تركيا تدخل على خط الوساطة بين حماس وفتح بموازاة مسار القاهرة
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اللذين يؤديان زيارة إلى أنقرة، فيما تتوسّط تركيا لخفض التوتر بين حماس وفتح تمهيدا لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة نهاية الشهر الجاري ضمن جهود إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام التي تفاقمت منذ إلغاء عباس انتخابات عامة في العام 2021.
وبحث وفد من قيادة حماس يترأسه هنية مع وفد السلطة الفلسطينية برئاسة عباس في أنقرة ترتيبات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي تحتضنه القاهرة خلال الأيام المقبلة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران إنّ “اللقاء شهد نقاشا صريحا وعميقا”، مضيفا أنه “يأتي في إطار استكمال مشاورات الحركة مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية بهدف التحضير الجيد لاجتماع الأمناء العامين المقرّر انعقاده في 29 و30 يوليو/تموز الجاري بالقاهرة”.
وتابع “اتفق المجتمعون على ضرورة توحيد الجهود الوطنية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية خاصة مشاريع الحكومة الصهيونية التي تريد ابتلاع الأرض وتوسيع الاستيطان والسيطرة على مقدرات شعبنا وفي مقدمة ذلك الخطر الأساسي المتعلق بالضفة والقدس المحتلة”.
وأوضح أن “الحركة تؤكد على ضرورة أن تتناسب مخرجات اجتماع الأمناء العامين مع طموحات وآمال الشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى أن “هذا الهدف يتطلب التحضير الجيد لهذا اللقاء مع ضرورة تهيئة الظروف الميدانية لإنجاحه”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد التقى في وقت سابق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور تركيا ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
وتخلت أنقرة إلى حد ما عن دعمها لحماس بعد إنهاء التوتر مع إسرائيل واتجاه قادة حماس في تركيا إلى دمشق بعد عشر سنوات من القطيعة واصطفاف الحركة الإسلامية الفلسطينية لسنوات مع المحور التركي القطري في دعم المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد.
وبعد أن أبدت تركيا استعدادها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل سارعت حركة حماس بالعودة إلى حضن سوريا والانضمام إلى ما يسمى بـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران ويضم دمشق وحزب الله والميليشيات العراقية الشيعية الموالية لطهران.
وقال عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان الثلاثاء إن “فلسطين وشعبها يعوّلون كثيرًا على الموقف التركي الذي وقف دومًا إلى جانب الحق الفلسطيني”.
وفيما يتعلق بالمستجدات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي قال عباس “نواجه اليوم حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تسعى بكل قوّتها لتدمير ما تبقى من أسس العملية السياسية”.
وبالنسبة إلى جهود المصالحة الفلسطينية قال الرئيس الفلسطيني “دعونا الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل نهاية الشهر الجاري في القاهرة من أجل استعادة الوحدة الوطنية ووضع برنامج وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا”.
وفي 10 يوليو/تموز الجاري وجّه عباس دعوة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة بداعي ملاحقة “مسلحين”.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد حينها إن “الدعوات التي وجهها الرئيس عباس لحضور اللقاء الذي سيعقد بالقاهرة سلمت لكافة الفصائل دون استثناء وتمت بعد التشاور مع الأشقاء في مصر”.
ويسود أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) انقسام سياسي منذ يونيو حزيران 2007 بسبب الخلافات الحادة بين حركتي فتح وحماس، فيما لم تفلح الوساطات الإقليمية والدولية في إنهائه.
ولا يستشعر الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية بصيص أمل يُذكر في أن تنهي الاجتماعات الصراع على السلطة بين حماس وحركة فتح، التي يتزعمها عباس بعد فشل محاولات عديدة على مدى 16 عاما مضت.