن مساعدة إضافية وطويلة الأمد للبلاد قائلا “نضيف مئة مليون دولار لتقديم المساعدة لمن هم بأمس الحاجة إليها”.
والتقى وزيرا الخارجية الاميركي والتركي في قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب شرق البلاد قبل أن يتوجه إلى أنقرة حيث سيلتقي إردوغان.
وانطلاقا من قاعدة إنجرليك تنقل المساعدات الإنسانية، خصوصا الأميركية، لتوزيعها على المناطق المتضررة من الزلزال.
ثم رافق بلينكن أوغلو في رحلة بمروحية فوق مقاطعة هاتاي المدمرة في جنوب شرق البلاد.
كذلك، التقى وزير الخارجية في تركيا ممثلين لمنظمة “الخوذ البيضاء” للإغاثة التي تعمل في مناطق سيطرة فصائل المعارضة في سوريا.
بعد تركيا، يختتم بلينكن جولته الأوروبية في أثينا حيث سيعقد مساء الإثنين والثلاثاء سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في اليونان، خصم تركيا التاريخي وشريكها في حلف شمال الأطلسي.
ميدل إيست أونلاين