بوتفليقة يحذر من الفوضى في رسالة مغرقة في التخويف

 

حذّر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الخميس من اختراق الحراك الشعبي الحالي من قبل أي فئة داخلية أو خارجية في بلد يتم تداول دعوات فيها لمظاهرات جديدة الجمعة، هي الثالثة من نوعها ضد ترشحه لولاية خامسة.

ودعا الرئيس الجزائري المنتهية ولايته والذي يرقد في مستشفى جنيف الجامعي منذ الأحد الماضي “إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية التي لا سمح الله، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات”.

وتواترت في الفترة الأخيرة خطابات التخويف والترهيب مع تنامي الاحتجاجات الرافضة للولاية الخامسة لبوتفليقة والداعية لرحيله عن الحكم وتأتي رسالة بوتفليقة بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة ونقلت مضمونها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، وجاءت بعد أيام قليلة من كلمة رئيس هيئة الأركان ونائب وزير الدفاع الفريق قايد صالح.

واستحضر قايد صالح تقريبا المصطلحات ذاتها التي وردت في رسالة بوتفليقة الأخيرة حيث تضمنت تحذيرات من سيناريو عودة فوضى العشرية السوداء، مشيرا إلى أن هناك أطراف لا تريد أن تنعم الجزائر بالأمن والاستقرار

ولم يسبق أن علّق بوتفليقة بشكل صريح على الاحتجاجات الرافضة لترشحه لولاية خامسة، مكتفيا بإشارات ضمنية للحراك الشعبي قبل أن يتحدث صراحة في رسالته الخميس عن موجة الغضب الشعبي.

وقال “شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا بما فيهم شبابنا وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعا معيشا”.

وفي 3 مارس/آذار، أعلن بوتفليقة ترشحه رسميا للانتخابات عبر مدير حملته عبدالغني زعلان الذي قدم أوراقه للمجلس الدستوري وتعهد في رسالة بالمناسبة بتنظيم مؤتمر للحوار وتعديل دستوري ثم انتخابات رئاسية مبكرة لن يترشح فيها في حال فوزه بولاية خامسة

ومنذ أسابيع تشهد الجزائر حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، شاركت فيه مختلف شرائح المجتمع الجزائري من محامين وصحافيين وطلبة، فيما يتم تداول دعوات لمظاهرات للجمعة الثانية على التوالي بمختلف محافظات البلاد ضد الولاية الخامسة.

ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي يرقد بوتفليقة بالمستشفى الجامعي في جنيف السويسرية لإجراء ما قالت الرئاسة الجزائرية إنها ‘فحوصات طبية دورية وروتينية وتتناقض الرواية الرسمية مع معلومات أوردتها صحيفة سويسرية تحدثت فيها عن تدهور صحة الرئيس المنتهية ولايته ومؤكدة أنه تحت مراقبة مستمرة بسبب معاناته من مشاكل عصبية وأخرى في التنفس.

لكن مدير حملته الانتخابية عبدالغني زعلان نفى نفيا قاطعا في حوار أجرته مع صحيفة الخبر المحلية ونشر الخميس، صحة تلك المعلومات مؤكدا أن بوتفليقة في جنيف لفحوصات دورية وأن في صحة جيّدة قال بوتفليقة في رسالته “لقد تحسر الكثير من الحاقدين من خارج البلاد على مرور الجزائر بسلام وأمان بفضلكم أنتم الجزائريين والجزائريات عبر ما يمسى بأمواج الربيع العربي” الذي أطاح بعدة أنظمة في المنطقة.

وتابع “وظلت هذه الأوساط التي تبغضنا على حريتنا واستقلال قرارنا ومواقفنا العادلة وما انفكت تعمل على تدبير المكائد ضد بلادنا وأشار إلى أنه لا يقصد ترهيب الناخبين، وإنما تأتي تصريحاته من باب المسؤولية والحرص على تحصين أمن الجزائر.

وقال “قولي هذا ليس من منطلق التخويف بل من موقف المسؤولية ومن حرصي على صون وأداء الأمانة ألا وهي الجزائر وما أدراك ما الجزائر وضرب الرئيس المخضرم الذي يحكم الجزائر منذ العام 1999 مثالا بما يحدث في المنطقة بالقول “على حدودنا، طوق من الأزمات والمآسي بفعل الإرهاب عند البعض من جيراننا. وفي العالم وأمتنا العربية لا تزال الصراعات والانشقاقات وحتى المآسي الدموية”.

وخلص إلى القول “ولئن جعل الله الجزائر في مأمن حتى الآن في وسط هذه الزوبعة، فإن ذلك لا يخول لنا أن نغفل عن الاحتراس والتحلي باليقظة لصون بلادنا الغالية

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى