تواصل بين وجهاء من إدلب ومركز حميميم الروسي لتسليم مناطقهم
تبدومحافظة ادلب المعقل الاخير للمجموعات المسلحة امام تطورات دراماتيكية، حيث تتجه الأنظار إلى الشمال بعد وصول ملف الوجود المسلح في الجنوب السوري إلى خواتيمه، المعلومات الواردة من الشمال تتحدث عن حالة من الفوضى تسود محافظة أدلب مع اقتراب مؤشرات حسم مصيرها، الحديث داخل الفصائل العسكرية في الشمال الآن حسب مواقع تابعة لهم وحسابات لقادة الفصائل وعدد من الشرعيين على مواقع التواصل الاجتماعي تدور حول القلق من تطور مفاجيء، يتمثل في انقلاب السكان أوتشكيلات عسكرية لصالح الجيش السوري عند بدء القتال ، تماما كما حصل في الجنوب السوري . ويحذر قادة الفصائل من خيانات وتسليم واختراقات، ويتوعدون بمعاقبة من يقدم على ذلك.
ورغم التهديد والوعيد علمت “راي اليوم” من مصادرها بأن عددا من وجهاء في محافظة إدلب السورية بادروا بالفعل للتواصل مع مركز المصالحة الروسي لتسليم مناطقهم وترتيب التسويات مع الدولة السورية.
وكشفت مصادر أهلية أن وجهاء من عدة مناطق في محافظة إدلب بادروا للتواصل مع مركز المصالحة الروسي، لتسليم مناطقهم وترتيب التسويات مع الدولة السورية فور توافر الإمكانية عند اقتراب وحدات الجيش.
وبينت المصادر أن المعلومات من إدلب تنبأ ببركان شعبي ضد المسلحين، واستقبال حافل للجيش عندما يطرق أبواب المحافظة. ورغم سيطرة جبهة النصرة في العام 2015 على محافظة إدلب بالكامل، إلا أن الدولة السورية واجهزتها مازالت تحتفظ بنفوذ داخل هذه المناطق، ونسبة تأييد، تنتظر لحظة وصول الجيش السوري إلى المحافظة لاعلان ولائها.
وتحاول الفصائل العسكرية الاحتماء باتفاقية خفض التصعيد الذي يشمل ادلب وريفها باتفاق بين الدول الضامنة “روسيا ايران وتركيا” الا ان روسيا اعلنت مرارا ان الاتفاق لا يشمل الفصائل الإرهابية داخل مناطق خفض التصعيد وخارجها والمقصود جبهة النصرة التي تحولت لهيئة تحرير الشام والمصنفه كتنظيم إرهابي، وهذا الاستثناء سيكون بوابة للتدخل العسكري في محافظة إدلب.
تقول مصادر متابعة في دمشق أن مصير إدلب سيكون على طاولة القمة المقبلة بين الزعيمين بوتين وترامب في هلسنكي، وإذا ما اتفق الطرفان على مصير إدلب ، فإن تركيا ستكون مضطرة للتعامل مع هذا الخيار . وسيكون مطلوب منها أن تعلب ذات الدور الذي قام به الأردن في إغلاق الحدود وتقديم المساعدات للاجئين من المعارك في شريط داخل الأراضي السورية ريثما يتم تحرير القرى وعودة السكان إلى بيوتهم.
وبالتالي يبدأ إغلاق ملف المقاتلين المسلحين خاصة الأجانب ونسبتهم مرتفعه في ادلب بعد ترحيلهم من المناطق التي حسمها الجيش السوري باتجاه الشمال طوال السنوات الماضية، المعلومات التي بحوزتنا من مصادرنا في الشمال تقول ان تركيا خفضت من تواجدها العسكري في بعض نقاط انتشارها في ادلب وإزالت بعض النقاط العسكرية المتقدمة بطلب من روسيا، وهذا يعني أن المعركة باتت وشيكة ، وأن تركيا سوف تتعامل مع الخيار الروسي السوري في إنهاء الملف على طريقة حلب والغوطة ودرعا.
في معركة إدلب المرتقبة لن يكون هناك خيار الحافلات الخضراء، فلم يعد ثمة مكان يرحل إليه المقاتلون، لذلك سيقاتل الجميع في معركة النهاية.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية