تحليلات سياسيةسلايد

تقارب الجزائر مع سيراليون مدفوعا بهاجس اللحاق بالدبلوماسية المغربية

سيراليون تؤكد التزامها بموقف ثابت من قضية الصحراء المغربية، ولمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد رغم محاولة الإعلام الجزائري إظهار تطابق موقفها مع تبون.

تسعى الجزائر إلى تطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية مع حالة التوتر التي تعيشها في محيطها، مدفوعة بهاجس اللحاق بالدبلوماسية المغربية التي قطعت أشواطا واسعا في هذا المجال من خلال المبادرات العديدة التي مكنتها من تبوأ مكانة متقدمة أفريقيا في جميع المجالات.

وانطلاقا من هذا الهاجس، تمد الجزائر يدها للتعاون مع المسؤولين مستندة على حاجاتهم الأساسية للاستقرار الأمني، حيث استقبل الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، الأربعاء الفريق بيتر كاكو-وو رئيس أركان جيش سيراليون الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، معربا عن “إرادة حقيقية من أجل تطوير تعاون عسكري ثنائي مستديم بين الجزائر والسيراليون، قائم على أساس الثقة والتشاور”.

وتحدث رئيس أركان الجيش السيراليوني عن توافق رؤى الطرفين بخصوص جل القضايا الأمنية التي تناولتها المحادثات الثنائية، معربا عن أمله في أن تشكل زيارته إلى الجزائر حجر الأساس لعلاقات عسكرية قوية ومثمرة تخدم المصالح العليا للبلدين.

وفيما تبدو الزيارة ذات طابع عسكري، يسود اعتقاد بأن السلطة في الجزائر، تدفع باتجاه التشويش على العلاقات المغربية الافريقية، خصوصا أن دول عديدة مثل سيراليون تربطها علاقات دبلوماسية قوية مع المملكة وشهدت “تطورا كبيرا” في السنوات الأخيرة بفضل توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس جوليوس مادا بيو.

وسائل الإعلام الجزائرية تحاول تسويق روايات مضللة عن مواقف بعض الدول الافريقية من ملف الصحراء المغربية، من خلال الصاق بيانات مشتركة بضيوفها وتفسيرها على أنها توافق الموقف الجزائري

وتؤكد سيراليون دائما التزامها بموقف ثابت من قضية الصحراء المغربية، ولمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد، وكذلك افتتحت قنصلية في مدينة الداخلة كإشارة لعلاقة قوية بين البلدين.

وكعادتها تحاول وسائل الإعلام الجزائرية تسويق روايات مضللة عن مواقف بعض الدول الافريقية من ملف الصحراء، بشكل موارب من خلال الصاق بيانات مشتركة بضيوفها وتفسيرها على أنها توافق الموقف الجزائري المعادي لوحدة المغرب.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية بخصوص قضية الصحراء المغربية أن الرئيسان عبدالمجيد تبون وجوليوس مادا بيو أكدا على “ضرورة استئناف أطراف النزاع للمفاوضات تحت إشراف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة, من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم, يفضي إلى تقرير شعب الصحراء المغربية لمصيره, وفقا للوائح ذات الصلة لمجلس الأمن والأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي”.

وتبدو الالتفاتة الجزائرية لإفريقيا مدفوعة برغبة جامحة في كبح نجاحات المغرب السياسية والاقتصادية والأمنية في العمق الإفريقي والتي أرست منذ إنهاء الملك محمد السادس سياسة الكرسي الشاغر واستعادة مقعد بلاده في الاتحاد الافريقي، نموذجا لتعاون واسع.

ولتشكيل حزام دعم جديد لجبهة البوليساريو الانفصالية التي باتت تواجه عزلة بعد تواتر الاعترافات بمغربية الصحراء خاصة منها الافريقية ، تراهن الجزائر على التشويش على حل النزاع المستمر منذ عقود. رغم أنها فقدت تأثيرها في هذا الملف بعد الزيادة القياسية في عدد الدول التي اعترفت بمغربية الصحراء وعدد الدول التي سحبت اعترافها بالكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية الصحراوية، وتحاول في هذه الفترة استعادة تأثيرها على دول افريقية لاستقطابها عبر إغراءات مالية لصفها وطروحاتها في قضية نزاع الصحراء.

لكن محاولاتها تبوء بالفشل في كل مرة، إذ أن زيارة المسؤول العسكري السيراليوني إلى الجزائر تتعلق بمصالح مشتركة ضرورية للأمن لكنها لا تمس بأس شكل التوافق مع المغرب، إذ جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بسيراليون، تيموثي موسى كابا، في سبتمبر/أيلول الماضي بالرباط، دعم بلاده الراسخ للوحدة الترابية للمغرب ولمخطط الحكم الذاتي كأساس وحيد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

وأكد عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، سمو مخطط الحكم الذاتي كأساس وحيد لوضع حد لهذا النزاع المفتعل، مجددا التأكيد على دعم جمهورية سيراليون التام للدور الذي تقوم به الأمم المتحدة باعتباره “الإطار الحصري” للتوصل إلى حل دائم لقضية الصحراء المغربية.

ونوه موسى كابا أيضا بالدعم الدولي المتزايد للوحدة الترابية للمملكة، مذكرا بانخراط سيراليون في هذه الدينامية عبر فتح قنصلية عامة لها بالداخلة. وبخصوص العلاقات الثنائية أشار موسى كابا إلى أن البلدين عازمان على تنفيذ الاتفاقيات ال13 الموقعة والقرارات المتخذة خلال الدورة الأخيرة للجنة المشتركة للتعاون والتي انعقدت بالداخلة في 28 أبريل/نيسان 2023.

وسجل الوزير السيراليوني، الذي شكر المغرب على دعمه لترشيح بلاده للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، أن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل ملموس في عدة مجالات تحت قيادة الملك محمد السادس وجوليوس مادا بيو رئيس جمهورية سيراليون.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى