تحليلات سياسيةسلايد

بودن تسعى لتنقية المناخات في تونس بلقاء مع الطبوبي

تسعى السلطات التونسية لتخفيف التوتر الداخلي مع الأزمة الاقتصادية الحادة فيما يبدو انه توجه طرحه الرئيس قيس سعيد خلال كلمته بمناسبة السنة الجديدة بان تونس ” تتسع للجميع” والتأكيد كذلك على ضرورة مواجهة التحديات بمزيد من العمل.

ويأتي لقاء رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن الثلاثاء بقصر الحكومة بالقصبة، بكلّ من الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدّين الطبوبي، ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول في إطار الجهود لتنقية المناخات العامة وفق بيان من رئاسة الحكومة.

وأوضح البيان ان الهدف من اللقاء”العمل المشترك لإيجاد الحلول الملائمة وتوفير سبل النجاح في المرحلة القادمة بما فيه تغليب للمصلحة العامة وإعلاء لمصلحة الوطن”.

وتعاني تونس من أزمة اقتصادية حادة بات غياب المواد الأساسية خاصة الحليب والسكر والزيت المدعم وارتفاع أسعارها عنوانها الأول.

ويأتي اللقاء الأخير لبودن في نفس اليوم من لقاء جمع الرئيس قيس سعيد مع ماجول في قصر قرطاج بدون الطبوبي حيث شدد سعيد على “الدور المحوري لرجال الأعمال الشرفاء وعلى ضرورة تهيئة كل الظروف والقوانين التي تتيح لهم العمل في ظل مناخ سليم. كما شدد، أيضا، على أننا نخوض معركة وطنية من أجل استقرار البلاد الذي لن يتحقق إلا بمشاركة كل الشرفاء”.

لكن سعيد في المقابل تجاهل لقاء الطبوبي الذي وجه مؤخرا انتقادات واسعة لمؤسسة الرئاسية كما لوح بالشارع وتنفيذ إضرابات في عدد من القطاعات بسبب قانون المالية لسنة 2023 وهو ما رفضه سعيد الذي يريد من السنة الحالية ان تكون سنة الانطلاق الاقتصادي وفق تعبيره من اجل الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية.

ومن خلال اللقاء مع ماجول يرى متابعون للشن التونسي ان سعيد عبر عن استعداده لوضع يده في يد من يسعى إلى العمل لإخراج تونس من الأزمة، وأنه لن يضع يده في يد دعاة الإضرابات وتعطيل مصالح الناس لحسابات سياسية وخدمة لأجندات لا علاقة للعمال والموظفين بها.

وفي المقابل يرى مراقبون ان لقاء بودن مع ماجول وكذلك الطبوبي يؤكد انه في كل الأحوال لا يمكن تجاوز المنظمة العمالية الأبرز لإنجاح اي مخطط لتحقيق نمو اقتصادي والمضي في الإصلاحات التي دعا اليها صندوق النقد الدولي لمنح تونس تمويلا يقدر بنحو 1.9 مليار دولار.

ويظهر ان سعيد منح بودن حرية الاجتماع بالطبوبي رغم تدهور علاقته الشخصية بالأمين العام للاتحاد مع تراجع الأخير عن دعم المسار بعد اتخاذ الاجرءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021 وتوجيه نقد لاذع لسياسات الرئيس.

وكان الطبوبي وماجول إضافة الى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي دعوا الأسبوع الماضي الى مبادرة للإنقاذ الوطني وذلك عقب المشاركة الضعيفة للناخبين في الانتخابات التشريعية التي أقيمت الشهر الماضي.

وشارك 11.22 بالمائة في الانتخابات وفق الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وهي اقل نسبة مشاركة في تاريخ البلاد.

وعبر الرئيس التونسي عن غضبه من اعلان المبادرة في خطاب قوي ألقاه بحضور مسؤولين في المؤسستين الامنية والعسكرية وذلك في رسالة شديدة اللهجة برفضه كل مبادرة تتجاوز مؤسسة الرئاسة.

في المقابل يعتقد أن بودن ستلعب في المقابل دورها للتهدئة مع المنظمة العمالية لتجاوز الفترة الصعبة الحالية ومن اجل حصول على دعم صندوق النقد الذي اشترط التوافق مع الاتحاد.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى