ترجل حاتم علي عن فرسه و رحل
لكل شيء نهاية إلا النهايات الحزينة تكون أصعب النهايات، وعام 2020 مازال يرفض أن ينتهي بسلام دون المزيد من الأخبار المحزنة، وقبل يومين من نهاية العام تلقى الوسط الفني السوري والعربي صدمة كبيرة بخبر رحيل الفنان والمخرج السوري المبدع حاتم علي الذي اغنى الدراما السورية بأروع الأعمال التاريخية والإجتماعية المهمة. رحل حاتم علي وحيدا في القاهرة حيث عثر عليه في الفندق الذي يقيم فيه متوفى جراء نوبة قلبية عن عمر يناهز 58 عاما.
دقائق قليلة بعد الإعلان عن خبر الوفاة ، كانت كفيلة أن تغص معها مواقع التواصل الاجتماعي بالتعازي تعبيراً عن الحزن الشديد بفقدانه من محبيه و جمهوره التي تحولت صفحاتهم لمجالس تعزية برحيله، و نعى عدد كبير من الفنانين السوريين والعرب المخرج الكبير حاتم علي عبر حساباتهم الرسمية .
المخرج الكبير حاتم علي من مواليد 1962، وهو ممثل وكاتب ومخرج سوري، بدأ حياته بالكتابة المسرحية، وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. بدأ مشواره الفني ممثلاً مع المخرج هيثم حقي، في مسلسل “دائرة النار” (1988)، ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية التي جسد فيها شخصيات مختلفة تتنوع ما بين الأدوار التاريخية والبدوية وصولاً إلى أنماط مختلفة ومتناقضة من الحياة، كذلك له لوحات كوميدية مع الفنان، ياسر العظمة.
و لم يكن لقبه مخرج الروائع” من فراغ فقد قدم مسلسلات هامة إجتماعية و تاريخية مازالت حتى هذا اليوم من أهم المسلسلات التي أغنت الدراما السورية و طبعت بصمتها لدى الجمهور العربي ومن أهم ما قدمه ( مسلسل “الزير سالم” والذي يُعد نقطة تحول في مسيرته، وكذلك الرباعية الأندلسية، و مسلسل صلاح الدين الذي دبلج إلى عدد من اللغات وعرض في ماليزيا وتركيا واليمن والصومال وغيرها، وربيع قرطبة، أحلام كبيرة، التغريبة الفلسطينية، الملك فاروق ، الفصول الأربعة، ، عصي الدمع، الغفران، عمر، قلم حمرة، أوركيديا، حجر جهنم، كإنه امبارح ، أهو ده اللي صار.. ) والكثير من الأعمال التي عكست فكره المتوهج، وسحر عدسته
و كان للراحل نصيبه الوافر من الجوائز والتكريمات على أعماله التلفزيونية والسينمائية و نشر مجموعتين قصصيتين هما “ما حدث وما لم يحدث” و”موت مدرس التاريخ العجوز”، وذلك بالإضافة إلى كتابة سيناريوهات: فيلم “زائر الليل” الذي حصل من خلاله على أول جائزة كمخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.
و لم يحتكر كاميرته لمجموعة معينة من الفنانين المعروفين بل كان يقدم فرصاً للكثير من المواهب الشابة إلى جانب المحترفين ليمنحهم فرصاً للعمل وأخذ مكانتهم على الساحة الفنية.
و نقلا عن صحيفة الوطن كشفت عن تعرض «دلع الرحبي»، زوجة المخرج السوري حاتم علي، لأزمة صحية عقب تلقيها نبأ وفاة زوجها أثناء وجودها في كندا حيث تطلبت حالتها نقلها إلى المستشفي لوضعها تحت الملاحظة الطبية ، وكانت أسرة الفقيد قد قررت دفنه في بلده سوريا، حيث من المقرر نقل جثمانه على متن طائرة متجهة إلى دمشق، مساء يوم الخميس 31 كانون الأوّل 2020 ، وسيكون في انتظار الجثمان كل من نجله وابنته ليشيع ظهر يوم الجمعة، إلى مثواه الأخير في العاصمة السورية.
رحم الله الفنان حاتم علي الذي أجمع على محبته كل من عرفه و شاهد أعماله.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة