حتى الحرب .. لم يعد لها طعم!!
حتى الحرب .. لم يعد لها طعم!!…تحفز العالم كله .. واستنفر .. وغضب وعبر .. واو بوستات استنكار …ايموجيات غاضبة … مقالات رافضة ..
لم يمض اسبوع .. اسبوع واحد بل اقل حتى عاد الجميع الى حياته الطبيعية.. يستيقظ غصبا عنه .. يشتم العمل .. والمدرسة وروتين الحياة التي تجبره على تعيير منبهه الصباحيي المستفز .. ليتمكن هذا الصوت الممل من انتزاعه من فراشه الدافء بعد تقلبات ليلة باردة .. وسحبه من احلامه التي اخبروه انها من المفترض ان تكون وردية ..ولكنها اصبحت منزوعة اللون .. و لم يعد لها اي طعم … احلام بالأبيض والأسود فارغة من كل شيء الا من ضجيج المنبه المزعج ..
يقضي حاجته على عجل ..ويحتسي قهوته .. عل جرعة كافيين قد تمكنه من أن يفتح عينيه .. يفتحهما على خبر جيد .. اي شيء جيد .. ما زال يتأمل !!!
يتحاشى موبايله لبضع دقائق ..(( عالمه الداخلي )) .. والمشحون طيلة الليل على أخبار وتعليقات وتفسيرات وجمل مهما تحاشاها لبضع دقائق .. يعود الى جهازه المبرمج ليتلقى جرعة التوتر والاستفزاز الصباحية .. يتنشط دماغه على سفالة هذا العالم … ويتحفز عنده الغضب والقرف ليبدأ يومه .. بشتم وسب هذا الصباح … !!
وهكذا يبدأ يومًا جديدًا …
لم يعد للأحداث أي تأثير .. مهما عظم الحدث .. يستمر لا أكثر من بضعة أيام .. يفرغ فيها العالم غضبه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. ثم يتدجن ويعود لقوقعته .. وهكذا باتت حياتنا بلا أي تأثير .. فبضعة أشخاص .. يسيطيرون على كل شيء في هذا العالم.
مجانين بالسلطة .. بالمال .. بالسيطرة .. والبشر مجرد أدوات ووسائل لا أكثر ولا أقل ..
مجرد طرح سؤال: كيف يمكن لأشخاص أن يقرروا حروبا وكيف أصبح شيئًا حقيقيًا وعاديًا.. وباتت أمرا واقعا .. هي فكرة تقضي على كل ما تعنيه القيم الانسانية..!!
وماذا سنفعل ؟؟؟؟
لا شيء .. نكتب بضع كلمات استنكار ونعود الى ممارسة حياتنا الطبيعية ونصلي .. أن لا تصيبنا شظايا قنبلة نووية !!!