تراجع النفط يهدد بوقف مشاريع بتريليون دولار
حذر مصرف «غولدمان ساكس» من أن هبوط أسعار النفط الخام إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل يهدد مشاريع نفطية يقارب حجمها تريليون دولار. وأعلن وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف في ختام اجتماع طارئ لحكومة بلاده إجراءات لوقف تدهور سعر صرف الروبل الذي واصل انهياره لليوم الثاني على التوالي لأسباب منها تراجع أسعار النفط.
ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن تقرير أعده «غولدمان ساكس» إن إلغاء هذه المشاريع سيحرم العالم من 7.5 مليون برميل إضافية يومياً خلال العقد المقبل، أو ثمانية في المئة من الطلب العالمي على النفط حالياً. وأشار تحذير المصرف الاستثماري إلى أن فائض سوق النفط الذي تسبب في هبوط الأسعار بحدة يمكن أن ينتهي في وقت قريب، حين تقرر الشركات العالمية تأجيل مشاريعها الكبيرة التي تؤمن إمدادات النفط ووقود التدفئة والمشتقات النفطية في السنوات المقبلة حين تصبح هذه المشاريع غير مجدية تجارياً. ودرس «غولدمان ساكس» 400 حقل نفط وغاز في أنحاء العالم، ما زال كثير منها ينتظر صدور قرار نهائي في شأن الاستثمار في تطويره.
وسجل سعر نفط القياس العالمي «برنت» 59.18 دولار للبرميل في لندن، أي بتراجع 1.88 دولار قياساً إلى سعر الاقفال أول من أمس، بعد انخفاضه إلى 59.02 دولار خلال التعاملات، وهو أدنى مستوى منذ أيار (مايو) 2009. وهبط السعر بنسبة تزيد على 45 في المئة منذ منتصف حزيران (يونيو) بسبب إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري والإمدادات الكبيرة من نفط الدول الأعضاء في «أوبك» وخارجها وضعف الطلب في أوروبا وآسيا.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف لرئيس البرلمان العراقي الزائر سليم الجبوري إن بلدان المنطقة لا تفعل ما فيه الكفاية لدعم أسعار النفط المتهاوية التي أدت إلى خفض إيرادات الدولة في إيران بمقدار النصف تقريبا في ستة أشهر. وتعرض اقتصاد إيران لمزيد من الضغوط من جراء هبوط أسعار النفط.
وتكبد سعر صرف الروبل خسائر إضافية أمس أمام الدولار مسجلاً أسوأ نتائج منذ نحو عقدين، وسط ترقب في الأسواق لتطورات أسوأ قبل حلول نهاية العام، وتزايد الانتقادات لأداء الحكومة الروسية الذي وصف بأنه ساهم في تفاقم الأزمة. وعلى رغم الانتعاش المحدود صباح أمس للروبل بعد قرار «المركزي» رفع سعر الفائدة الأساس السنوي من 10.5 إلى 17 في المئة، لم تلبث الأسواق أن تعرضت إلى هزات قوية أفقدت الروبل نحو 10 في المئة إضافية من قيمته، ليتجاوز سعر الصرف حاجز 80 روبلاً للدولار و100 روبل لليورو. ولم يوضح أوليوكاييف على الفور كيف ستدافع موسكو عن الروبل، لكنه نفى وجود نية لدى الحكومة الروسية للحد من حركة رؤوس الأموال، وهو إجراء تخشاه الأسواق اثر فشل رفع نسبة الفائدة على الروبل في وقف انهيار العملة الروسية.
وشهدت أسواق المال البارزة في المنطقة وحول العالم يوماً جديداً من التراجعات الحادة بعدما عاودت أسعار النفط الانخفاض. وعرفت سوق دبي تراجعاً قوياً (7.3 في المئة) ذكّر بتداعيات الأزمة المالية العالمية في 2008 وأزمة ديون الإمارة في السنة التي تلتها إلا أن المؤشر لم ينخفض إلى ما دون عتبة ثلاثة آلاف نقطة التي تعد حاجزاً نفسياً، وأغلق عند مستوى 3083.69 نقطة. وتراجع المؤشر السعودي عند الإغلاق بنسبة 7.3 في المئة إلى 7330.30 نقطة. وخسر مؤشر أبو ظبي 6.9 في المئة ونزل إلى ما دون عتبة أربعة آلاف نقطة.
صحيفة الحياة اللندنية