تحليلات سياسيةسلايد

“تبديل لهجة”.. الأردن في الاستجابة للتّحوّلات…

يدلل التصريح المتأخر الصادر بعد عصر الأحد عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بخصوص الوضع الحالي في سورية على أن مؤسسة القرار في الأردن  بدأت تتفاعل مع واقع سياسي جديد عند الجار السوري مع وجود احتمالات متعددة لا تزال غامضة خصوصا وأن العلاقات مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد كانت إيجابية بينما لا تقيم عمان لا اتصالات ولاعلاقات من أي صنف مع هيئة تحرير الشام التي تردد اسمها كثيرا في الآونة الأخيرة.

وترأس عاهل الأردن ظهر الأحد اجتماعا جديدا لمجلس الأمن القومي للبلاد.

وجاء في التغطية الرسمية للاجتماع وهو الثاني الذي يعقد من أجل تطورات الملف السوري أن الملك أعلن عن تضامن ووقوف بلاده إلى جانب الاشقاء السوريين. وقال بوضوح إن الأردن سيحترم خيارات وإرادة الشعب السوري.

الأردن يحرص على أمن سوريا وسلامتها ووحدتها وتماسكها وسيادتها وأمن شعبها.

لاحقا وفي تصريح يظهر ميلا للبراغماتية. أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أن الأردن يتابع تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة باهتمام وحرص شديد على أمن سوريا وسلامتها ووحدتها وتماسكها وسيادتها وأمن شعبها.

وقال الصفدي. إن الأردن سيقدم كل إسناد ممكن للشعب السوري الشقيق في جهوده إعادة بناء وطنه ومؤسساته ونظامه السياسي وبما يضمن أمن سوريا وسيادتها وحريتها والعيش الحر الكريم لكل مواطنيها.

وقدّر سياسيون ودبلوماسيون وبرلمانيون أن ما قاله عاهل الأردن مفتاح إلى تغيير اللهجة الأردنية من ملف الرئيس بشار الأسد تحديدا. حيث كانت عمان  قد توسّعت في إقامة اتصالات وتبادل رسائل معه مؤخرا.

ولم يعرف بعد ما إذا كان الأردن قد كان أصلا بصورة الترتيبات الدولية والإقليمية التي انتهت بإقصاء الرئيس السوري وبدون قتال حقيقي من قواته النظامية.

تحديد آلية التعامل والتعاطي مع الواقع السوري الجديد بما يضمن الحرص على الأمن الوطني والحدودي الأردني

لكن عمان أقرّت بموجب التصريح الملكي الأخير  بالوقائع كما حصلت. والاجتماع الثاني لمجلس الأمن القومي ناقش فيما يبدو تحديد آلية التعامل والتعاطي مع الواقع السوري الجديد بما يضمن الحرص على الأمن الوطني والحدودي الأردني حيث لا تقارير مفصلة بعد عن موقف الفصائل التي تحكم في سورية الآن تجاه الأردن والتعاطي معه أو التعاون مع المملكة.

وشدّد الملك الأردني في اجتماع مجلس الأمن القومي على حماية أمن سورية ومواطنيها ومنجزات شعبها أيضا. والعمل بشكل حثيث وسريع  لفرض الاستقرار وتجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى. معربا عن اعتزازه ايضا بجهود وتضحيات قوات الجيش الأردني وحرس الحدود طوال المرحلة الماضية.

الأردن في السياق موجود على طاولة الحوار الذي تحتضنه الدوحة لمناقشة المستقبل والمآلات في الملف السوري. لكن ما ألمح له مراقبون كثر هو  التأشير على كلفة خيارات الرهان على النظام السابق والتواصل معه  أيضا. وبالتوازي الحرص على ما يعتبره الأردن أولوية مطلقة اليوم على صعيد أمن وسلامة الأراضي السورية.

لم يعرف بعد ما إذا كان لعمان أصدقاء حقيقيون في المعادلة الجديدة في الداخل السوري. لكن التركيز برمّته اتجه بوضوح خلال الأيام الأربعة الأخيرة إلى الاعتبارات والأولويات الأمنية على الحدود مع سورية.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى