جميلة الشاشة وعذراؤها تغيب عن 89 عاماً

 

منذ فترة والأنباء تتواتر عن صحة الفنانة الكبيرة “ماجدة الصباحي” التي بلغت عتبة التسعين، بما يبرر الإنتكاسات المتتالية التي مرّت بها بحكم الشيخوخة وقلة الحركة في شقتها بمنطقة الدقي – القاهرة، إلى أن توفاها الله يوم الخميس في 16 كانون الثاني/ يناير الجاري، وتقرر الدفن في مدافن العائلة بمنطقة السادس من أكتوبر، بعد الصلاة عليها في مسجد الحصري ظهر الجمعة في 17 الجاري.

“ماجدة” التي ولدت تحمل إسم “عفاف” عاشت مجد النجومية بدءاً من العام 1949 عندما دخلت السينما من الباب الواسع، في دور رئيسي أمام “إسماعيل ياسين” في شريط “الناصح” يديرهما المخرج السوري الأصل “سيف الدين شوكت” الذي أقنع المراهقة الجميلة ولم تكن تعدّت الـ 15 عاماً، بأن تقف أمام الكاميرا مكتشفاً وجهاً معبراً ملأ الشاشات العربية فرحاً وإمتاعاً حتى إعتزالها الحياة الفنية عام 94، لكنها واجهت بعض المشاكل في أملاكها، وتم التطاول على تاريخها بهدم تمثال لها، فكان أن أعلنت “يد الشر طويلة لكن الخير منتصر على الدوام، وأنا لا أحقد على حسادي بل أشفق عليهم”. وبقيت إبنتها الوحيدة الممثلة “غادة” من زوجها الأول والأخير “إيهاب نافع” السند الأول لها في كل الملمّات، بعدما نصحتها بترك الوسط الفني لأنه لا يلائمها.

هذه المرأة الجادة والناضجة قدّمت أفضل أدوارها في الأفلام التي أنتجتها بمالها الخاص من إرث ذويها الميسورين بمنطقة المنوفية، ومما حصّلته من أدوارها على الشاشة، وهنا تحضرنا دردشة معها في منتصف الثمانينات بحضور الممثل الأقوى “أحمد زكي” عندما سألناها عن لقب “عذراء الشاشة” الذي لازمها طوال فترة سطوع إسمها سينمائياً، فردّت ضاحكة “كان اللقب مناسباً لي خصوصاً في الفترة التي حصل الطلاق بيني وبين إيهاب نافع فعدت عذراء ولم أتزوج من بعده”. وكم كانت سعيدة عندما عرضت على المخرج “يوسف شاهين” مشروع فيلم “جميلة” لكي تنتجه وتلعب الدور الأول فيه، يومها بادرها “أمران يجعلاني لا أناقش الأمر معك بل أوافق وحسب، الأول أنك تشبهين جميلة بو حيرد جداً، وعندك فلوس ولن ننتظر من سيمولنا” وباشرا الفيلم الذي أصبح من علامات السينما المصرية المضيئة.

وربما بقيت صورة الفتاة الرومانسية في ذهن الجمهور العربي عنها، لكن الواقع يفسح لها المجال للفخر بأنها قدمت أدواراً لا تنساها السينما أبداً سواء في أدوار الكاراكتر(بياعة الجرايد، النداهة، وبنات اليوم، العمر لحظة، أين عمري) أو الدينية (بلال، هجرة الرسول، وإنتصار الإسلام)، كما أنها خاضت تجربة يتيمة كمخرجة ومنتجة وبطلة في فيلم “من أحب” وكانت تفاضل فيه بين “إيهاب نافع” و”أحمد مظهر”، ومعهما “نعيمة وصفي”، أعلنت بعدها أن مهنة الإخراج لا تروق لها فلم تكرر المحاولة.

الميادين نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى