تحضيرات «أستانا» و«الدستورية» مستمرة… وسط معارك «جيب إدلب»

 

على وقع التصعيد الميداني المستمر في «جيب إدلب»، تُستكمل مساعي تشكيل «اللجنة الدستورية» بنشاط لافت، إلى جانب التحضيرات لعقد الجولة المقبلة من محادثات «أستانا». المبعوث الأممي غير بيدرسن، أنجز اللقاءات الأبرز التي كانت على أجندته، لنقاش آخر ما تم اقتراحه لحل عُقدة تشكيل «اللجنة»، فيما يواصل الجانب الروسي جولة مشاورات، تبحث مروحة أوسع من القضايا الساخنة على الساحة السورية. وحلّ بيدرسن أمس ضيفاً على تركيا، حيث التقى وفداً من «هيئة التفاوض» المعارضة، واستعرض معه ما حصّله خلال زيارتيه إلى موسكو ودمشق. ولم يخرج عن اللقاءات تسريبات عن «توافقات منجزة» حول الأسماء المختلف عليها، إلا أن أوساطاً معارضة تحدثت (أيضاً) عن «تفاؤل» المبعوث الأممي في المضي قدماً ضمن هذا الإطار. ولا يبدو لقاء بيدرسن بوفد «الهيئة» (في تركيا) عفوياً ـــ برغم أن الأخيرة تواظب على عقد اجتماعاتها الخاصة في السعودية ـــ لا سيما وسط ما يجري من إعادة هيكلة للقوى السياسية والعسكرية في المناطق التي تخضع لنفوذ الولايات المتحدة الأميركية، و«قوات سوريا الديموقراطية»، غريمة أنقرة. ومن غير الواضح ما سيكون عليه الموقف التركي خلال القمة الرباعية المرتقبة (الروسية ــ التركية ــ الفرنسية ــ الألمانية) إذا ما استمرت جهود باريس (ومن خلفها واشنطن) في حشد كتلة سياسية «معارضة»، جديدة لا بديلة، عمودها الرئيس «مجلس سوريا الديموقراطية».

وتوازيا مع لقاء بيدرسن و«هيئة التفاوض»، وصل إلى دمشق أمس (الجمعة) المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، حيث التقى الرئيس بشار الأسد، وبحثا وفق بيان الرئاسة السورية «الجهود المتواصلة لإحراز تقدم على المسار السياسي، وخاصة ما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وآليات وإجراءات عملها»، إلى جانب مواصلة العمل في هذا الإطار «وعدم السماح للدول التي تحاول إطالة أمد الحرب الإرهابية على سوريا بوضع العراقيل أمام هذه العملية»؛ وتعد زيارة لافرينتيف الثانية من نوعها خلال أقل من شهر إلى دمشق، وهي تأتي بعد زيارة الديبلوماسي الروسي كلاً من طهران وأنقرة.

هذه التطورات السياسية اللافتة، ترافقت مع استعادة الجيش السوري السيطرة على بلدة الحماميات والتل المجاور لها، بعد معارك عنيفة مع ائتلاف الفصائل الذي ترعاه أنقرة وتشارك في قيادة عملياته «هيئة تحرير الشام». وبرغم أن البقعة الجغرافية التي دارت عليها المعارك تعد صغيرة جداً مقارنة مع مساحة خطوط التماس الساخنة، إلا أن الخسائر من الطرفين، خلال اليومين الماضيين، كانت مرتفعة جداً، إذ استشهد في اليوم الأول عدد كبير من عناصر الجيش السوري، فيما تسببت كثافة القصف والاستهداف الجوي والمدفعي بمقتل عشرات المسلحين أمس. وانتشرت عدة صور من المراسلين الحربيين على تلك الجبهة، أظهرت حجم الدمار الذي سببته المعارك العنيفة، وعدد الآليات العسكرية التي دُمّرت خلال معارك أمس. وإلى جانب القذائف التي أطلقتها الفصائل على بلدات ريف حماة، فقد حاولت أيضاً استهداف قاعدة حميميم الجوية الروسية (مجدداً) عبر طائرات مسيّرة مذخّرة، إلا أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط تلك الطائرات. وفي المقابل، شهد أمس عودة لنشاط الطيران الحربي السوري والروسي إلى أجواء «جيب إدلب»، واستهدافه عدداً من المواقع هناك.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى