تركيا تُسارع في تبني خطوات اقتصادية لمواجهة الحرب التجارية

تركيا تُسارع في تبني خطوات اقتصادية لمواجهة الحرب التجارية … أنقرة تسعى إلى خفض فاتورة الواردات وتعزيز أمن الإمدادات من خلال تطوير الموارد المحلية وتوسيع الشراكات الدولية في مجال استكشاف النفط والغاز.
شرعت الحكومة التركية في تبني خطوات اقتصادية جديدة ومتسارعة للحد من تبعات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اقتصادها، من خلال اعتماد آليات متغيرة ومتطورة بدلا من استخدام سياسات “الطيار الآلي”، في خطوة لتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي.
وقال جودت يلماز نائب الرئيس التركي إن عامل الخطر الأكبر بالنسبة لتركيا بسبب الحروب التجارية هو “الإجراءات الأكثر عدوانية التي تتخذها البلدان المعرضة لخطر فقدان السوق الأميركية، وخاصة الصين، في أسواق أخرى”.
وصرح يلماز للصحفيين خلال زيارة لإقليم غيرسون على البحر الأسود بأنه “لا يمكننا إدارة مثل هذه الفترات من خلال العمل بسياسات التيار الآلي”.
وتعدّ أنقرة من أقل الدول المتأثرة بإجراءات ترامب التصعيدية، إذ فرضت واشنطن رسوما جمركية على الصادرات التركية بنسبة 10 بالمئة فقط، في وقت شملت فيه الرسوم الجديدة دولا كبرى بنسب تجاوزت 25 بالمئة، فيما بلغت في بعض الحالات حدود 50 بالمئة.
وتسعى تركيا، التي تستورد أكثر من 90 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة، إلى خفض فاتورة الواردات وتعزيز أمن الإمدادات من خلال تطوير الموارد المحلية وتوسيع الشراكات الدولية في مجال استكشاف النفط والغاز.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إن إنتاج أنقرة اليومي من الغاز الطبيعي في حقل سكاريا الرئيسي في البحر الأسود وصل إلى نحو 9.5 مليون متر مكعب، في الوقت الذي تعزز فيه البلاد طموحاتها في مجال الطاقة في الداخل والخارج.
وأضاف أن بلاده تهدف إلى الانتهاء من اتفاق الشهر المقبل يسمح لمؤسسة البترول التركية الحكومية “تي.بي.إيه.أو” وشريك أجنبي باستكشاف منطقة قبالة سواحل بلغاريا المجاورة، لافتا إلى أن تركيا مهتمة بحقلين بحريين جديدين في منطقة بحر قزوين، بما في ذلك في أذربيجان وفي حقول جديدة في شمال وجنوب العراق.
وأظهرت حسابات رويترز أن حقل سكاريا الجديد ساهم بنحو 6.6 بالمئة من الغاز المستهلك في تركيا والبالغ 53 مليار متر مكعب العام الماضي.
وفي الصومال أضافت أنقرة ثلاث مناطق برية إلى تراخيصها البحرية، حيث وقعت في الآونة الأخيرة اتفاقية لاستكشاف النفط والغاز، من المتوقع أن تنتهي عملية جمع البيانات السيزمية بحلول نهاية مايو/آيار، مع احتمال اتخاذ قرار بشأن الحفر بنهاية العام.
كما وقعت مؤسسة البترول التركية أيضا اتفاقيات مع شركات باكستانية لتقديم عطاءات مشتركة للحصول على تراخيص التنقيب قبالة سواحل باكستان، فيما تسعى إلى إقامة شراكات لتطوير حقول نفط وغاز في تركمانستان التي بدأت في استيراد الغاز الطبيعي منها في الفترة الماضية.
ميدل إيست أونلاين