يرتبط الشعور بالاستقرار في الحياة الزوجية بالسعادة والرضا عن الحياة بشكلٍ عام. واستقرار الحياة الزوجية يتوقف في البداية على قوة حب الزوجين لبعضهما البعض، ومقدرتهما على التكيُّف مع اختلافاتهما، والتماهي مع تحديات الحياة، كما يرتبط بمدى شعور الزوجين بالمسؤولية تجاه بعضهما البعض، وتجاه حياتهما المشتركة وعلاقة كلٍّ منهما بالآخر.
فالاستقرارُ في الحياةِ غايةٌ يَسعى إليها كلُّ زوجين، والاستقرار الزوجي يعني سيادة الهدوء والتفاهم والانسجام في الحياة الزوجية. والاستقرار يعني السعادة والحب والتواصل والدعم لكلٍّ من شريكي الحياة ورفيقي الدرب. بالسياق التالي «سيدتي» التقت خبيرة العلاقات الأسرية نيفين الشامي، في حوار حول علامات استقرار الزواج.
الاستقرار الزوجي
تقول خبيرة العلاقات الأسرية نيفين الشامي لـ«سيدتي»: الاستقرار الزوجي هو قدرة الزوجين على الحفاظ على علاقة قوية متماسكة تكرّس لزواج سعيد ومُرضٍ للطرفين، وهو يتطلب الاحترام والأمان والتقدير. فكلما كانت الأسرة مستقرة داخلياً، كانت أسرة سليمة لا يسودها إلا الاستقرار والأمن؛ فالأسرة التي ينعم أفرادها بالاستقرار، تتمتع بالتماسك ويسود الحب جميع أفرادها؛ بدءاً من الزوج والزوجة ثم الأولاد. فالاستقرار يعني سيادة الهدوء والتفاهم والانسجام في الحياة الزوجية، وهناك أدلة تشير إلى الاستقرار في العلاقة الزوجية، على الرغم من النزاعات التي قد تحدث بين الزوجين.
أدلة تشير إلى الاستقرار في العلاقة الزوجية
المحبة بين الزوجين
فهي جوهرُ بقاءِ التواصُلِ، ومن دونها يكون التواصُل ظاهرياً فقط، وليس به أيّ روح؛ فتبادُلُ المحبة بين الطرفين، أصلُ الاستقرار الزوجي. ولا شك في أن الحب بين الزوجين هو من واجبات كلٍّ من الطرفين تجاه الآخر، وبهِ يكون السَّكَنُ والمودّة بين الطرفين؛ لأنه من أهم الأسس التي تجعل بناء الأسرة قوياً ومتماسكاً ومستقراً. فالاستقرار هو من ثمرة الحب والمودّة بين الزوج وزوجته، والمحبةُ الفرديةُ في الحياة الزوجية نافيةٌ الاستقرار الزوجي؛ فلا بد أن تكون العلاقة تشاركية؛ أيْ لا بد من وجود تبادُلٍ للمشاعر بين الطرفين؛ فهو أساس لتحقيق الاحترام والود والسكن والتواصل بين الزوجين؛ فليس الود هو كل شيء؛ فإذا ما وُجد هذا الحب وحصلت تلك الألفة، تمكن الزوجان من ترسيخ دعائم الأسرة وبنيانها، وأصبحت مستقرة.
المشاركة والتعاون
فالحياة الزوجية تبادُلٌ وتعاونٌ، ومشاركةٌ في بناء وتأسيس الحياة الأسرية؛ فالمشاركة والتعاون لا بد أن تكون كاملة وشاملة لكلّ مناحي الحياة الزوجية، وهو من الآداب التي تَزيد من محبة الزوجين لبعضهما، ولهما دور كبير في تعزيز الألفة والمحبة؛ فقد يكون التعاون في طلب العلم، أو في تربية الأبناء في التنشئة والرعاية، أو في الشؤون المنزلية. ولن تكون هناك أيّة مشاركة أو تعاون بين أيّ شريكين ما لم يكن الاحترامُ موجوداً بين الزوجين؛ فإذا انعدَمَ الاحترامُ؛ فلن يكون للمشاركة بينهما أيّ وجود؛ بل تكون قائمة على الإفسادِ والإهمالِ؛ فينعدم الاستقرار.
