بين التأقلم والاندماج … والضياع !
بعد أن انتشروا في أصقاع الأرض بحثا عن ملاذ أمن ... هربا من موت عبثي وحرب وحشية .. وأملا في مستقبل أفضل لهم ولأولادهم .. بدأت معاناة جديدة تظهر لم تكن بالحسبان ..
فمن ذهب تحت وطأة الحرب والخوف .. غادر مكرها مجبرا .. دفعه الخوف والرغبة بالبحث عن الأمان له ولعائلته وأولاده .. جاء لا يملك الا الرغبة والنية الطيبة ليبدأ من جديد، تاركا إرثا من الإنجازات والذكريات والملكيات، ويحمل في قلبه كمّاً من الدموع والآهات على ما تركه هناك .. وخوفا من مستقبل مجهول .. ومن ثقافة مختلفة .. وعقليات جديدة عليه .. فهل يكون مصيره الفشل أم النجاح ؟؟!!
المغامرة هذه بنكهة مختلفة لكل شخص.. مميزة تتراوح بين التأقلم الذي يحتاج لعدد من السنوات والمحاولات ، وقد يكون مكللا بقصص نجاح مبهجة ملهمة .. وبين الاندماج الذي يأخذ جيلا كاملا ليظهر ويترسخ .. إلا أن أهمها هي حالة الضياع وهي الحالة الطاغية في بداية الحالات .. والمستمرة في كثير من الحالات، و ترافق غالبا من خرج على اساس فترة مؤقتة لتنتهي الحرب ويعود من جديد لبلده .. تاركا ما يملك أمانة في عنق الظروف والزمن.
ولكن ما يحدث في الحقيقة هو حالة تخبط وضياع بين صوابية وخطأ القرار .. وبين الثمن !!!
وأسوأ حالات الضياع هو من يبقى يحيى على أمل العودة .. ويتباعد هذا الأمل … فلا يتأقلم ويتفاعل ويستمتع بالبلد الجديد ، ولا يعود الى البلد !!!
فِي هذه الحالة لا تستطيع ان تلوم الشخص على كآبته وفشله وعدم تأقلمه ، إنما تنصحه بأن يستمتع بالبلد الذي يعيش فيه الآن، ويبدأ حياته من جديد بما يناسب البلد ومهاراته وكفاءاته .. فما يملكه بالماضي أصبح ماضباً وهو ما زال يملك مستقبله وعليه فالبدايات لا تعرف عمرا والنجاح ليس له شروط ..
هذا لا يعني ان ينسى ويتنكر لبلده .. إنما ان يعيش حاضره ومستقبله ويتحمل مسؤولية قراراته .. ليكون لديه الخبرة والتجربة الجديدة ليساعد بها بلده عندما تسنح الظروف …!!!
فالحياة سنعيشها مرة واحدة .. فلنجعلها .. مغامرة حلوة .. لأن الانتظار والتردد يقتل اللحظة .. !! أو عد أدراجك واستمتع بحياتك ..!!