تفاؤل عربي بالأوضاع الاقتصادية عام 2013

أفادت دراسة حديثة عن مؤشر ثقة المستهلك أجراها «بيت.كوم»، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع مؤسسة YouGov للأبحاث والاستشارات، بأن الوضع الحالي لسكان المنطقة لم يتحسن كثيراً مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك، فالمشاركون في الدراسة من الإمارات العربية المتحدة ومختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متفائلون بالسنة المقبلة.
وتبدو المعنويات في كل أنحاء المنطقة سلبية عموماً في ما يخص الوضع الراهن، إذ أفاد 26 في المئة فقط من المشاركين في الدراسة بأن أوضاعهم المالية الشخصية تحسنت في الأشهر الاثني عشر الماضية، في حين قال 32 في المئة إن أحوالهم المالية تراجعت. وفي السياق ذاته، يعتقد 34 في المئة أن اقتصاد بلادهم قد تراجع خلال الفترة الزمنية نفسها، وصرّح أربعة من كل عشرة بأن الوقت الراهن غير مناسب لشراء السلع الاستهلاكية المعمرة.
في المقابل، يرى ثلث المشاركين (34 في المئة) أن ظروف العمل سيئة وأن ظروف التوظيف غير جيدة، مع قول نصف المشاركين (49 في المئة) إن عدد الوظائف المتاحة قليل جداً. وأفادت غالبية الموظفين (32 في المئة) بأن عدد زملائها في العمل الآن أقل مما كان عليه في العام الماضي، كما أن الرواتب لم تواكب تكاليف المعيشة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وفق 69 في المئة منهم.
وتبين أن المشاركين عموماً غير راضين عن حياتهم العملية، إذ تعتقد الغالبية (40 في المئة) أن فرص التطور المهني والآفاق الوظيفية الحالية ضئيلة، في حين أن 50 في المئة غير راضين عن دخلهم الحالي، و68 يقولون إن أمنهم الوظيفي «حيادي» إلى «منخفض».
من جهة أخرى، لدى الموظفين وجهات نظر محايدة لمستقبل مؤسستهم، تبيّن أن 35 في المئة لا يعتقدون أنه سيكون هناك أي تغيير في عدد الموظفين في الشركة، و37 في المئة يعتقدون أنه لن يكون من تغيير على صعيد تلبية حاجات التوظيف.
وقال نائب رئيس المبيعات في «بيت.كوم» سهيل المصري: «يمكن وصف الشعور الحالي في المنطقة بالمحافظ إلى حد ما. ومع ذلك، أظهرت دراستنا انطباعات إيجابية للمستقبل. وهذا المستوى من التفاؤل يدل على أن الآثار المتبقية من الركود الاقتصادي الأخير ولت تقريباً، وأن الناس يتطلعون إلى عام جديد أفضل على الصعيد المالي».
وتبين من خلال هذه الدراسة، أن عام 2013 سيكون أفضل عموماً. ومن المتوقع أن تتحسن الأوضاع المالية الشخصية (وفق 49 في المئة)، في حين ستتحسن ظروف العمل (وفقاً لنسبة 50 في المئة)، وسيكون هناك مزيد من فرص العمل المتاحة نتيجة لذلك (وفقاً لنسبة 34 في المئة). وفي حين تعتقد نسبة 44 في المئة أن اقتصاد بلادها سيتحسن، يرى 22 في المئة أن العكس هو الصحيح.
وأظهرت الدراسة أن المشتريات الاستهلاكية الأكثر شعبية في الأشهر الستة المقبلة ستكون أجهزة الكمبيوتر المكتبي أو المحمول (25 في المئة) والأثاث (19) وتلفزيونات البلازما أو الكريستال السائل (17). وقال الرئيس التنفيذي لشركة Yougov سنديب شهال: «من الواضح أن الأحداث التي تجري في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤثر في المنطقة ككل. ولكن يتوقع الناس أن يستقر الوضع العام المقبل، ما يفسّر نظرتهم الإيجابية وتفاؤلهم».
الإمارات العربية المتحدة
ان الوضع في دولة الإمارات العربية المتحدة مماثل للوضع على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويرى أربعة من كل عشرة مشاركين (39 في المئة) أن وضعهم المالي الحالي لم يتغير في خلال العام الماضي، وأشار 34 في المئة إلى أن حال اقتصاد الإمارات لم يختلف. لكن مع ذلك، وعلى عكس أماكن أخرى في المنطقة، أفاد 32 في المئة بأن الاقتصاد المحلي قد تحسن، ونصف عدد المشاركين تقريباً بأن الوقت الراهن هو «محايد» للشراء، في حين أن 43 في المئة يرون ظروف العمل أيضاً «محايدة». وبالنسبة لظروف التوظيف، يقول 74 في المئة إن الوظائف المتاحة ليست كثيرة أو قليلة جداً.
ويعتقد 35 في المئة من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة أن تكاليف المعيشة سترتفع خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وكذلك أسعار العقارات (32 في المئة من المشاركين).
ولكن يتطلع كثيرون إلى سنة أكثر إيجابية، ويعتقد نصف المشاركين أن حالته المالية الشخصية ستتحسن، ولدى 47 في المئة آمال مماثلة لاقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد يقوم 30 في المئة من المشاركين بشراء سيارة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وسيقبل نصفهم على شراء سيارة جديدة. كما قد تقوم نسبة 20 في المئة بشراء عقار خلال الإطار الزمني ذاته، و64 منهم سيبحثون عن عقار جديد.
يذكر أن بيانات الدراسة الفصلية لمؤشر ثقة المستهلك (تشرين الأول/ أكتوبر 2012) جمعت من طريق الإنترنت بين 30 أيلول (سبتمبر) و14 تشرين الأول 2012، وشملت 10094 مشاركاً تفوق أعمارهم 18 عاماً ويتوزعون في دول مجلس التعاون الخليجي العربي وشمال أفريقيا والمشرق العربي، إلى جانب وافدين غربيين وآسيويين. والدول التي شملتها الدراسة هي الإمارات، السعودية، الكويت، سلطنة عمان، قطر، البحرين، لبنان، سورية، الأردن، مصر، المغرب، الجزائر، تونس وباكستان.

صحيفة الحياة اللندنية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى