جيش الاحتلال يغادر جنين مخذولاً
انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات متأخّرة ، من مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلّة، وذلك بعد مقاومةٍ وتصدٍّ شديدَين أظهرتهما المقاومة الفلسطينية المنضوية في إطار «كتيبة جنين»، على مدار يومَين من العدوان، الذي أسفر عن استشهاد 12 فلسطينياً، وإصابة 100 آخرين، بينهم 20 في حالة خطيرة، فيما أقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده بينما كان ينسحب.
وفي وقتٍ سابق ، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن آليات الاحتلال العسكرية خرجت من مدينة جنين، فيما اكتشف الفلسطينيون مخابئ القنّاصة في عمارات مختلفة تشرف على المدينة، لتعود بعض الآليات العسكرية في وقت لاحق لتنفيذ إجراءات إخلاء القناصة، ومن بينها إطلاق القنابل الدخانية للتغطية على الانسحاب.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد نقلت بعد ظهر أمس تقديرات الأجهزة الأمنية، بأن العدوان قد ينتهي بانسحاب الجيش صباح اليوم، فيما عارض المستوى السياسي ذلك، راغباً في استمراره من أجل «مراكمة إنجازات إضافية». وفي وقت لاحق من مساء أمس، تعرّض جنود من وحدة «إيغوز» النخبوية لكمين معقّد استدعى تدخُّل الرقابة العسكرية التي فرضت حظر نشر على الحدث، لتعلن لاحقاً مقتل الضابط من الوحدة النخبوية، ديفيد يهودا يستحاق، من مستوطنة «بيت إيل» شمالي رام الله.
وفي غضون ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في بداية العدوان، أشارت إلى أن نحو 300 مقاتل يتحصّنون في المخيم، وأنهم شاركوا في عمليات مسلَّحة مختلفة؛ بينهم 160 حدّدتهم أجهزة استخبارات العدو «كأهداف يجب الوصول إليها». لكن حتى مساء أمس، لم ينجح الجيش إلّا في اعتقال «30 هدفاً»، إضافة إلى مئة آخرين هم من سكان المخيم الذين أُطلق سراح معظمهم في ما بعد، وفق الصحيفة.
وأمس أيضاً، عمّ الإضراب الشامل مدن الضفة، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي، فيما تعطّلت الحركة التجارية في مختلف المدن الفلسطينية، التي شهدت تظاهرات ومواجهات عنيفة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 12 شهيداً، إضافة إلى نحو 120 جريحاً بينهم 20 في حالة خطيرة. وكان الاحتلال قد هجّر بالقوّة أكثر من 500 عائلة من مخيم جنين، بعدما أجبرها على ترك منازلها مهدّداً بقصفها، لتعود هذه العائلات ليل أمس عقب الانسحاب.