بهدف التغطية على الإخفاق الإسرائيليّ المُجلجِل.. التلفزيون العبريّ الرسميّ:..
بهدف التغطية على الإخفاق المُدوّي الذي كان من نصيب كيان الاحتلال الإسرائيليّ بسبب فرار الأسرى السياسيين الفلسطينيين من سجن (غلبواع) يوم الاثنين الفائت، يواصِل الإعلام العبريّ المُتطوَّع لصالح الأجندة الصهيونيّة المُتطرّفة والعنصريّة، يواصل التحريض على الفلسطينيين من طرفي ما يُسّمى بالخّط الأخضر.
الأمثلة على ذلك كثيرة جدًا، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، نشر المُعلِّق الـ”كبير” في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة تغريدةً على موقع التواصل الاجتماعيّ (تويتر) جاء فيها: “بشكلٍ عامٍّ، أنا على أمل بأنْ يعلم المُحاربين الذين يقومون بمُلاحقة المُخرّبين الفارّين بأنّ أيديهم ليست مُقيّدةً، وأنّهم يحظون بتأييد كاملٍ.. أطلِقوا النار في أوقات فراغكم، أيّها المُحارِبون، ومن المُفضّل أنْ يتّم إطلاق النار على الجزء العلوي من الجسم.. بالنجاح”، جاء في التغريدة التي حصلت على مئات الإعجابات والمُشاركات، في حين أنّ إدارة (تويتر) لم تتخّذ أيّ إجراءٍ ضدّ هذا الـ”صحافيّ”، الذي يدعو مُباشرةً لقتل الفلسطينيين.
أمّا التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ (كان) فقد شدّدّ في تقاريره الأخيرة على أنّ الجنديّ الإسرائيليّ الذي يقوم بتنفيذ “مهّامه” هو الضحيّة، فيما أكّد التلفزيون أنّ الفلسطينيّ، الذي يُدفِع عن نفسه وعرضه وأرضه هو المُتهّم.
ومن الأهميّة بمكان الإشارة في هذه العُجالة إلى أنّ الكثير من العرب الفلسطينيين داخل “إسرائيل” يتعرّضون لاعتداءاتٍ يوميّةٍ في المجمعات التجارية وحافلات الركاب وأماكن العمل، لمجرد تحدثهم بالعربيّة. ولم يسلم أصحاب حساب في شبكات التواصل الاجتماعي من انتقام مشغليهم وفصلهم من العمل بداعي أنّ كتاباتهم تحريضية على اليهود.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، قامت إحدى الشركات “الإسرائيليّة” الكبيرة بإقالة عاملٍ عربيٍّ لأنّه كتب على صفحته الشخصيّة في (فيس بوك): “الله أكبر… مقتل 13 جنديًّا إسرائيليًّا”. جدير بالذكر أنّ وزارة القضاء “الإسرائيليّة” أقامت هيئةً خاصّةً لمتابعة ما يُكتب على صفحات (فيس بوك)، لكن الشرطة تتعامل بقفازات من حرير مع المحرضين اليهود على قتل العرب، في مقابل يدٍّ من حديد مع كلّ مَنْ تعتبره تجاوز ما أسمته بحدود الديمقراطية.
إلى ذلك، قالت دراسةٌ جديدةُ صادِرةً عن مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجيّة في تل أبيب، قالت إنّ أعمال الشعب التي قام بها “عرب إسرائيل” (!)، أيْ فلسطينيي الداخِل في شهر أيّار (مايو) الفائِت، لم تكُن مثل سابقتها في أكتوبر 2000، عملاً من أعمال الاحتجاج الاجتماعيّ، بل كانت تمردًا قوميًا-إسلاميًا لدعم هجومٍ خارجيٍّ، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّه لم تكن المظالم الاجتماعية والاقتصادية هي التي دفعت الـ”عرب الإسرائيليين” إلى ممارسة العنف الوحشيّ على مواطنيهم اليهود للمرة الثانية خلال 20 عامًا، ولكنّ التطرّف المتزايد الذي يواكب التحسين المستمر لحالتهم الاجتماعية والاقتصادية على مدى عقود، على حدّ تعبيرها.
وزعمت الدراسة أنّه “إذا كانت في الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، الحالة الاجتماعيّة والاقتصاديّة لمَنْ أسمتهم بـ”عرب إسرائيل” في أدنى مستوياتها، لم يكن هناك أيّ مظاهر للانشقاق السياسيّ أوْ القوميّ أوْ الدينيّ بينهم، فكانوا أكثر ازدهارًا وثراءً وتعليمًا ووعيًا سياسيًا، فكلّما زاد تحريض قيادتهم ضد دولة المواطنة، لدرجة أنّ العديد من العرب العاديين أصبحوا يتحدون علانية وجود الأقلية في الدولة اليهودية”، كما جاء في الدراسة، التي تنضّم لحملة التحريض السافِرة والسافِلة ضدّ الفلسطينيين في أراضي الـ48.
على صلةٍ بما سلف، نشر “المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ- حملة”، نتائج مؤشر العنصرية والتحريض في شبكات التواصل الاجتماعيّ الإسرائيليّة خلال العام 2020، والتي أوضحت ازديادًا في الخطاب العنيف تجّاه العرب بنسبة 16 بالمائة عن العام 2019، حيث أشارت النتائج إلى انتشار حوالي 574 ألف محادثة شملت خطابًا عنيفًا تجّاه العرب، بواقع منشور بين كلّ 10 منشورات تجّاه العرب احتوى خطابًا عنيفًا.