الاهتمامات المشتركة
وهي وسيلة رائعة لمعرفة التوافق بين الشريكين، وهي الاهتمامات والمصالح المشتركة بين الزوجين مثل: حب المغامرة، أو قراءة الكتب، أو حب الطهي، أو العزف على الآلات الموسيقية، أو التحدث في العديد من الأمور الهامة الخاصة بحياتهما معاً؛ مما يساعد على تقوية العلاقة بينهما، وغيرها من الهوايات المشتركة التي يمكن إعادتها مرة أخرى خلال أيام العطلات، والتي تساعد على التقارب والاستقرار بين الزوجين.
التوافق بين الزوجين
وهو من أهم أسس الحياة الزوجية المستقرة، والتوافق الزوجي هو شعور الزوجين بالانسجام والانتماء العاطفي والمودَّة والمحبة والرحمة المتبادَلة لكليهما، والشعور بالرِّضا والسعادة والاتفاق في حياتهما الزوجية، ووجود رضا وموافقة من الأهل على الزوج أو الزوجة، والقدرة على التعامل الناجح مع مشكلات الحياة الزوجية؛ فيكون لدى الطرفين ميل لتجنُّب المشکلات أو حلها، وتقبُّل مشاعرهما المتبادَلة، والمشارکة في المهام والأنشطة، وتحقيق التوقعات الزوجية لکلٍّ منهما؛ أيْ تكون الحياة في استقرار تام لكافة الأمور الحياتية.
لا تترك ألماً نفسياً
لا شك أن العلاقة غير المستقرة بين أيّ زوجين تسبب الألم، وتترك جرحاً داخلياً وتفسد الحياة الزوجية، ولكن العلاقات المستقرة، مهما زادت فيها الخلافات؛ فهي لا تُحدث ألماً في النفس، وتمُر من دون أن تترك أثراً سيئاً؛ بل على العكس، أيُّ خلاف ينشأ بين الزوجين قد يضيف خبرات للشريكين.
التواصل الجيد بين الزوجين
التواصل الجيد من أهم أسس العلاقة الناجحة، والتواصل الجيد قائم على الصدق والانفتاح بين الزوجين، وقدرتهما على إجراء محادثات ناجحة ومثمرة؛ فيعرف كلُّ طرف متى يتحدث ومتى ينصت إلى الآخر، وكيفية التعبير عن الأفكار والمشاعر بصراحة وشفافية من دون إحراج الآخر أو إحداث ضرر في العلاقة؛ لذلك لا بد من العمل على تطوير مهارات التواصل بين الطرفين، مثل: التحلي بالصدق واللطف أيضاً، والتدرُّب على الإنصات والاحترام والتقدير، وعدم الحكم على مشاعر الطرف الآخر أو مهاجمة أفكاره، أو التسرع في إبداء نصائح في وقت غير مناسب.
الشعور الإيجابي
الاستقرار هو مفتاح التوازن النفسي والعقلي لدى أفراد الأسرة جميعاً؛ لذلك لا بد أن يكون كل طرف في العلاقة مع شخص يجعله يشعر بأنه في أفضل حالاته؛ فعلاقة الحب تفقد بريقها عندما نتوقف عن استثمارها وتنميتها باستمرار، سواء ذهنياً أو جسدياً أو إبداعياً؛ بل في كل نواحي الحياة؛ فلا بد من ترسيخ السكن النفسي والألفة وراحة البال. فلتكن لشريكك صدراً حانياً، وهذا ما يجعل الحياة الزوجية آمنة، ومستقرة.
مجلة سيدتي