جوائز الأوسكار تغير قواعدها في ظل إغلاق دور العرض
قامت الهيئة المسؤولة عن توزيع جوائز الأوسكار بتغيير قواعدها، حتى تصبح الأفلام التي تُعرض للمرة الأولى عبر خدمات البث عبر الانترنت أو تلك التي تبث على خدمة الفيديو عند الطلب، مؤهلة للمنافسة على الجوائز العام المقبل. وتقضي القواعد الحالية لأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بأنّ الأفلام لا يمكنها الدخول الى دائرة المنافسة على الجوائز، إلا إذا تم عرضها في دور العرض في لوس أنجليس لمدة أسبوع على الأقل. ولكن مع إغلاق دور العرض خلال أزمة فيروس كورونا، قال المنظمون إنّ الاستثناء “المؤقت” ضروري. وتمّ تأجيل العديد من إصدارات الأفلام، بينما انتقل البعض الآخر مباشرة إلى الإصدار الرقمي. قال رئيس الأكاديمية ديفيد روبين والرئيس التنفيذي دون هدسون: “تعتقد الأكاديمية اعتقاداً راسخاً أنه لا توجد طريقة لاختبار سحر الأفلام أكثر من رؤيتها في دور السينما”. مضيفاً: “ومع ذلك، فإن وباء كوفيد-19 المأساوي تاريخياً يتطلب هذا الاستثناء المؤقت لقواعد الأهلية للحصول على جوائز.” وقالت الأكاديمية إنّ الاستثناء سينتهي عند إعادة افتتاح دور السينما.
وبدأت جوائز الأوسكار في السنوات الأخيرة بالاعتراف بالأفلام التي تنتجها خدمات البث مثل نيتفليكس وأمازون – ولكن فقط إذا كان لهذه الأفلام أيضاً إصداراً سينمائياً. كانت الطريقة التي سيحتفل بها حفل الأوسكار بأفلام 2020 مختلفة دائماً. نعرف الآن المزيد عن كيف سيقام ذلك. لكن الغموض حول متى سيتم تشغيل دور العرض سيظل يلعب دوراً في مجموعة الأفلام التي ستتنافس. وتقوم الاستوديوهات في بعض الحالات باختيار تأجيل إصدارات الأفلام التي يُعتقد أن لديها حظ في المنافسة على جوائز الأوسكار حتى العام المقبل، من أجل الحصول على فرصة أفضل لتحقيق ربح ما عندما سيكون من المرجح أن تعمل دور السينما بشكل طبيعي. وعلى سبيل المثال، انتقل فيلم الشاشة الكبيرة لمسرحية برودواي الموسيقية “إن ذا هيتس” للين مانويل ميراندا من شهر يونيو/حزيران من هذا العام إلى يونيو/حزيران 2021. وبينما يهدف آخرون حالياً إلى إصدار أفلامهم هذا العام – مثل دراما كريستوفر نولان “تينيت” وفيلم “ويست سايد ستوري” لستيفن سبيلبرغ- يمكن أن تتغير هذه المخططات في الأشهر المقبلة. خصوصاً إذا تمّ تطبيق قيود واسعة النطاق على أحجام الجمهور لفترة كبيرة عندما يتم إعادة فتح دور السينما من جديد.
في الوقت نفسه، قد تجد الأفلام المستقلة ذات الميزانية الأصغر حجماً أنّ تعديل خططها لاستبدال إصدار دور السينما بإصدار رقمي قبل نهاية العام، أفضل بالنسبة لها من الناحية المالية من التأخير الطويل. ومن المحتمل أن يكون عمالقة البث مثل نيتفليكس هم الأقل تأثراً.
لذلك، يمكن أن يشهد حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2021 توازناً مختلفاً بين عدد أقل من أفلام الاستوديو وأفلام أكثر استقلالية، مع استمرار شركات بث الافلام في تحقيق تقدم قوي. إلا أنّ عدم اليقين بشأن بقية العام، وإمكانية إجراء القيمين على جوائز الأوسكار مزيد من التغييرات مثل تعديل فترة أهلية الفيلم للتنافس يعني أنه لا يمكن لأي شخص الآن أن يتأكد بالضبط من كيف ستبدو جوائز الأوسكار المقبلة.
ويأتي تغيير القواعد هذا وسط خلاف متصاعد حول كيفية إصدار الأفلام المتبعة الآن.
وأطلقت شركة “يونيفيرسال بيكتشرز” مؤخراً جولة “ترولز وورلد تور” عبر الإنترنت كما قدمت إصدارات أخرى عند الطلب.
واقترحت يونيفرسال منذ ذلك الحين أن تستمر هذه السياسة بعد إعادة فتح دور السينما، مما دفع سلسلة رئيسية لدور العرض إلى القول إنها ستمنع الأفلام التي تنتجها يونيفرسال في صالاتها.
وسيكون لمثل هذه المقاطعة تأثيراً على إصدارات “يونيفيرسال” المستقبلية مثل “فاست آند فيوريوس 9” و فيلم جايمس بوند “نو تايم تو داي“. وكلاهما من بين الأفلام الشهيرة التي أعيد ترتيب موعد آخر لإصدارها بعد انتشار الوباء. وقبل الاضطرابات الحالية، كانت الاستوديوهات تنتظر 90 يوماً بعد بدء عرض الأفلام في السينما لعرضها رقمياً.
ويمكن القول أن “يونيفيرسال” قادت الطريق في تغيير هذا النموذج من خلال تقديم إصدارات “فيديو حسب الطلب” للأفلام مثل “إيما” و”ذا هانت” و”ذا ايفيزبل مان“. كما تم إصدار الإصدارات البريطانية الأخيرة مثل “ميليتاري وايفز” و”ميسبيهايفيور” رقمياً في وقت أبكر بكثير مما كان مقرراً. وفي الوقت نفسه، بالإضافة إلى تغيير قواعدها لمشاركة الأفلام التي يتم بثها عبر الانترنت، قررت الأكاديمية أيضاً دمج جائزتيها المتعلقتين بالصوت في فئة واحدة. واعتباراً من عام 2021، ستكون هناك جائزة واحدة لأفضل صوت بدلاً من جوائز منفصلة لتسجيل الصوت ومونتاج الصوت.
وستقام جوائز الأوسكار الثالثة والتسعون في لوس أنجلوس في 28 فبراير/شباط 2021.
بي بي سي العربية