الخطر القادم الى الشرق …
الخطر القادم الى الشرق
كثيرة هي التقارير والتحليلات، التي صدرت حول داعش والنصرة والكتائب العديدة التسميات، التي تنتمي بتنظيمها الى القاعدةمتبنية فكرها الجهادي التكفيري .. تختلف بالكثير فيما بينها بالفتاوي والتحليل والتحريم، ولكنها تتفق على هدف واحد وهو
( دولة الخلافة الاسلامية والحكم بشرع الله)، واعتبار كل من يخالف هذا الفكر كافر تحلل بعض الكتائب قتله وأخرى لا تجيز قتله اذا لم يقاتلها ..!!
تقارير غير مطمئنة نهائيا .. تصدر من واقع الأرض، مشيرة إلى مدى سيطرة الفكر القاعدي على الفكر الثوري المسلح، معتمدة على 3 ركائز أساسية لتنتشر وتسيطر وهي: العقيدة والمال والسلاح.
وكما سبق وطرحنا، يمكن اسقاط السلاح بتجفيف منابع السلاح والمال .. ولكن وجود الفكر القاعدي التفكيري القائم على عقيدة دينية راسخة وقوية من منطلق الثواب والجنة والنار .. تشكل خطراً حقيقياً وكبيراً على المنطقة، فلو تمكنا من تجفيف منابع السلاح والمال، لا يمكن تجفيف هذا الفكر الذي وجد بيئة حاضنة له، معتمداً على الظلم والحقد الطائفي، والعنف والتخلف الذي تعاني منه هذه البيئات المهملة والمعنفة .. إضافة إلى قدرته على بناء بيئات جديدة مناسبة لنموه، واستقراره بها، معتمداً على الأطفال والشباب اليافعين، والقابلين لتبني هذا الفكر، بسبب غياب أي فكر متنور بديل ..
برأيي هنا تكمن خطورة العقيدة .. فلو توقف المال والسلاح .. تبقى العقيدة الدينية الجهادية خطرة على المجتمع السوري ككل وعلى المجتمع المحيط به، لأنها كالخلايا السرطانية، تنمو وتعتاش على التخلف والعنف والحقد والظلم .. ولا يمكن التخلص منها إلا باستئصالها من منابعها وتجفيف بيئاتها الحاضنة بالاعتماد على التربية والتعليم.. ولكن ضمن الواقع الحالي، ومن تجارب سابقة فإن هذه البؤر المتطرفة تنغلق على نفسها تماماً، وتحارب أي فكر منفتح لأنها تعرف تماماً أن الانفتاح والتربية والتعليم غير الديني واللا تشريعي يعني نهايتها، لذلك تستشرس بمقاتلة وقتل كل ما يخالفها الرأي والعقيدة ..
كارثة حقيقية باتت تحيق بسوريا وبالمنطقة ككل .. فتح لها الباب العنف والظلم والقهر الذي مارسه النظام بداية ضد كل من خالفه الرأي، لتخلق بيئة شعبية حاضنة، وتستقطب الشباب المضطهد والمعنف والمظلوم تحت أسماء الدفاع عن النفس والجهاد وإعلاء راية الحق، تسيطر عليهم بالمال والعقيدة والسلاح، ليسقطوا في مستنقع العنف والقتل، ويرموا بشعارات الحرية والكرامة والمواطنة مرغمين في مزبلة التطرف والتكفير .. بحجة الغاية تبرر الوسيلة ..
ليبقى أمامنا حل وحيد لا ثاني له، وهو الحل السياسي القائم على التوافق الدولي بتجفيف منابع المال والسلاح من خلال جنيف 2 وإخراج المقاتلين الغرباء من سوريا، والذي وللأسف تسعى القوى المستفيدة من الصراع المسلح في سوريا على تفشيله وإعاقته، ومن ضمنهم أطراف معارضة تدعي الوطنية ، ليكون وقف القتال والعنف بداية تأمين بيئة آمنة ، يبدأ عندها دور مؤسسات المجتمع المدني بالعمل على التربية والتعليم والتي ستستغرق أجيالاً لتتخلص من رواسب حرب فرضها التعنت والعنجهية والاستبداد على سوريا، ولتبني جيلاً قادراً على رفع شعارات الحرية والكرامة والمواطنة ، التي دمرتها الطائفية والتطرف ..
على أمل ان لا يخيب المتملقون والمتسلقون على أحلام شعبنا الطيب أملنا بعقد مؤتمر قد يساهم بانقاذ سوريا من مصير أسود.
21.10.2013