ثلاثة أسئلة لا جواب لها !
ما الذي حلَّ بالعرب ؟!
هذا هو سؤال الواقع الذي نعيشه، والجواب عليه، وهو معروف للجميع، يطرح أسئلة أخرى حول الزمن القادم الذي نسعى إليه، وعلى هذه الأسئلة، أو على نحو أدق على أجوبة هذه الأسئلة، يمكن للرؤية أن تكون أفضل وأوضح، لأن العرب اليوم في صلب المأساة العالمية وهم في أتونها، يعيشون في حريق كبير ينبغي أن يُطفأ لينهض العرب من الركام إلى مستقبل جديد آخر غير الذي يشير إليه الواقع.
ما حل بالعرب، أكبر من الكارثة بكثير، أكبر من نكبة 1948، وأكبر من هزيمة حزيران 1967، وأكبر من اجتياح بيروت عام 1982 ، وتاريخيا هو أكبر من غزو المغول والتتار، وآثاره أكبر من آثار المرحلة الاستعمارية التي بدأت بعد الحرب العالمية الأولى. بل إن الضعف الذي يعيشون فيه أصبح واحداً من لحظات التاريخ الدامية التي مرت بهم، سواءَ على صعيد التشتت أو الانهيار أو الهزيمة.
السؤال الأول : هل ستتوقف الحروب ؟!
السؤال الثاني : هل سيتجمع العرب لبحث مصيرهم ؟
السؤال الثالث : ماذا عن القضايا التي كانوا بصدد حلها ، وماذا عن القضايا الجديدة التي توالدت في الحقبة الأخيرة ؟!
أسئلة على غاية الأهمية، لأن الحروب التي تشتعل على أراضيهم وفيما بينهم باهظة الثمن والتكاليف وخطيرة الأبعاد، وقد مضى الوقت الذي ينبغي أن ينتظروا فيه ، لعل الأقدار توقفها.
وهذه الحروب أثّرت على الإنسان العربي، وأعادته إلى العصور الوسطى، وعطّلت تطور حياته واقتصاده، ودمرت بُنى مجتمعاته التي تسير عليها مواكب حضارته .
والغريب أن الجواب على السؤال الثاني يقابله حذر في كل الاجتماعات العربية بغض النظر عن مستوياتها، حذر من الإقدام على مبادرات خلاقة تجعل القضايا المصيرية أقل تكلفة في حياتنا..
ألم يسارع العرب في كل المنعطفات الخطيرة إلى تقديم مبادرات حل متفق عليها؟ إن هذه المبادرات تشكل حداً أدنى من الإجماع العربي، وتقلل من حجم الكوارث التي تحيق بنا .. والمطلوب المسارعة إلى عدة قمم عربية استثنائية تطرح الواقع العربي وتسعى لتقديم أفكار إنقاذية وجادة حتى لو كانت بالتنسيق مع المجتمع الدولي الذي يلعب دورا كبيرا في أزماتنا.
وهنا يبرز السؤال الكبير : ماذا عن القضايا الكبرى : التقسيم والاحتلالات والاقتصاد العربي وقضية فلسطين .. هذا السؤال محور الإجابات كلها، فما الذي يمنع من مبادرات خلاقة مرحلية تحقن الدم العربي وتوقف الانهيار الكبير الذي نعيش فيه .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة