تدخل في الشأن الكروي
*في كرة القدم… يربح الجمهور*
“بقبولي الخسارة… أنقذت 11 رجلاً من الموت.”
هذا ماقاله حارس مرمى الفريق المجري (أنتال تشابو) بعد خسارته 2 ـ 4 أمام الفريق الإيطالي عام 1934… إشارة إلى البرقية التي بعثها الجنرال موسوليني (ديكتاتور إيطاليا/ حليف هتلر) للفريق الإيطالي، وفيها كلمتان: “الفوز أو الموت”.
كرة القدم، هذه اللعبة التي توقظ العنصريات الوطنية، وتجعل الاحتفال أحياناً مهرجان فرح ، وأحياناً معركة ضرب بالزجاجات الفارغة.
هذه اللعبة… عولمت كل شيء من ربطات الأحذية إلى كؤوس الذهب، وميداليات الأزمنة والذكرى، منذ أنشئت هذه المؤسسة – الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1904 في باريس…خلقت اهم الاذواق الكونية ، باجماع لامثيل له حول طابة من جلد الخنزير.
خذ مثلاً العرب… إنهم في حروب مع بعضهم ، ولكن أثناء المباريات يصرخون معاً للهدف (والأهداف قليلة) ويشهقون معاً للخذلان. ويقال، على سبيل اللعب بالحقيقة، “إن العرب صاموا معاً وأفطروا معاً، وخرجوا من المونديال … معاً” ويبالغ الساخرون فيقولون كلمة “فيفا” FIFA التي تعني” الاتحاد الدولي لكرة القدم ” هي الحروف الأولى من “فوتبول إذ نت فور أراب” Football isn’t for Arabs (كرة القدم ليست للعرب).
وفي هذا المونديال على وجه الخصوص… ساهم كثيرون، من الحقل الرياضي وخارجه في تفسير أسباب هزائم الفرق العربية المبكرة. وخروجهم الحتمي في التصفيات. وأعتقد أن شراء الأقدام وتربية الأقدام هي فلسفة خاطئة. لأن تربية العقول في كل مناحي الحياة هي التي تصنع ـ بالتوازي ـ فريقاً رياضياً: يصرف العرب مليارات على تأهيل الوصول، لا بل الاقتراب من كأس العالم. بينما لا يصرفون برميلاً واحداً على إبداع كأس دواء لمريض، وسلة غذائية لجائع.
بالمناسبة… ليس جلداً للذات، اليأس من تقدم العرب.
خذ هذه الأرقام الثلاثة:
العرب 5% من سكان العالم.
يشترون 50% من أسلحة العالم.
ينتجون 60% من مهجري العالم.
الحاكم العربي أسوأ من موسوليني عندما يرسل برقية رشوة مفادها لكل لاعب “فيراري” في حال الفوز (طبعاً ليس بكأس العالم… وإنما بفنجان ما).
العرب يهدرون الوقت والمال… ويزهقون أرواح بعضهم البعض. ولا يتقدمون من عام إلى عام ويندبون حظهم.
إيسلندا جزيرة في المحيط الهادي سكانها 340 ألف نسمة ترتيبها 14 في الدول الأكثر تقدماً، والرابعة عالمياً على مستوى إنتاجية الفرد… دخلت المونديال بفريق هواة: 5 أطباء ومخرج سينمائي وموسيقي ومحامي وسمسار عقارات.
آخر الهجاء: “العرب… كرة قدم”.