تمكّنت الشراكة الثلاثية بين الكاتب عمر أبو سعدة، والمخرج سامر البرقاوي، والنجم تيم حسن من تحقيق نجاحين بارزين، سواء في مسلسل «الزند… ذئب العاصي» أو «تاج»، الذي عُرض العام الماضي وأثار جدلاً واسعاً بين الجمهور.
فبينما أُعجب البعض بحكايته وأسلوبه البصري، رأى آخرون أنه لم يكن على مستوى التوقعات، واعتبروه تكراراً لما سبق. لكن من الناحية النقدية، برع العمل في تقديم طرح درامي مشوّق استلهم أحداثه من أربعينيات القرن الماضي، عندما كانت سوريا تحت الاحتلال الفرنسي. وقد أضاف البُعد السياسي بعداً توثيقياً للمسلسل، فيما ساهمت جودة الإنتاج، من ديكورات وأزياء مصممة خصيصاً، في رفع قيمته الفنية ووضعه في صدارة المشهد الرمضاني السوري للعام الماضي. فقد استطاع الفريق الفني استعادة تفاصيل تلك الحقبة الغنية سياسياً واجتماعياً بأسلوب متقن.
وبعد بحث معمّق في التاريخ، قدّم العمل مزيجاً من التوثيق والدراما الجذابة، مع رؤية بصرية رصينة تميّزت بملامح جمالية عالية. لكن هذا العام، قرر الثلاثي أبو سعدة والبرقاوي وحسن الانتقال إلى قصة معاصرة، فجاء مسلسل «تحت سابع أرض» (كتابة عمر أبو سعدة، إخراج سامر البرقاوي ــ شاهد وMBC)، ليطرح حكاية الضابط في الأمن الجنائي «موسى» (تيم حسن)، الذي يجد نفسه متورطاً في عمليات تزوير عملة بسبب شقيقه (أنس طيارة)، الذي يدير مطبعة يكتشف الضابط لاحقاً أنها جزء من شبكة واسعة لتزوير «العملة الصعبة». هذه العملية تُدار بتوجيه من «بلقيس» (كاريس بشار)، صاحبة محل الملابس المستعملة، التي تبحث عن أي وسيلة لتحقيق قفزة مادية نوعية، فتجد أن التزوير هو الطريق الأسرع. ومع انخراط «موسى» في هذه الدوامة، تتبدل مسارات حياته بالكامل، بعدما يضع يده بيد «بلقيس» ويشكّلان معاً عصابة تجرّه إلى عوالم جديدة غير مألوفة.
هذا ما يكشف عنه البرومو الأول للمسلسل، الذي طُرح أمس الجمعة، وسط تكتم شديد من شركة «الصبّاح» المنتجة للعمل، كما جرت العادة. ومن المتوقع أن يحقق «تحت سابع أرض» جماهيرية واسعة، على غرار أعمال تيم حسن السابقة. إلا أن الأنباء المتداولة تشير إلى أن هذا المسلسل قد يكون آخر تعاون بين المخرج سامر البرقاوي والنجم السوري، ما قد يضع حداً لشراكة فنية استمرت لسنوات.
صحيفة الأخبار اللبنانية