تقدم الرباط في الانتقال الطاقي يوسع آفاق التعاون مع واشنطن
أحرز المغرب تقدما كبيرا في مجال الانتقال الطاقي، ويعمل على زيادة الاستثمار في الطاقات المتجددة، فضلًا عن عقد شراكات في إطار الهيدروجين الأخضر ضمن جهود تخفيف التبعية للمصادر الخارجية، الأمر الذي جعل منه رائدا في المنطقة في هذا المجال وفتح آفاق التعاون بين الرباط وواشنطن في مجالات مختلفة.
وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور أنها عاينت عن قرب الالتزام الاستثنائي لدى المملكة بمواصلة دفع مسيرة التقدم والتنمية، مشيرة الى التطور الكبير الذي حققه المغرب في مجال الاقتصاد الأخضر على المستوى الإقليمي، وفق ما نقلته وكالة الانباء المغربية.
وجاء ذلك خلال حفل تقديم المدير الجديد لبعثة الوكالة الأميركية في المغرب راندي علي، الذي أقيم الجمعة في واشنطن بحضور سفير المملكة لدى الولايات المتحدة يوسف العمراني.
وأفادت باور بأن بعثة الوكالة في الرباط ضاعفت منذ عام 2021 نسبة التمويلات الموجهة للمنظمات المحلية من 16 في المئة في عام 2021 إلى ما يقرب من 40 في المائة في عام 2023، لافتة إلى الإمكانيات المغربية الهامة في إنتاج وتصدير الأسمدة، والسعي لإنتاج أكثر من ثلث الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقات المتجددة.
وأضافت أن المغرب يهدف الى زيادة هذه الحصة إلى 52 في المئة بحلول عام 2030، مما سيجعله رائدا، ليس فقط في المنطقة بل في العالم بأسره.
من جهته، أكد السفير العمراني على الإمكانات الكبيرة المتاحة لتعزيز هذا التعاون النشط في مختلف المجالات ذات الأولوية مثل الأمن الغذائي وتدبير المياه، مشيرا الى علاقات التعاون الاستثنائية التي تقوم بين الوكالة الأميركية والمملكة. وأبرز دور برامج الوكالة في مجالات التعليم وإدارة المياه والصحة العامة والتمويلات الصغرى وتمكين المرأة.
وشدد الدبلوماسي المغربي على أهمية السياسات العمومية التي بلورتها المملكة بهدف تحفيز ومواكبة وتعميق الديناميات التنموية التي يشهدها المغرب في مختلف القطاعات الاستراتيجية، التي تنبثق من رؤية ينادي بها العاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي تضع البعد الإنساني في صلب كافة السياسات من أجل تحقيق الازدهار الشامل على الصعيد الوطني وعلى نطاق القارة الإفريقية.
وأكد علي أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعتزم مواكبة ودعم الجهود الاستثنائية للمملكة في مجالات الانتقال الطاقي وتدبير الموارد المائية والفلاحة وتمكين المرأة، مشيرا إلى أنه إضافة الى التعاون الثنائي البحت فإن الوكالة تسعى إلى هيكلة عملها بهدف تعزيز ريادة المغرب افريقيا، لا سيما من خلال تمويل مشاريع استراتيجية وموجهة بالخصوص إلى مجالي الأمن الغذائي والصحة.
وتراهن الرباط على رصيدها في إنتاج الكهرباء من الطاقات النظيفة، حيث أطلقت منذ عام 2009 إستراتيجية لتنمية المجال، والتي توفر حاليا نحو 39 بالمئة من إنتاجه من الكهرباء.
وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت في 11 مارس/آذار 2024، إطلاق مشروع الهيدروجين الأخضر، لافتة الى أن 100 مستثمر وطني ودولي أعربوا عن اهتمامهم بذلك.
وقامت بتحديد عقارات عمومية مهمة تناهز مساحتها مليون هكتار لمشروعات في هذا المجال.
وفي إطار تجديد التعاون المغربي الأميركي في مجالي البيئة والتنمية المستدامة، تم التوقيع على خطة العمل الرابعة للتعاون بين البلدين 2024-2027 في مجالي البيئة والتنمية المستدامة
ووقعت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية في مارس/آذار2024 خطة عمل ثنائية (2024-2027) تهدف إلى تعزيز الإجراءات التي تم تنفيذها بشراكة مع الجانب الأميركي، والمساهمة في تحقيق الأهداف التي نصت عليها الاستراتيجية المغربية للتنمية المستدامة والنموذج التنموي الجديد.
وتتمحور حول أربعة مجالات محددة وهي القوانين والنصوص التنظيمية البيئية، وتغير المناخ والنمو والاقتصاد الأخضر، والمحافظة على التنوع البيولوجي وتدبير المناطق المحمية، بالإضافة إلى التربية البيئية والشفافية.
من
ميدل إيست أون لاين