تركيا ترفض صراحة وقف النار في قره باغ

 

رفضت أنقرة السبت وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ المنشق حيث تدعم أذربيجان في مواجهة القوات الأرمينية، في حين اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه يعارض اي دور لروسيا والولايات المتحدة وفرنسا في صنع السلام في جنوب القوقاز.

واندلعت السبت بين المقاتلين الأرمن وقوات أذربيجان على معظم خط الجبهة في ناغورني قره باغ، مع تأكيد سلطات يريفان أن باكو أطلقت عملية هجومية كبيرة في اليوم السابع من بدء المواجهات.

وعلى الرغم من دعوة روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى وقف العمليات القتالية دعمت تركيا بقوة أذربيجان وكررت ضرورة انسحاب من وصفتهم “المحتلين” الأرمن.

وقالت أرمينيا يوم الجمعة إنها ستعمل مع الدول الكبرى الثلاث من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار. لكن أردوغان قال إنه يجب ألا يكون لهم دور في صنع السلام.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لصحيفة لا ستامبا الإيطالية إن بإمكان روسيا القيام بدور الوسيط في وقف إطلاق النار “فقط إذا كانت محايدة”.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عنه قوله إن “المطالب السطحية بوقف فوري للعمليات القتالية ووقف إطلاق النار بشكل دائم لن تكون مجدية هذه المرة”.

وترتبط موسكو باتفاق دفاعي مع أرمينيا ولكن لها أيضا علاقات جيدة مع أذربيجان.

من جهته، قال أرودغان السبت إن بلاده تساند “المقهورين” في كل مكان، في اشارة الى الدول التي تتدخل فيها تركيا عسكريا لدعم مصالحها.

وتابع “نكافح ليلا ونهارا حتى تتبوأ بلادنا المكان الذي تستحقه في النظام العالمي. ونقف بجوار المقهورين في كل مكان من سوريا إلى ليبيا ومن شرق المتوسط إلى القوقاز”.

وأعلن رئيس سلطات اقليم قره باغ أياريك هاروتيونيان للصحافيين أن “المعركة الأخيرة” على ناغورني قره باغ قد بدأت، مضيفاً فيما ارتدى الزي العسكري أنه سيتوجه إلى الجبهة للانضمام إلى القتال.

وأكدت من جهتها المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان على صفحتها في فيسبوك أن القوات الأرمنية الانفصالية “نجحت في وقف هجوم العدو إلى حد كبير”، متحدثةً عن “معارك عنيفة”.

وأضافت أن “القوات الأرمنية أطلقت هجوماً مضاداً على إحدى نقاط الجبهة”.

في الأثناء، أعلنت ارمينيا مقتل 51 مسلحاً أرمنياً إضافيين السبت، ما يرفع الحصيلة الرسمية للقتلى من كلا الجانبين إلى 242.

ولم تصدر منذ بدء المعارك الأحد سوى بيانات جزئية عن عدد الضحايا، إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية.

في ستيباناكرت كبرى مدن الإقليم، التي قصفت الجمعة للمرة الأولى بالمدفعية الثقيلة، سُمعت أصوات انفجارات جديدة صباح السبت.

وأعلن إقليم ناغورني قره باغ ذو الغالبية الأرمنية انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينات ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل. ولم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين بالرغم من أن الجبهة شبه مجمدة منذ ذلك الحين لكنها كانت تشهد مناوشات بين الحين والآخر.

ويعلن كل من المعسكرين عن انتصارات ينفيها الآخر ويفيد عن مقتل مئات الجنود من قوات العدو. فيؤكد الأرمن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف جندي أذربيجاني منذ اندلاع المعارك الأحد فيما تعلن باكو مقتل 2300 عسكري أرمني.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ”وقف فوري للأعمال العدائية”.

وتثير قضية إرسال مقاتلين موالين لتركيا، لا سيما سوريين، لدعم أذربيجان في القتال، القلق أيضاً.

وأنقرة حليف قوي لباكو، ولم يدع إردوغان خلافاً للقادة الآخرين المعنيين بالنزاع، إلى وقف إطلاق نار، بل طالب برحيل الأرمن.

وبدون أن يذكر تركيا مباشرة، أعرب الرئيس التركي فلاديمير بوتين الجمعة عن “قلق بالغ” إزاء هذا الوضع في مكالمة مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في وقت سابق أن 300 مقاتل من “مجموعات جهادية” في سوريا، توجهوا إلى تركيا ومنها إلى أذربيجان، معتبرا أنه “تم تجاوز خط أحمر”.

وبالرغم من نفي باكو، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ما لا يقل عن 28 مسلحا سورياً موالين لأنقرة، يقاتلون مع القوات الأذربيجانية في ناغورني قره باغ، منذ بدء المواجهات مع الانفصاليين الأرمن.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى