تجربة صينية تنجح في محاكاة الحياة في الفضاء
اختتمت الصين الخميس اختبارات على أربعة علماء متطوعين استمرت 6 أشهر، داخل كبسولة فضائية مغلقة بمدينة شينتشن جنوبي البلاد. ووفقا لخبر نقلته وكالة أنباء شينخوا الصينية، فقد تمكن 4 أشخاص من البقاء داخل الكبسولة لمدة 6 أشهر، فضلا عن نجاح تجارب زراعة 25 نوعا مختلفا من النباتات. كما نجحت أيضا تجارب أجريت على 635 جهازا ومعدات تكنولوجية داخل الكبسولة.
وفي يونيو/ حزيران، أطلق مركز الصين لرواد الفضاء هذا المشروع من أجل محاكاة الحياة في الفضاء، ولتأمين سلامة رواد الفضاء في المستقبل. وأوضح الخبراء المسؤولون عن الاختبارات أن الأشخاص الأربعة تمكنوا بنجاح من تلبية احتياجاتهم من المياه والأوكسجين والتغذية والنوم والنظافة الشخصية، على مدار الـ6 أشهر. وسجل الخبراء، الآثار النفسية التي ظهرت على الأشخاص، فضلا عن التغيرات البيولوجية التي بدت على أجسامهم، طوال فترة بقائهم داخل الكبسولة.
تجدر الإشارة إلى أن مركز الصين لرواد الفضاء أعلن في مايو/أيار عن حاجته إلى متطوعين لإجراء تجارب عليهم داخل كبسولة فضائية. واختار المركز 4 أشخاص بينهم امرأة، من ألفين و110 شخصا قدموا طلبات للالتحاق بالكبسولة.
وتخطط الصين لتأسيس محطة فضائية دائمة مكونة من ثلاث كبسولات فضائية بحلول 2020.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” الأحد إن الصين ستطلق مختبرا فضائيا ثانيا في الربع الثالث من العام الحالي في إطار خطة البلاد لامتلاك محطة فضاء دائمة ومأهولة في الخدمة بحلول عام 2022.
وتطوير برنامج الفضاء الصيني أولوية لبكين إذ دعا الرئيس شي جين بينغ إلى تحويل البلاد إلى قوة في مجال الفضاء. وأضافت أن الصين تعتزم إطلاق سفينة الفضاء “شنتشو 11” التي ستحمل رائدي فضاء في نهاية العام 2016.
ونقلت شينخوا عن متحدث باسم برنامج الفضاء لم تذكره بالاسم قوله إن الصين تتوقع استكمال بناء محطة فضائية مدارية بحلول عام 2020 لتضم وحدة رئيسية ومعملين.
وأطلقت الصين مختبرها الفضائي الأول تيانقونغ 1 في 2011 وقالت شينخوا إنه يعمل بشكل جيد.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن برنامج الفضاء الصيني بحاجة إلى التمكن التام من عمليات إطلاق سفن فضاء تحمل الشحنات والوقود وإعادة تدوير الماء والهواء من أجل القيام بمهام مأهولة طويلة الأمد.
وقال خبراء خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي إن برنامج الفضاء الصيني يقترب من البرنامج الأميركي، وان على واشنطن أن تستثمر في البرامج العسكرية والمدنية اذا كانت تريد أن تظل القوة المهيمنة على الفضاء.
وقال خبراء للجنة مراجعة الاقتصاد والأمن الأميركي الصيني إن التقدم السريع الذي تحققه الصين في تكنولوجيا الفضاء العسكرية والمدنية يجيء في اطار استراتيجية طويلة الأجل لتشكيل النظام الدولي للجغرافيا السياسية بما يتوافق مع مصالحها ويضمن لها الهيمنة الاستراتيجية على منطقة آسيا-المحيط الهادي. كما تحدثوا أيضا بتحسر عن الحماس لاستكشافات الفضاء الذي خفت في الولايات المتحدة بعد برنامج أبوللو الذي أوصل الأميركيين الى القمر عام 1969.
وقال جوان جونسون فريز الاستاذ بكلية الحرب البحرية الاميركية خلال الجلسة “الصين تعيش الان سنوات أبوللو الخاصة بها، الصين تحصل على التمويل الذي تحتاجه”.
وقال كيفن بولبيتر الخبير في التكنولوجيا الصينية بجامعة كاليفورنيا-سان دييغو انه في الوقت الذي تتعرض فيه ميزانية ادارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) للخفض بشكل ملموس استفاد برنامج الفضاء الصيني من الازدهار الاقتصادي والدعم السياسي الذي يقدمه الرئيس. وقال للجلسة “انهم أيضا قادرون على تصنيف برامجهم في خطة خمسية وخطط تستمر 15 عاما وهذا يعطيهم هدفا طويل الأجل يعملون من أجله.
واضاف “اذا أرادت الولايات المتحدة ان تبقى القوة الرائدة في الفضاء فعليها ان تواصل الاستثمار في برامج الفضاء العسكرية والمدنية”.
ميدل ايست أونلاين