تحرك أردني لحماية «أونروا» واللاجئين وإدارة ترامب توقف مساعداتها للوكالة
أعلن الأردن أ أن مؤتمراً دولياً لدعم «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا)، سيُعقد في 27 أيلول (سبتمبر) المقبل، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما أعلن أنه سيدعو إلى جلسة طارئة لوزراء الخارجية العرب الشهر المقبل. تزامن ذلك مع أنباء عن قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب وقف مساعداتها بالكامل للوكالة، في حين أعلنت باريس أنها تعد لمبادرة سلام تستند إلى حل الدولتين وعاصمتهما القدس، بمعزل عن «صفقة القرن» الأميركية للسلام، في حين جددت السلطة الفلسطينية اقتراح عقد مؤتمر دولي للسلام كبديل من الصفقة الأميركية (راجع ص4).
وفي عمان، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مع المفوض العام لـ «أونروا» بيير كرينبول ، إن المؤتمر الدولي لدعم «أونروا» سيُعقد برعاية الأردن والسويد والاتحاد الأوروبي واليابان وتركيا، ويهدف إلى حشد «الدعم المالي والسياسي، كي تبقى الوكالة قائمة ومستمرة في عملها وتقديم خدماتها، وفي الشق السياسي تأكيد أن الوكالة أنشئت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتقوم بدور، ويجب أن يستمر». وأضاف أن الأردن سيدعو إلى جلسة طارئة لمجلس وزراء الخارجية العرب على هامش الدورة العادية التي ستعقد الشهر المقبل.
وأوضح الصفدي أن الوكالة تواجه عجزاً مالياً حاداً جداً، وهو أمر يهدد قدرتها على الاستمرار بتقديم خدماتها الحيوية لأكثر من 5 ملايين لاجئ في مناطق عملها الخمس، محذراً من «تبعات عدم سد العجز على المنطقة برمتها». ودعا المجتمع الدولي إلى فعل كل ما بوسعه لضمان توفير دعم للوكالة، وقال: «حماية أونروا تأكيد لالتزام المجتمع الدولي بأن اللاجئين من قضايا الوضع النهائي، وتُحسم وفق قرارات الشرعية الدولية بما يضمن حقهم في العودة والتعويض».
وأقرّ بأن ما يطاول الوكالة يعدّ «تحدياً كبيراً»، مطالباً بـ «التصدي له»، وقال: «نعمل بشراكة كاملة مع الوكالة، ونثمن الدعم الذي تتلقاه من دول شقيقة وصديقة تدرك أهمية الحفاظ عليها، وهذا بمثابة رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي مستمر في تقديم الدعم الذي يستحقونه».
وأكد كرينبول أن الوكالة بدأت العام الحالي بعجز مقداره 464 مليون دولار، مشيراً إلى أن هذا الوضع يعتبر «خطيراً ويهدد وجود الوكالة». وقال: «استطعنا جمع 283 مليون دولار في النصف الأول من عام 2018»، مضيفاً: «هذا الدعم جاء بعد مؤتمر روما، وبمبادرة من الجامعة العربية». وأعرب عن فخره بجمع هذا المبلغ، خصوصاً بعد خفض أميركا الدعم المقدم إليها، والذي وصفه كرينبول بـ «المفاجئ».
وأشار إلى أن الوكالة لا تزال بحاجة إلى أكثر من 200 مليون دولار لتكمل بقية هذا العام بنجاح، مشدداً على أن الوكالة ستقف لحماية الشعب الفلسطيني ويأتي التحرك الأردني في وقت أوردت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن ترامب أوقف التمويل المخصص لـ «أونروا» في شكل كامل، بعد أشهر على خفض الدعم المالي للوكالة. ونقلت عن مصادر وصفتها بأنها مطّلعة، أن قرار ترامب اتُخذ خلال اجتماع مطلع الشهر بين ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنير ووزير الخارجية مايك بومبيو، مضيفة أن الإدارة الأميركية أبلغت حكومات عدة بهذا القرار.
وأوضحت أن وزارة الخارجية الأميركية علقت على هذه الأنباء بأن «سياسة الولايات المتحدة تجاه أونروا تخضع لتقويم ومناقشات داخلية في شكل مستمر». ووفق المصدر، تقدم الولايات المتحدة نحو 350 مليون دولار سنوياً للوكالة، بشكل يفوق إسهام أي دولة أخرى، ويمثل أكثر من ربع الموازنة السنوية للوكالة البالغة 1.2 بليون دولار. وكان كرينبول قال في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» قبل أيام، إن قرار الولايات المتحدة الصادر في وقت سابق من العام الحالي بخفض موازنة الوكالة، أتى لـ «معاقبة» الفلسطينيين بسبب انتقادهم لاعتراف واشنطن بالقدس «عاصمة لإسرائيل».
على صلة، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ليل الأربعاء– الخميس، خلال الاجتماع السنوي لسفراء بلاده في العالم، إن فرنسا ستدفع بمبادرة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، في معزل عن «صفقة القرن». وأضاف أن الولايات المتحدة بدأت قبل أكثر من سنة «جهوداً ديبلوماسية مهمة لا تزال نتائجها غير معروفة، لكن علينا نحن أيضاً أن نطرح مبادرة» تهدف إلى «قيام دولتين تعيشان بأمن وسلام وعاصمتهما القدس».
بالتزامن، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات إذاعية ، إن الرئيس محمود عباس سيعلن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، رفض القيادة لـ «صفقة القرن» باعتبارها مخططاً أميركياً- إسرائيلياً لتصفية القضية الفلسطينية، وسيؤكد أن بديلها هو خطة السلام التي طرحها في شباط (فبراير) الماضي أمام مجلس الأمن، والقائمة على عقد مؤتمر دولي للسلام.
وعلى صعيد المصالحة الوطنية، قال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصل هاتفياً أمس بالرئيس الفلسطيني، مؤكداً حرص مصر على تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى عودة السلطة الشرعية لتولي مسؤولياتها في قطاع غزة، ما سيساعد في دفع مساعي إحياء مفاوضات السلام، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.